الفن العربي وضرب الهوية | مقالات

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وضع الفن العربي نفسه في مواجهة متكررة ودائمة مع الهوية الإسلامية بشكل عام، والتيار الإسلامي كمنظمات ورموز وكذلك نحو الفكر الإسلامي والنظرة التاريخية والموروث... بهذه الأمور كلها نتحدث عن مصطلح الهوية بالحديث عن كل هذا، ولو قمت بجولة سريعة في الذاكرة لمررت بكثير من الأعمال والصور التي ساهمت في التأثير البالغ في نفوس الأمة، وبتنوع الأعمال في العديد من الدول إلا أن الأساس هو ضرب معالم الهوية الإسلامية في أمور عدة مثل الاستهزاء ببعض الهيئات مثل اللحية والثوب القصير واللغة العربية وغير ذلك من مسائل فقهية متداولة عند بعض فئات الإسلاميين، وكذلك تصوير التيارات الإسلامية بأنها منبع الإرهاب والتخلف والشر، وأيضاً ضرب تاريخ الأمة وتشويهه خاصة بما يمثل الهوية الإسلامية وأيضاً زرع الأفكار المناهضة مثل القومية العربية والعلمانية وغير ذلك. إذا أردنا تمثيل هذه المشكلة فنجدها في مجموعة دول عربية مارست الدراما والفن عندها هذا السلوك ومن هنا نذكر بشكل سريع أبرز هذه التأثيرات: - تم ضرب الهوية والمكون الإسلامي بكافة الأمور فمن لا يتذكر ما قدمه فنانون من أعمال استهزأوا فيها ببعض السنن كاللحية والثوب وكذلك اللغة العربية، وصوروا التيارات الإسلامية بمظهر الإرهابيين والمجرمين في أعمال عدة، ولا نستطيع نسيان فيلم صلاح الدين الذي صور على أنه بطل عربي وليس بطلاً إسلامياً، وبالفعل أثرت هذه الأعمال وغيرها على نفوس الناس بشكل كبير حتى شوهت الصورة! - ركزت الدراما العربية على الجانب الفكري والتاريخي في ضرب الهوية الإسلامية مع وجود بعض الأعمال التي شوهت صورة التيارات الإسلامية ولكن بشكل أبسط من ذلك، ولعل المناخ السياسي البعثي القومي الاشتراكي جعل الفن السوري على سبيل المثال غزيراً ببث المفاهيم العروبية وتنشيطها بكل الأعمال، وفي التسعينيات بزغ نجم المخرج نجدت أنزور الذي قام بتغيير الفن السوري نحو اتجاه جديد وخاصة في الأعمال التاريخية أو ما يسمى بأعمال «الفنتازيا» الخيالية. - وفي الكويت يبدو أن التركيز ليس كثيراً على هذه الجوانب ربما لحساسية الأوضاع ووجود التيار الإسلامي وانتشاره وهيبته بالمجتمع، ولكن هناك بعض الأعمال ركزت على الشخص المتدين من ناحية الشكل والمظهر بإظهاره تارة بالمتشدد وأحياناً بصورة استهزائية. لعل البعض يطرح تساؤلاً كبيراً هل نقد التدين أو التيارات الإسلامية يعد نقداً للدين؟!، وهل نقد بعض ممارسات المتدينين وتاريخهم يعد نقداً وطعناً للدين؟!، وهل نقد الفكر الاسلامي وتاريخيه نقد للدين؟! الإجابة لا... ولكن هل تم إنصاف الظاهرة الإسلامية الحركية؟!، وهل تم إيضاح المقصد من أن نقد المظاهر الدينية لا يقصد بها الطعن وتشويه الدين؟!، فهذا في حالة حسن الظن، أما في حالات الوضوح الشديد لبعض الأعمال في الطعن الواضح للدين وأركانه وغير ذلك فلا مجال لحسن الظن، ويكمن الحل في معارضة هذا الفن في فن مثله أو التواصل مع أهل الفن والتأثير فيهم أو ببعضهم وقد نجح البعض بذلك أو مشاركة أهل الفن ببعض الأعمال بكل الوسائل، أما الوقوف هكذا ببوابة الشكوى والتذمر فلا ينفع فالفن يستطيع أو استطاع التشويه، لكنه لم ينجح في تدميرنا لحفظ الله تعالى لنا، لكنه أبعد عنا الناس ونفرهم فلا بد من حل جديد وما طرحته مجرد نماذج والا فالكلام والشواهد بحر كبير. bomo6ar@gmail.com

مشاركة :