«سيلفي» القصبي ومسلسلاتنا | مقالات

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الإعلام سلاح ذو حدين فمَن يوظفه بشكل إيجابي فإنه يساهم في بناء المجتمع، ومَن يستغله بسلبية فإنه يهدم ما تبنيه الأسرة والمدرسة والمجتمع في سنوات عديدة، فلا يمكن لأحد أن ينكر بأن وقتنا الحاضر أصبح الكثير من القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي بغثها وسمينها تشكل مدارس متنقلة تعلم وتنمي وتهدم القيم سواء اعترضنا أم رضينا، فنحن ننهل منها ما هو جيد وكذلك ما هو سيئ. في شهر رمضان المبارك تنهال على المشاهد العديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، وتعتبر فرصة حقيقية لشركات الإنتاج وللفنانين الذين تزداد أسهمهم وأموالهم في هذه الفترة فيعرضون أعمالهم بشكل مكثف لأن هناك مشاهدين متعطشين وينتظرون جديدهم في كل عام. الفنان الكوميدي السعودي ناصر القصبي يطل عبر برنامجه «سيلفي» والذي يتطرق فيه لقضايا حساسة وخطيرة كان يخشى الكثير من الممثلين التطرق أو الاقتراب منها، فلابد أن نشير إلى أنه نجح بشكل ملفت للنظر، وقدم رسائل إيجابية لا يمكن تجاهلها ويتضح ذلك بحلقته عن «داعش»، والتي وجه بها رسالة إلى الشباب بعدم التعاطف مع هذه الفئة التي شوهت الدين الإسلامي. كما أن حلقته عن الأندية الرياضية جاءت بشكل جميل لتسقط على واقعنا المرير، وكيف تسيطر كرة القدم على مشاعرنا وتهدد استقرار الأسرة، وأرى أنه تطرق إلى قضية مهمة جداً وهي الصراع المذهبي الذي طغى لدى البعض في السنوات الأخيرة والذي تغذيه بعض التيارات السياسية لأهداف شخصية ويرفضه المجتمع بتماسكه ووحدته، ولا ننسى حلقة جميلة ومؤلمة في الوقت نفسه والتي مثلت التلاعب بأرواح البشر من أجل الربح السريع عندما كُلف دكتور باطنية بالعمل بوظيفة زميله دكتور الجراحة، وكيف جاءت النتائج مؤلمة وبالطبع استمتعت شخصياً بحلقة معالي الوزير التي كان بها متواضعاً وعملياً وهذا ما نتمناه أن يتحقق. إبداع النجم الكوميدي ناصر القصبي، ورسائله الإيجابية، قابلها فشل ورسائل سلبية من بعض المسلسلات التي لا تمثل واقع المجتمع الكويتي المحافظ، فمن علاقات محرمة يتفاخرون بها إلى خيانات وشكاوى في المخافر وماكياج يضعه الرجل، وتدخين المرأة للسجائر في وضح النهار، وكأننا في بلد غربي... وإنني أكاد أجزم بأن هذه القضايا لا يعرفها سواهم والشعب الكويتي منها براء. mesfir@gmail.com @mesferalnais

مشاركة :