يُعتبر التراث الشعبي منهلاً إبداعياً ثميناً لا ينضب، تستلهم منه الشعوب عبر مختلف مراحل نهضتها جيلاً بعد جيل، فهو يروي حكاية الحضارة وأثرها في تشكيل المستقبل. وللإمارات تراث عريق له العديد من الأشكال والصور، ويظهر في العادات والتقاليد التي تحرص هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) على صونها والاحتفاء بها وإبقائها حاضرة في أذهان وقلوب الأجيال كمصدر للفخر والاعتزاز واستلهام القيم الجميلة.ومن هذه العادات والتقاليد الأكلات الشعبية الإماراتية التي لها مكان دائم في الحراك الثقافي الذي تقوده الهيئة في الإمارة.ويتميز المطبخ الإماراتي منذ القديم بآداب وطقوس تتعلق بتناول وإعداد الطعام؛ طقوس غلب عليها طابع الكرم العربي الأصيل، تتمثل في طريقة تقديم القهوة والولائم للضيف، وحفاوة الترحيب والاستقبال، عاكسة روح المودة والتعاون التي تميّز المجتمع الإماراتي. وتحيي «دبي للثقافة» هذا التراث عبر جميع البرامج والفعاليات التي تنظمها، والتي يتوفر فيها دوماً ركن يلقي الضوء عليه من خلال تقديم أطباق من المأكولات الشعبية الإماراتية الغنية التي ترسخ القيم والعادات الإماراتية الأصيلة لدى شتى مكونات المجتمع، وتتيح للمواطنين والمقيمين والزوار الانخراط في الأنشطة التراثية وقضاء أوقات مميزة مع نكهات الماضي ببساطته وروعته.وتألقت المأكولات الشعبية الإماراتية في جميع المهرجانات والفعاليات التي نظمتها «دبي للثقافة»، مثل ليالي حتا الثقافية، وأيام الشندغة، و«المرموم - فيلم في الصحراء»، ومهرجان دبي وتراثنا الحي، وغيرها، حتى إن الشغف لصون التراث وإحيائه في كل مكان وكل زمان، لم يتوقف في ظل الظروف الراهنة التي توقفت فيها الفعاليات والبرامج الثقافية والتراثية بشكل مؤقت. فقد كانت المأكولات الشعبية أيضاً بارزة في حملة «فن الطهي» التي أطلقتها الهيئة كجزء من حملتها الرقمية الوطنية «لنبدع_معاً» عبر منصات التواصل الاجتماعي في أواخر مارس 2020 لتشجيع المبدعين على تقديم نتاجات إبداعية، كل في مجال تخصصه من المنزل.وتشكل المأكولات الشعبية جزءاً جوهرياً من العادات والتقاليد في أي مجتمع، فهي بمثابة القاسم المشترك لجميع فئاته؛ لذا تعمل «دبي للثقافة» على إحياء المأكولات الشعبية الإماراتية بوصفها مظهراً من مظاهر التراث الإماراتي والتي توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل بكل ما يرافقها من عادات وتقاليد في طريقة الصنع أو الأكل، وبكل غناها وثراء وتنوع نكهاتها.
مشاركة :