بعد أن فرض فيروس كورونا إجراءات متنوّعة للحدّ من انتشاره، ظهرت أفكار مختلفة ومبتكرة للحفاظ على التباعد الإجتماعي في الأماكن العامة والمطاعم والمحلّات.وفي هذا الإطار، ابتكر (غريغور لوب) وهو صانع أحذية روماني نوع من الأحذية بهدف المساهمة في اجراءات التباعد الاجتماعي.يعيش لوب علي بعد 500 كيلومتر من العاصمة بوخاريست، في مدينة كلوج نابوكا، وتشتهر ورشته الصغيرة للأحذية المصنوعة يدويا في جميع أنحاء المنطقة، وقد جاءته فكرة الأحذية الفائقة الحجم نظرا لحالة التوقف لنشاط متجره جراء تفشي فيروس كورونا المستجد في بلاده.وقال لوب، "لقد رأيت الناس يزدحمون ولا يحترمون قواعد التباعد الاجتماعي وقلت لنفسي لنصنع حذاءًا لإجبارهم على ذلك".وأضاف:"ذهبت إلى السوق لشراء شتلات لحديقتي، لم يكن هناك الكثير من الناس هناك لكنهم استمروا في الاقتراب فيما بينهم دون مراعاة أي من قواعد التباعد الاجتماعى، مما ينذر بأن هناك فرصة لزيادة العدوى، وإذا كان شخصان يرتديان هذه الأحذية يواجهان بعضهما البعض، سيكون هناك بينهما متر ونصف تقريبًا".توصل "غريغور" إلى فكرة الأحذية الجلدية "ذات الأنف الطويل"، لمساعدة الناس في الإبقاء على مسافات "التباعد" بينهم، ويبلغ طول الحذاء الواحد 45 سنتيمترًا.ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد أنعشت تلك الأحذية أعمال "غريغور" التي كانت متوقفة بسبب "كورونا"، فمتجره كان يعتمد بشكل رئيسي على الطلبات المخصصة من المسارح ودور الأوبرا، إضافة إلى فرق الرقص الشعبية التقليدية بجميع أنحاء رومانيا.يقول "غريغور" أنه تلقى مكالمة من سيدة إنجليزية تطلب حذاءًا طويلًا، فسألها إذا كانت تريد الحذاء للقيام بعرض ما، لكنها فاجئته بأن زوجها يريد ارتدائها في الخارج. وبحسب ماذكره غريغور، فإن كل حذاء يستغرق يومين لصنعه ويتطلب مترًا من الجلد، وتصل تكلفة الحذاء الواحد إلى 500 ليو روماني أي ما يعادل 117 دولار.وقد أثارت فكرته انتباه وسائل الإعلام المحلية. ويبدو أن فكرة الأحذية الفائقة الحجم للحفاظ على التباعد الاجتماعي بدأت في الانتشار خارج بلاده أيضا، إذ تلقى بالفعل 5 آلاف طلب من رومانيا والولايات المتحدة وكندا من قبل أشخاص مهتمين بهذه الأحذية الفريدة.
مشاركة :