المال يشتري السعادة الآن أكثر من أي وقت مضى | | صحيفة العرب

  • 7/13/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك - توصلت دراسة حديثة إلى أن النجاح المالي أصبح مرتبطا بشكل متزايد بالسعادة، وهو يتعارض فعليا مع المثل القديم القائل بأن “المال لا يستطيع شراء السعادة”. وقالت الدراسة إنه بين 1970 و2010، ازدادت “العلاقة الإيجابية بين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بما في ذلك الدخل والتعليم والهيبة المهنية، وتزايدت السعادة”. وأكد جان توينغ فوكس الباحث في علم النفس بجامعة ولاية سان دييغو، أن “ارتباط السعادة بالدخل أصبح أقوى بثبات على مر العقود. السعادة مرتبطة بقوة بالدخل الآن أكثر مما كانت عليه في السبعينات والثمانينات. لذلك فإن المال يشتري السعادة الآن أكثر مما كان عليه في الماضي”. واستخدمت الدراسة بيانات من المسح الاجتماعي العام، الذي يتتبع التغيرات في المجتمع الأميركي، وهي واحدة من أطول الاستطلاعات التمثيلية على الصعيد الوطني للبالغين الأميركيين، مع حوالي 45 ألف مشارك تم استطلاع آرائهم بين عامي 1972 و2016. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى انقسام طبقي متزايد عندما يتعلق الأمر بالسعادة، وفي حين أن سعادة البالغين البيض ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي، والتي تشمل الدخل والتعليم والهيبة المهنية، ظلت مستقرة إلى حد ما، فإن سعادة البالغين البيض ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض تراجعت بشكل مضطرد. ولفتت الدراسة إلى أن السعادة بين البالغين السود ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض ظلت مستقرة إلى حد ما منذ عام 1972، في حين زادت سعادة البالغين السود ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي. ولفت توينغ إلى أنه لا يوجد دليل يشير إلى أن السعادة تتضاءل بعد نقطة دخل معينة، “وهكذا، فإن ميزة السعادة لصالح البالغين ذوي الدخل الأعلى توسعت على مدى عقود”. وقال “على عكس بعض الدراسات السابقة التي وجدت أن السعادة استقرت بعد دخل سنوي قدره 75 ألف دولار، وجدنا أن السعادة استمرت في الارتفاع مع المزيد من الدخل، حتى في مستويات الدخل الأعلى”. وتدحض نتائج هذه الدراسة ما توصلت إليه دراسة سابقة أنجزها علماء من جامعة هارفارد استمرت أكثر من 80 سنة من أجل التوصل إلى ما يحتاجه الإنسان ليشعر بالسعادة، وخلال هذه السنوات الطويلة، كان الباحثون يطرحون على المئات من المشتركين فيها منذ طفولتهم وحتى شيخوختهم أسئلة بدائية عن حالتهم الصحية، عن دراستهم وعملهم والعلاقات العائلية ونظرتهم إلى العالم. إضافة إلى هذا كان الباحثون يطرحون أسئلة عن المشتركين في الدراسة على أقاربهم، من أجل أن تكون الصورة كاملة وموضوعية. واستنادا إلى المعلومات التي جمعها الباحثون خلال هذه السنوات الطويلة توصلوا إلى استنتاج لا لبس فيه تمثل في أن سعادة الإنسان يهبها له المحيطون به- الأقارب والأصدقاء والزملاء. والأهم ليس عددهم بل نوعيتهم وجودتهم. فإذا كان هناك – الثقة، الحب، الصداقة، الموثوقية، الاستعداد للاعتماد على آخر، فإن النظام العصبي للإنسان يرتاح، وتزول حالات التوتر، وينخفض الألم العاطفي وعدم الرضا. وبيّن المشرفون على الدراسة أن البعض يعتقدون خطأ، أن السلطة والأموال وقوتها وأحيانًا الترف والملذات، يمكن أن تجلب السعادة، مشيرة إلى أن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث أن قلة الأموال ليس مشكلة كبيرة، إذا كان الشخص محاطا بأشخاص جيدين يمكنه الاتكال عليهم.

مشاركة :