عند سفح موران هيل في وسط مدينة بيونغ يانغ ينتصب برج الصداقة بين الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية محاطا بأشجار الصنوبر والسرو. وأقيم هذا النصب في عام 1959، ويعد بمثابة رمز للصداقة التي رسختها الدماء بين البلدين. إن الصين وكوريا الديمقراطية جارتان تشتركان في روابط تاريخية قوية. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، كانت كوريا الديمقراطية من بين الدول الأولى التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين. وكان تعزيز صداقتهما التقليدية والنهوض بها إرادة مشتركة للحزبين والحكومتين. وفي 11 يوليو عام 1961، تم توقيع معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة بين الصين وكوريا الديمقراطية، مما أرسى أساسا قانونيا صلبا لإقامة تعاون ودي طويل الأمد بين البلدين. وعلى مدار 59 عاما مضت بتوجيه من معاهدة الصداقة، دعم البلدان بعضهما البعض وقاما بالتبادل والتعاون الوديين في مختلف المجالات، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز القضية الاشتراكية في كلا البلدين، وتطوير العلاقات الثنائية، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين. وخلال العقود الماضية، تخطى التعاون الودي بين الصين وكوريا الديمقراطية اختبارات التقلبات الدولية وتم زيادة تعزيزه وتطويره. ومنذ مارس 2018، زار الزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون الصين أربع مرات، مما يدل على تركيزه الخاص على تطوير العلاقات مع الصين. وفي يونيو 2019، بينما كان البلدان يحتفلان بالذكرى السنوية الـ70 للعلاقات الدبلوماسية، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى كوريا الديمقراطية، والتي كانت ذات أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية في العصر الجديد. وفي السنوات الأخيرة، ازدهرت أيضا التبادلات الشعبية بين البلدين. وقد أرسلت الحكومة الصينية عدة وفود لزيارة كوريا الديمقراطية، من بينها وفد رياضي ووفد من العاملين في المجالين الأدبي والفني. وفي يوليو 2019، وصلت مجموعة من الخبراء الطبيين الصينيين إلى بيونغ يانغ لإجراء عمليات جراحية لمعالجة مرض إعتام عدسة العين، والتي أعادت البصر للمكفوفين، إضافة إلى عقد جلسات تشخيصية وتدريسية مع زملائهم في كوريا الديمقراطية. وفي سبتمبر 2019، تم التوقيع على اتفاقية تعاون لإنشاء مركز للغة الصينية في جامعة بيونغ يانغ للدراسات الأجنبية، وهو أول معهد تعليم لللغة الصينية يتم إنشاؤه في إطار التعاون الثنائي في كوريا الديمقراطية. وفي مقال نُشر في يوليو من العام الماضي للاحتفال بالذكرى الـ58 لمعاهدة الصداقة، ذكرت صحيفة ((رودونغ سينمون)) الرسمية في كوريا الديمقراطية أن البيئة الدولية الحالية تتطلب من شعبي البلدين المضي قدما في العلاقات بين كوريا الديمقراطية والصين بما يتفق مع اتجاه العصر. وأضافت أن "الكثير من المياه تدفقت تحت الجسر والكثير من الأمور تغيرت. بيد أن الحقيقة التي تفيد بأن شعبي كوريا الديمقراطية والصين لديهما علاقات لا تنفصم ثابتة لا تتغير".
مشاركة :