دآب النظام التركي خلال العقود الأخيرة على إنتهاك سيادة الاراضى العراقية ، وتكرار التوغل البري والجوي داخل الاراضى العراقية بدعوي مطاردة حزب العمال الكردستاني الذى يعتبره النظام التركي جماعة إرهابية ،ونفذت عمليتين أطلق عليهما “مخلب النمر”،ومخلب النسر”، عبر ضربات جوية وبرية استهدفت مواقع للحزب فى الجنوب الشرقي وشمال العراق ،ورغم إعتراض العراق والتهديد باللجوء الى مجلس الأمن احتجاجاً على الغارات التى تشنها القوات التركية داخل الاراضى العراقية ،الا أن الغطرسة التركية تصر على استمرار تلك العمليات ،وتعتبر أن ما تفعلة داخل الاراضى العراقية هو دفاع مشروع عن النفس ،وبصرف النظر عما يدعية النظام التركي الذى لا يبرر احتلالها لاراضى العراق واقامة قواعد ونقاط مراقبة عسكرية،وهو نفس المنطق المعكوس الذى تتبعة فى احتلالها للاراضى الليبية والسورية ،والملاحظ أن النظام التركي ما بات يتدخل بشكل سافر فى دول النظام العربي على ذلك النحو الا بعدما حدث شرخ فى الصفوف العربية ،حيث ضعفت القوة العراقية بعد تفكك الجيش العراقي عام 2003 وفقاً للرؤية الأمريكية للمنطقة،كما انها تستغل حالة عدم الاستقرار فى سوريا وتحتل أجزاء من الاراضى السورية بدعوي محاربة الاكراد واقامة منطقة آمنة للعمق التركي،ورغم بعد المسافة والحدود بينها وبين ليبيا فإنها تصر على احتلال اراضيها بمساعدة حكومة الاخوان السراجية. إن تلك الانتهاكات المتواصلة من النظام التركي للاراضى العربية لابد أن تتوقف ،ولن يحدث ذلك الا بإرادة عربية حرة تدافع عن أراضيها وشرفها،وتحافظ على كرامتها وسيادتها ،فالنظام الدولى الحالى لا يمتلك القوة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وردع انتهاكات القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة التى انشأت من أجل احترام الدول لبعضها البعض ،وعدم إستخدام القوة فى تعاملاتها ، والإعتراف بحق الشعوب فى تقرير مصيرها ،والحفاظ على قواعد الاعراف والدبلوماسية الدولية،حيث أصبح منطق القوة والتآمر الدولي هو المنطق السائد ،وسيادة قانون الغاب، فالاتحاد الاوربى لم يحرك ساكناً ضد الدولة المارقة التي هي عضو في حلفه العسكري، وتكاد الولايات المتحدة الأمريكية تعطي تركيا نيشان البطولة على غطرستها فى المنطقة ،وللأسف الدول العربية لا تصطف فى مواجهة تلك التهديدات والمؤامرات،فقطر تعمل ضد النظام العربى واصبحت ولاية وبنك تركي على مرآى ومسمع الشعب القطرى،والمغرب والجزائر عالقان فى خلافات هشه ويلتزمان الصمت وقت الحرب،وتتصدي مصر والسعودية والإمارات والاردن بمجهوداتها الذاتية ضد تلك التحديات ،على الدول العربية أن تدرك خطورة تلك التحديات وأن تعمل على التعاون فى مواجهتها ،كما كان التعاون بين ابطالها لمكافحة الاستعمار وتحقيق الاستقلال.
مشاركة :