استنكرت وزارة الدفاع التونسية اليوم (الجمعة)، تعمد بعض المحتجين رشق ثكنة عسكرية في منطقة رمادة بمحافظة تطاوين بأقصى جنوب البلاد، بالحجارة، واستفزاز العسكريين، ودعت المواطنين إلى الهدوء وتغليب المصلحة الوطنية. وقالت الوزارة في بيان، إن بلدة رمادة "شهدت خلال اليومين الماضيين بعض المناوشات على خلفية وفاة شاب بالمنطقة الحدودية العازلة، وقد توخى العسكريون إزاء هذه الأحداث أقصى درجات ضبط النفس والرصانة في التعامل مع الوضع واحتوائه". وأضافت أن العسكريين سعوا إلى "الحيلولة دون خروج الأوضاع عن السيطرة، وذلك بالرغم من تعمّد مجموعة من المحتجين رشق الواجهة الأمامية للثكنة العسكرية برمادة بالحجارة واستفزاز بعض العسكريين". وتبعد بلدة رمادة أكثر من (600 كم) عن تونس العاصمة، ولديها حدود صحراوية واسعة مُشتركة مع ليبيا والجزائر، حيث تتمركز فيها وحدات عسكرية وأمنية تعمل على حماية الحدود من أي انتهاكات، إلى جانب حماية المنشآت النفطية المنتشرة فيها. وتسود هذه البلدة أجواء من الاحتقان والتوتر بعد مقتل شاب في العشرين من عمره فجر يوم الثلاثاء الماضي بالمنطقة، ما أسفر عن مواجهات بين العناصر العسكرية والمحتجين الذين أغلقوا المحالات التجارية، وأغلقوا الطرقات بالعجلات المطاطية المُشتعلة. واستخدمت الوحدات الأمنية والعسكرية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، الذين توجهوا إلى الثكنة العسكرية للتعبير عن غضبهم. ولفتت وزارة الدفاع التونسية في بيانها، إلى أن هذه الاحتجاجات "تزامنت مع تصاعد ملفت للانتباه لمحاولات التهريب والتسلل بطرق غير شرعية عبر الحدود الجنوبية الشرقية لبلادنا، وهي محاولات تواصل وحداتنا العسكرية التصدي لها بكل صرامة وحرفية في نطاق تطبيق القانون". وأضافت أنها "إذ تدين مثل هذه الممارسات، فإنها تذكر أن جيشنا الوطني سيبقى جاهزا للتصدي لكل محاولات المساس من سلامة التراب الوطني وحرمته، وسيظل درعا حصينا للنظام الجمهوري ومؤسساته". ودعت في المقابل، المواطنين إلى "الالتزام بالهدوء، وتغليب المصلحة الوطنية أمام حساسية الفترة التي تمر بها بلادنا والمنطقة عموما". وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن الهدوء عاد الى بلدة رمادة، مساء اليوم بعد مواجهات ومناوشات انطلقت منتصف نهار اليوم، بين عدد من شباب المنطقة ودوريات عسكرية. ونقلت عن رئيس بلدية رمادة الحبيب الحفيان قوله إنه تم مساء اليوم "تنظيم لقاء بين عدد من عقلاء المدينة وممثلي المجتمع المدني والشباب المحتج، وبين العميد قائد الفوج الاول الترابي الصحراوي، تم خلاله الاتفاق على تهدئة الاوضاع ومنع كل احتكاك واستفزاز بين الشبان والوحدات العسكرية بالبلدة". وكان الرئيس التونسي قيس سعيد حذر أمس الخميس، من "إشعال نار الفتنة"، وتفجير الدولة من الداخل"، وذلك خلال إشرافه على اجتماع للمجلس الأعلى للجيوش والقيادات الأمنية، خُصص للنظر في الوضع العام داخل البلاد وخاصة الوضع الأمني في الجنوب التونسي. وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على شبكة فيسبوك، إن الرئيس قيس سعيد "نبَه الى خطورة ما يجري بخصوص سعي البعض إلى تفجير الدولة من الداخل عبر ضرب مؤسساتها ومحاولات تغييب سلطتها بعدد من المناطق". واعتبر الرئيس قيس سعيد، أن ما حصل في اليومين الماضيين في جنوب البلاد "غير مقبول بكل المقاييس"، مُعربا في الوقت نفسه عن "يقينه بأن التونسيين عموما ومنهم أهالي رمادة وتطاوين، لهم من الحكمة وبعد النظر ما يجعلهم قادرين على تهدئة الأوضاع وتغليب المصلحة العليا للبلاد ووضعها فوق كل اعتبار".
مشاركة :