دعا وزير المالية الألماني أولاف شولتس إلى استغلال أزمة جائحة كورونا كفرصة لبداية جديدة في أوروبا. وقال شولتس قبل أول اجتماع لوزراء مالية واقتصاد الاتحاد الأوروبي تحت رئاسة ألمانيا: «لدينا حاليا فرصة تاريخية وأرغب في استغلالها». وذكر شولتس أن الركود الذي تسببت فيه الجائحة هو الأشد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أن تحديات حماية المناخ والرقمنة لا تزال قائمة علاوة على ذلك، وقال: «نريد جعل هذا نقطة تحول لصالح الاتحاد الأوروبي»، موضحاً أن هذا يتطلب مدة أطول من الأشهر الستة التي تتولى فيها ألمانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه من المهم البدء الآن. تجدر الإشارة إلى أن أزمة كورونا أحد موضوعات مؤتمر الوزراء، الذين يعتزمون مناقشة تطبيق الإجراءات المضادة التي تم إقرارها حتى الآن لمواجهة الأزمة، والتي من بينها حزمة مساعدات قروض تم إقرارها في أبريل الماضي بقيمة 540 مليار يورو. وهناك جزء متاح منها حالياً، إلا أنه لم يتم استغلالها حتى الآن. وإلى جانب ذلك، هناك خلاف بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي حول إقرار حزمة مساعدات جديدة في إطار ميزانية الاتحاد الأوروبي للأعوام السبعة المقبلة. وبحسب اقتراح المفوضية الأوروبية، فإنه من المخطط رصد مساعدات بقيمة 750 مليار يورو، يتكون ثلثاها من المنح. وسيُجرى تمويل هذه المساعدات من ديون مشتركة للاتحاد، والتي سيُجرى تسديدها على مدار عقود من قبل الدول الأعضاء السبع وعشرين، وهو ما تعارضه بعض الدول. وقال شولتس إن الاتفاق على الحزمة وتطبيقها يمثل أولوية لألمانيا، موضحا أنه يتعين إتاحة هذه الأموال بسرعة، مضيفا أن بلاده ستدعو إلى فرض ضرائب أكثر عدالة والعمل من أجل تعزيز الاتحاد المصرفي واتحاد أسواق رأس المال. ومن المقرر أن يناقش الوزراء أيضا آفاق انضمام دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لعملة اليورو، وهو ما تأمله كرواتيا وبلغاريا على وجه الخصوص. وكانت المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي قررا مؤخرا أنه لا توجد دولة حاليا تستوفي شروط الدخول كافة إلى منطقة اليورو.
مشاركة :