الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأحد، إن أبناء وطنه يرفضون أن "تعبث أية أكثرية شعبية أو نيابية بالدستور، وأن تعزل بلدنا عن أشقائه وأصدقائه من الدول والشعوب". جاء ذلك خلال قداس الأحد، في الصرح البطريركي الصيفي، بالديمان، شمالي لبنان، دون أن يشير إلى جهة بعينها أو تعديل بعينه في الدستور، غير أن الأكثرية النيابة في لبنان لصالح "حزب الله" وحلفائه. وأضاف الراعي أن اللبنانيين يريدون الخروج من معاناة "التفرد والجمود والإهمال". وأوضح أن اللبنانيين "يريدون شراكة للعمل معا من أجل إنقاذ البلد وأجياله الطالعة.. يريدون دولة حرة تنطق باسم الشعب، وتعود إليه في القرارات المصيرية، لا دولة تتنازل عن قرارها وسيادتها سواء كان تجاه الداخل أو الخارج". وأشار الراعي إلى أنه لا بد من أن تكون الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة "لبنان الكبير"، نقطة انطلاق نحو "حياد لبنان ودوره الجديد الفاعل". وتم إعلان دولة "لبنان الكبير"، تحت الاستعمار الفرنسي، في 1 سبتمبر/ أيلول 1920، على لسان المندوب السامي الفرنسي، الجنرال هنري غورو. وفي قداس الأسبوع الماضي، ناشد الراعي، الرئيس ميشال عون، العمل على "فك الحصار" عن الشرعية و"القرار الوطني الحر"، وضمان "حياد" لبنان. ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية. ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد. وبجانب الأزمة الاقتصادية، يعاني لبنان من انقسام واستقطاب سياسي حاد، خاصة منذ تشكيل الحكومة الحالية، برئاسة حسان دياب، في 11 فبراير/ شباط الماضي، خلفا لحكومة سعد الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :