عدسة زايد المزروعي.. توثّق جماليات الماضي

  • 7/12/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبحر المصور الإماراتي زايد المزروعي، بعدسته بين صفحات التاريخ من خلال توثيق التراث، ليرصد الإطلالة الرائعة على البيئة المحلية، ويجسد بطريقة جمالية الكثير من المشاعر والأحاسيس النابعة من الانتماء للمكان. المزروعي الذي عشق عالم التصوير منذ 20 عاماً، كان الهاتف وسيلته ليبحر في عالم التصوير الفوتوغرافي، فهو بكبسة زر كان يلتقط بعدسته جماليات الأماكن التراثية، ومع الممارسة والإرادة اكتشف موهبة التصوير الفوتوغرافي لديه، وأصبح التصوير من هواياته التي يعشقها، ويستمتع بممارستها كلما سنحت له الفرصة. الكاميرا رفيقتي يقول المزروعي: «أشعر بالحنين للأماكن التراثية، فلا يكاد يمر يوم إلا وأمارس هذه الهواية، فهي جزء من حياتي، وهواية التصوير الفوتوغرافي أكسبتني اسماً في المجتمع كمصور معروف»، يضيف: «عشقي للتصوير لا أستطيع وصفه، فالكاميرا هي رفيقتي التي أرصد بها كل مشهد أستطيع أن أعبر عنه بعدستي، فهي تسجل الواقع وتوثقه بصدق، فالتصوير يمثل فناً بذاته، ويحتاج للممارسة المستمرة لاحترافه». «منارات وبراجيل» وعن أهم الصور التي التقطها، وتمثل لديه مكانة خاصة، يقول: الكثير من الصور تعتبر مهمة بالنسبة لي، وأفضل أن أتبع أسلوب الوضوح في التقاطها، بحيث تتحدث الصور عن نفسها دون تدخل مني، وبالدرجة الأولى تأتي «منارات المساجد والبراجيل والبيوت القديمة» على قمة أولوياتي في التصوير، حيث تشدني تفاصيلها من ناحية البناء واللون والإبداع في التصميم، حيث تُصنّف منارات المساجد ضمن العجائب المعمارية الفريدة، التي تُشعِر الناس بطمأنينة وسلام داخلي، سواء قصدوها بهدف الزيارة والاستكشاف، أو بقصد العبادة وأداء الصلوات. ويقول: مع انتشار تطور فن العمارة في المساجد في التصاميم والأساليب المختلفة من حضارة لأخرى، كنت أمام تحد من الإبداع البصري لمعظم اللقطات، التي أستغرق فيها عدد من الساعات لتوثيقها بشكل جمالي لتلفت الأنظار من الوهلة الأولى. تراث عمراني لم يتوقف الإبداع البصري في حياة المزروعي عند المنارات، بل وجد في «المباني القديمة والتراثية» عالماً آخر يجذب عدسته لتصوير تفاصيلها، وعن ذلك يقول: «كثير من المباني التراثية لا تتميز فقط بجمال أو فرادة مبانيها من الخارج بل بتفاصيلها، مثل النقوش على الأبواب أو النوافذ، ومادة البناء المستخدمة سواء كانت طيناً أو حجراً». ويلفت المزروعي، قائلاً: «تلك اللقطات تستهويني، لمما تتميز به من لوحات فنية ومشاهد بديعة، تظهر جماليات التراث العمراني القديم، أما عن (البراجيل) فغالباً ما تتسارع خطواتي لالتقاط هذا النوع من البناء الإماراتي القديم في شكله وتصميمه، والذي له خصوصية متفردة تميزه عن المباني الأخرى، فهو من أبرز فنون العمارة المحلية الإماراتية التي شُيدت قبل مرحلة ظهور النفط، حيث البساطة والتفرد في الأنماط الهندسية، التي تتميز في الشكل والطابع والشخصية، وتصور ذوق المجتمع في الماضي، وتعكس جانباً من فنون وحضارة أبناء الإمارات».

مشاركة :