يُعدُّ التَّفاؤل منهجٌ رباني ونبوي، إذ أنّ الله تعالى أمر عباده بأن يظنوا الخير دائمًا، وأمرهم أن يكونوا متفائلين؛ لأنّ هذا من علامات التوكل على الله، على عكس التشاؤم واليأس الذي يُشير إلى عدم اليقين وعدم حسن الظن بالله؛ فالأمل والتفاؤل كالنافذة التي يشعُّ منها ضوء الشمس ونور الصباح، وأفضل الطّرق للحصول على الطاقة الإيجابية؛ فحين يتفاءل الشخص يشعر بأنّه يأمل في فعل الكثير من الأشياء، ويرى الحياة بألوانها الورديّة التي تُعيد له الشغف والإقبال على العمل والطموح وتحقيق الأهداف، ومن الآيات التي تُعطيك أملًا في غدٍ أفضل، قوله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} (سورة الطلاق: ١) فمن رحمة الله أن كل شيء يتغير، فيمكن أن تتغير الظروف والأسباب وحتى القلوب قد تتغير وتلين بعد قسوة؛ فدائمًا إذا ما تعمقنا وفكرنا في الأمور التى تحدث لنا في حياتنا، خصوصًا السيئة منها، نجد دائمًا أنه هناك حكمة عظيمة وراء تلك المحنة التى يضعنا الله فيها، قد لا نعلمها في وقتها لكننا بمرور الوقت نجد أن الله يرزقنا دائمًا بالخير.قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: "ابتسم لو القلب يقطر دمًا، وتوقع خيرًا مهما كثر البلاء".إنّ التفاؤل هو المدخل إلى الفرح والسعادة، لأنّه يُشعر صاحبه أن السعادة قادمة بإذن الله، وأن في كلّ شيء جانبٌ مضيء يجب البحث عنه، وأن مع العسر لابدّ وأن يأتي اليسر، قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} (سورة الطلاق: ٧)؛ فطبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة؛ فالتفاؤل هو فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله، فمن عرف باب الأمل لا يعرف كلمة المستحيل؛ ففي قلب كل شتاء ربيع نابض ووراء كل ليل فجر باسم؛ فالمتفاؤل يرى الفرص في كل مصيبة والمتشائم يرى الهلاك في كل مصيبة؛ فلو لم يكن في هذه الشدائد والمحن إلا رجوع الناس إلى ربهم لكانت منحنًا جليلة، وحين تشتدُّ الظروف يأتي الفرج وكأنه سحابة مُحمَّلة بالقطر تَهطل على تلك القلوب المتلهفة لغيث الأمل؛ فاللهم اجعلنا من عبادك المتفائلين واجعلنا من الذين يبعثون التفاؤل في قلوب العالمين.وللحديث بقية طالما في العمر بقية.
مشاركة :