أكدت مجموعة «ذا بزنس يير» البريطانية للخدمات الإعلامية، أن دبي مدينة قامت نتيجة رؤية محددة وهادفة، ولم تكُن مطلقاً نتاج مجموعة عوامل اجتمعت صدفة، لتصنع منها دبي التي نعرفها الآن. ونشرت المجموعة تقريرها السنوي عن دبي، وجاء تقرير «دبي 2020»، من «ذا بزنس يير»، بعنوان «الرحلة إلى إكسبو.... إصدار خاص»، حيث ركز على استعدادات دبي لاستضافة «إكسبو دبي»، بعد تأجيله إلى العام المقبل، بسبب تفشي فيروس «كورونا» المُستَجَد «كوفيد 19»، في كافة أنحاء العالم. ولفت التقرير في مستهله، إلى أن المقابلات التي تضمنها مع شخصيات بارزة محلية وعالمية، جرى معظمها قبل تفشي جائحة «كورونا»، إلا أن محتوياتها ظلت ذات صلة، حتى بعد تفشي الجائحة، وذلك ببساطة، لأن المعادلة في دبي، ليست «كيف نتغير؟»، وإنما «كيف نواصل التغيير، الذي بات أمراً واقعاً بالفعل، وكيف نجعله أفضل؟». وأضاف التقرير، أن الهدف الرئيس للرؤية، كان تأسيس مدينة عالمية مستدامة، حاضنة لكافة المواهب من كافة أقطار الأرض، تبقى لهم وبهم صامدة في مواجهة كافة التحديات والأزمات. وعليه، فإن أي أزمة طارئة غير متوقعَة، هي لدبي تطور جديد، يجري في سياق متواصل، وينطبق الأمر على أزمة «كورونا». واستطرد التقرير، مؤكداً أن ثمة إجماعاً عالميا هائلاً، يعترف لدبي بمكانتها خلال السنوات الأخيرة، كواحدة من المدن التي تقود الحوار العالمي الجديد، في ظل متغيرات جديدة تعصف بالعالم، تشهد تحولاً بطيئاً، لكنه متواصل في ميزان القوى العالمية من مكامنها التقليدية في الولايات المتحدة وأوروبا، صوب الشرق. وأضاف التقرير أن دبي تعد واحدة من المراكز الرئيسة التي تسهم في صُنع هذا التحول، ثم ستصبح واحدة من المدن القائدة للعالم، بعد حدوثه بالفعل. إكسبو وأوضح التقرير أن مسيرة «إكسبو دبي»، تتواصل بقوة، رغم تأجيل المعرض لمدة عام، بسبب تفشي فيروس «كورونا» المُستَجَد، وأضاف أن الحدث صار أكثر أهمية من ذي قبل، كما أن شعاره «تواصل العقول وصنع المستقبل»، صار ذا صلة أقوى من قبل، وهو ما ينطبق أيضاً على المواضيع الثلاثة التي يضمها موقع الحدث، وهي «الفرص»، «التنقل» و«الاستدامة»، ذلك أن التواصل بين البشر وتعاونهم في صنع مستقبل أفضل، واكتشافهم للفرص، التنقل والاستدامة، صارت ببساطة، من أهم المحددات في عالم ما بعد «كورونا». وأكد التقرير أن الجائحة لم ولن تنال مطلقاً من إنجازات دبي ونجاحاتها الهائلة، سواءً في العموم، أو في ما يتعلق باستعداداتها لاستضافة «إكسبو دبي». وتضمن التقرير تصريحات لأبرز الشركاء المحللين والعالميين لــ «إكسبو دبي». وتقف طيران الإمارات في مقدم الشركاء المحليين. وفي هذا السياق، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: «دبي هي مركز ومقر طيران الإمارات، الناقلة التي اضطلعت بدور هام في تحول دبي إلى مدينة متصلة بالعالم، ولديها القدرة على استضافة حدث دولي ضخم مثل «إكسبو دبي». وكانت الناقلة من أوائل الداعمين لدبي، في طلبها الناجح لاستضافة الحدث، كما كانت شراكتها مع الحدث، باعتبارها الناقلة الجوية الرسمية لــ «إكسبو»، وشريكه الرئيس، بمثابة خطوة تالية منطقية للمساهمة في إخراج الحدث للنور، وبناء إرث مستدام منه للإمارات وللمنطقة بكاملها». وأضاف سموه قائلاً: «تدعم طيران الإمارات «إكسبو دبي»، من خلال استقطاب زوار الأسواق العالمية الرئيسة. كما تعمل الناقلة أيضاً عن كثب مع «إكسبو دبي» في عدد المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي العالمي بالحدث. ويتضمن ذلك حملات دعم وترويج عالمية، عبر القنوات المختلفة التابعة للناقلة، بما في ذلك رحلات تعريفية، حملات توعية داخلية، تسويق الحدث في نقاط الاتصال عبر المطارات المختلفة، الدعم من خلال المنتجات التجارية التي تقدمها الناقلة، إلى جانب أنشطة أخرى». واختتم سموه قائلاً: «كشفنا النقاب أيضاً عن تصميم وموضوع جناح دبي في «إكسبو دبي»، وتجربة الزوار، والتي تركز بالأساس على مستقبل الطيران التجاري». موانئ دبي العالمية كما تعد موانئ دبي العالمية أيضاً، من أهم الشركاء المحليين للحدث، وقال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «كون موانئ دبي العالمية، هي الشريك الرئيس لــ «إكسبو 2020 دبي»، يعني أن شيئاً يتعلق بالحدث يتدفق إلى دبي عبر شبكتنا اللوجستية، التي تمتد في كافة أنحاء العالم. ويتضمن ذلك استخدام كافة موائنا ومرافئنا، مناطقنا الحرة وخدماتنا البحرية». وأضاف بقوله: «لعل «قبة الوصل»، التي ستتصدر موقع الحدث، تعد مثالاً جيداً، يوضح الدور الذي نضطلع به في خروج الحدث إلى النور، فلقد دخلت أجزاء القبة، التي يبلغ وزنها الإجمالي 2,265 طناً، وحجمها 724,000 متر مكعب، إلى دبي، بفضل الإمكانات الهائلة لمناولة الشحنات التي تمتلكها موانئ جبل علي التابعة لنا». استقطاب المستثمرين وتواصل دبي ترسيخ نجاحاتها في استقطاب المستثمرين من شتى بقاع العالم، والحفاظ في الوقت نفسه على المستثمرين الحاليين. ويعود ذلك بدرجة كبيرة على ما يتسم به اقتصادها من تنوع وانفتاح، وتوظيف لرؤوس الأموال والابتكار والتكنولوجيا، إلى جانب ما تزخر به من مهارات في كافة القطاعات. وأكد فهد القرقاوي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، أن المؤسسة تعكف على مواصلة تحسين بيئة الأعمال، ورفع مستويات ثقة المستثمرين في الإمارة. وأشار إلى أنه عند الحديث عند دبي، فإننا نتحدث عن تغييرات مستمرة، لتحويل التحديات إلى فرص. وأوضح أن دبي تحرص على تبني سياسات واستراتيجيات، تضعها في موقع مميز لريادة التحولات والتغيرات المستقبلية. وقال: مهمتنا في دبي لتنمية الاستثمار، هي مواكبة هذه التغيرات، وتحويلها إلى فرص أمام المستثمرين. وشدد على أهمية استقطاب المهارات والحفاظ عليها، لتعزيز مكانة وتنافسية دبي، كوجهة بارزة لتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأشار إلى أنه فيما تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة حول العالم، فإن دبي نجحت في الحفاظ على موقعها، وجهة جاذبة للاستثمارات، كبوابة للشركات العالمية الراغبة في التوسع بالأسواق الإقليمية، علاوة على دورها كمركز محوري في الاقتصاد العالمي. استراتيجية متكاملة من جانبه، أكد حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، أن الإمارات طبقت استراتيجية متكاملة ناجحة في احتواء جائحة «كوفيد 19»، مع الحفاظ على استمرارية الأعمال. وأشار إلى أن تحليلاً لبيانات الجائحة عالمياً، أجرته مجموعة ديب نوليدج، والتي تمثل تحالفاً عالمياً، يجمع المؤسسات التجارية والمنظمات غير الربحية، وضع دبي ضمن الخمسة الأوائل عالمياً، في عمليات المسح، وبين العشر الأوائل في كفاءة العلاجات. وقال إن الإمارات نجحت في تحقيق استجابة سريعة في مواجهة التداعيات غير المسبوقة للجائحة على الأعمال. وبالنسبة للغرفة، فقد أوضح بوعميم أنها تعمل عن قرب، مع الدول العشر التي توجد فيها لنقل أفضل الممارسات العالمية، والمحافظة على استمرارية الأعمال. ودعا إلى التمسك بالتفاؤل تجاه المستقبل، وتعزيز التكاتف، وتوحيد الجهود للخروج على نحو أقوى من الظروف الراهنة. الاقتصاد الإسلامي وقال عبد الله العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، إن المركز يعمل منذ فترة، مع مركز دبي للإحصاء، لتطوير طرق لقياس حجم مساهمة قطاعات الاقتصاد الإسلامي، مشيراً إلى أنه لم يكن من السهل إجراء عمليات تحليل دقيقة، حيث إن بعض القطاعات تتداخل فيها معدلات النمو بين مكونات الاقتصاد الإسلامي وغيرها. وشدد على الالتزام بالعمل على تعزيز قطاعات الاقتصاد الإسلامي، وترسيخ موقع دبي كعاصمة للاقتصاد الإسلامي. وأوضح أنه يتم العمل مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز، لتنفيذ سلسلة من المبادرات والمشروعات في هذا المجال. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :