أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم (الأحد) أن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بات "تحت السيطرة" في المملكة، داعيا إلى التركيز على معالجة تداعياته الاقتصادية. وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك قال خلال لقاء مع وجهاء وشخصيات من عدة محافظات في قصر الحسينية اليوم "إننا نجحنا في التعامل مع فيروس كورونا، والذي هو اليوم تحت السيطرة في الأردن، ولكن مثل كل دول العالم دفعنا ثمناً اقتصادياً، وعليه آن الأوان للتركيز بأقصى سرعة على الوضع الاقتصادي". وتابع "أن أكبر تحد أمامنا يتمثل في الوضع الاقتصادي والفقر والبطالة"، مؤكدا "أن الأردنيين سيخرجون أقوى عند المقارنة مع دول الإقليم فيما يتعلق بآثار أزمة كورونا". وأشار إلى أهمية التركيز على القطاع الزراعي للتخفيف من البطالة، موضحا "هنالك تعاون وتنسيق بين الحكومة وبين القوات المسلحة في هذا المجال". وفيما يتعلق بالترويج للأردن سياحياً، أكد الملك "أهمية السياحة وتأثيرها على الاقتصاد الوطني، لكن أي قرار يتعلق بالانفتاح يتطلب التروي ودراسته بشكل جيد". وقال "إن الأردن سيفحص تجربته في التعامل مع سياحة الأفلام والسياحة العلاجية قبل التوسع في استقبال سياح أكثر، لكي يتأكد أنه لا توجد هنالك مشاكل مرتبطة بانتشار الفيروس"، لافتا إلى "أهمية السياحة الدينية، وضرورة تعزيز السياحة في المحافظات". وتأثر قطاع السياحة في الأردن بأزمة مرض فيروس كورونا، وانخفضت عائداته بنسبة 36.6 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020، بما قيمته 784 مليون دينار (نحو 1.12 مليار دولار)، بحسب ما أظهر تقرير حديث للبنك المركزي الأردني. ويساهم قطاع السياحة في الأردن بحوالي 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوظف أكثر من 55 ألف عامل في هذا القطاع الحيوي للمملكة، التي لا تمتلك ثروة نفطية. وأعلن الأردن في الثاني من يوليو الجاري فتح منصة "سلامتك" لاستقبال طلبات الراغبين بالسفر إلى المملكة لتلقي العلاج من دول المنطقة والعالم في إطار تطبيق خطة السياحة العلاجية في المملكة. وبلغت حصيلة الإصابات بمرض فيروس كورونا في الأردن 1179 حالة بعد تسجيل ثلاث إصابات جديدة جميعها غير محلية اليوم، حسب ما أعلن وزير الصحة الأردني سعد جابر. وقال جابر في مؤتمر صحفي اليوم إنه تم تسجيل ست حالات شفاء في مستشفى الأمير حمزة بعمان ليصل عدد المتعافين إلى 997 شخصا، فيما بقي تحت العلاج 36 حالة في مستشفى الأمير حمزة ومستشفى الملكة علياء العسكري. وأكد "أن الوضع الوبائي بالمملكة ممتاز، ولا إصابات لليوم السادس داخلياً، وجميعها لأردنيين قادمين من الخارج"، مشدداً على ضرورة الالتزام بالاجراءات الصحية من ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الجسدي، خاصة في ظل ما يشهده الإقليم من زيادة بالحالات. وأشار جابر إلى أن وزارة الصحة قامت بعمل برنامج إلكتروني لتصنيف الدول بحسب الحالة الوبائية، ضمن مصادر واضحة ووفق سبعة معايير. وأضاف أن من بين المعايير: نسبة الوفيات وعدد الفحوصات والتسطح في المنحنى الوبائي، وعدد الحالات في آخر 14 يوماً، ونسبة الإصابات لكل مليون، لافتا إلى أن الدول يجري تصنيفها إلى أخضر وأصفر وأحمر، ولكل دولة معايير واضحة بالتعامل. وتابع أنه سيتم قريبا فتح المطارات للعائدين من هذه الدول، وهي مفتوحة الآن لإعادة المواطنين من الدول المصنفة حمراء، حيث يتم حجرهم لمدة 14 يوماً في فنادق الحجر. أما الدول المصنفة خضراء فلها معايير أخرى ندرسها "وهي أن الدول التي ذات وضع وبائي مستقر سوف يتم معاملتها على الأغلب دون حجر"، بحسب الوزير. وأكد جابر على الجاهزية للتعامل مع الحالات كافة في حال ظهورها، ولكن الوضع وفق وصفه يتطلب "اليقظة"، قائلاً: "نحن في إقليم ملتهب وبائياً، ونأمل ألّا ينتقل إلينا هذا المرض، وهذا أمر يتطلب وعي الشعب".