مرتضى التتان: أسعى لبناء أسر «زوجية تربوية» مستقرة

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فاطمة سلمان: كثرة المشكلات الزوجية وتفاقم عدد حالات التفكك الأسري والطلاق جميعها أمور جعلته يعكف على الاهتمام بالجانب الأسري وكل ما يتعلق به للحد من تزايد هذه المشكلات وللارتقاء بالمجتمع البحريني من خلال إعداد أسر زوجية وتربوية تقوم على أسس صحيحة، كانت له مجموعة من الدورات التدريبية والكتب التخصصية في هذا الشأن وعلى رأسها مشروع تأسيس (رخصة القيادة الزوجية).. إنه مرتضى التتان المدرب والمستشار الاسري في القضايا الزوجية والتربوية الحاصل على بكالوريوس ودبلوم الدراسات العليا والماجستير في جامعة البحرين، ويمتلك العديد من الشهادات الاحترافية وهو مؤسس ورئيس فريق العمل بمشروع رخصتي القيادة (التربوية والزوجية)، ومؤلف كتاب رخصة القيادة الزوجية وصاحب أكبر مكتبة خاصة في البحرين تحوي كتباً متخصصة في القضايا الأسرية. ] بداية ما اسباب اهتمامك بالجانب الأسري؟ - حقيقة هناك جملة من الأمور التي دفعتني للاهتمام بالجانب الأسري ومن أبرزها كثرة المشكلات وتنوعها في مقابل قلة عدد المستشارين والمدربين المتخصصين ذوي الخبرة العالية والمهارة الاحترافية، من هنا كان لا بد من حضور المستشار المتخصص والمدرب المؤهل ليرتقي المجتمع عبر بناء حياة أسرية (زوجية وتربوية) سعيدة ومستقرة على أسس قوية ومتينة، وهذه تعد من اهم الأمور التي دفعتني لمثل هذه الدورات التدريبية التي من شأنها ان ترقى بالمجتمع وتعد أسر زوجية تربوية سعيدة.. ] ما الذي جعلك تؤسس رخصة القيادة الزوجية والتربوية؟ - الذي دفعني لتأسيس مشروع الرخصة الزوجية أمور كثيرة ومنها النقص في عدد الدورات والبرامج التدريبية، وبروز قضايا جديدة لها بالغ الأثر على الأنسجة الاجتماعية، بالإضافة إلى الارتفاع الحاد في حالات الطلاق الرسمي، وغير الرسمي (العاطفي أو الوجداني أو الاجتماعي) وكذلك الطلاق في الزيجات المبكرة (قليلة الخبرة والمعرفة والوعي) مما يستدعي استهداف حديثي الزواج أو المقبلين عليه بهذه الرخصة، فهناك زيادة حجم المشكلات وتنوع أشكالها في قبال عدم القدرة على احتوائها ومرجع ذلك الجهل، وتكمن خطورة الزواج في أن العلاقة ممتدة في الزمان لا تنتهي إلا بالطلاق أو وفاة أحد الزوجين، وتترتب عليها آثار كبيرة جداً. أما سبب تأسيس مشروع رخصة القيادة التربوية هو استشعاري بأنه من الأهمية الكبرى التوفر على أسس ومعايير ومناهج واضحة وصحيحة علميا للتربية فلا يجوز استنساخ أخطاء الآباء أو التربية، ولقد برزت ظواهر سلبية خطيرة على الصعيد الاجتماعي مرجعها في كثير من الأحيان الأبوان المقصران في تربية أبنائهم بمعيارية، ولاحظنا أيضاً كثرة الأخطاء التربوية الممارسة من قبل الأبوين على الأبناء، مما جعل هناك شكوى الآباء المتكررة من عدم قدرتهم على احتواء أبنائهم، بدعاوى تغير الجيل، وصعوبة التربية في هذا الزمان، وشكوى الأبناء من أن آبائهم لا يفهمونهم ولا يلبون لهم حاجاتهم النفسية والاجتماعية الأساسية. لذلك لقد أصبح من المهم اليوم الحصول على رخصة لقيادة السيارة أو الحاسب الآلي، بينما قيادة الأسرة مهمة أصعب وأكثر تعقيداً وهي بحاجة فعلاً لرخصة قيادة. ] ما هي أبرز محاور الرخصة الزوجية والتربوية؟ - من المحاور التي اعتمد طرحها خلال هذا المشروع التدريبي هو تسليط الضوء على حاجات الطفل والمراهق الأساسية، وكيفية ملء هذه الحاجات للطفل والمراهق ومعرفة كيف يفكر الطفل وبماذا يحس وكيف يتلقى، من خلال تنظيم اليوم ووضع برنامج للأسرة واستراتيجات فعالة في الأمر والنهي والثواب والعقاب وبيان الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال والمراهقين ومعرفة طرق كيف نسعد أبناءنا من خلال الإبداع والابتكار في الوسائل التربوية وتجنب العنف الجسدي واللفظي وبيان أشكاله وأضراره من خلال توضيح مجموعة من التقنيات والتكتيكات تالربوية الفعالة والمهمة.. إضافة الى توضيح سبل الوقاية من المشكلات المحتملة، وسبل العلاج حال حصول المشكلات وتغيرات مرحلة المراهقة وحاجات النمو (الجسمية، والنفسية، والاجتماعية، والعقلية، واللغوية)، دور الآباء في مقابلة احتياجات النمو لدى المراهقين، مهارات التواصل والحوار والإقناع مع المراهقين، كيف ومتى ومن الذي يساعد المراهق، أبرز مشاكسات المراهقين وسبل حلها. أما الرخصة الزوجية فإنها تتطرق الى أسس اختيار شريك الحياة، بالإضافة إلى مفاهيم متنوعة في الحياة الزوجية (الزواج، الحب، التجديد، التخطيط، الحقوق والواجبات...)، ومهارات التعامل مع شريك الحياة (كيف تفهم حواء وتتواصل معها وكيف تفهمين آدم وتتواصلين معه)، والخلافات وحل المشكلات والطلاق الآمن، والعلاقة الحميمية، وميزانية الأسرة. ] ما الفئة المستهدفة للحصول على هذه الرخصة؟ - الفئة المستهدفة هم المتزوجون عموما (الحديثين والقدامى) وكذلك المقبلون على الزواج والمتزوجون حديثا اضافة الى جميع العاملين في الإرشاد الإسري وحل الخلافات الزوجية والمهتمين في هذا الجانب.. معلومات ودراسات وتجارب ] ما الذي يميز هذه الرخصة عن البرامج الأخرى؟ - الرخصة التي اقوم بتقديمها تتضمن برنامجا تدريبيا متكاملا بمادة تدريبية تفصيلية محكمة تتضمن (معلومات، دراسات وبحوث، تجارب، أرقام وإحصاءات) جديدة ومتجددة ، كما اركز على إحداث أكبر قدر ممكن من التغيير والتأثير الإيجابي في المشاركين، عبر تقليل عدد المتدربين في الدورة الواحدة، وإشراكهم بقوة في العملية التدريبية، فيدخل هذا البرنامج ضمن ما يعرف بتدريب الكبار ويعتمد جملة إستراتيجيات أبرزها العصف الذهني، والحوار والمناظرات، ودراسة الحالات وتحليلها، والألعاب التدريبية، والعمل ضمن المجموعات، والعروض التقديمية، والتدريبات الكتابية. وختاما يحصل المتدرب على الحقيبة التدريبية، ورخصة القيادة مطبوعة بشكل أنيق على بطاقة بلاستيكية، بالإضافة إلى الشهادة، وتتجدد هذه الرخصة كل 5 سنوات. ] بماذا تنصح الأزواج لتجنب العديد من المشاكل؟ - أنصحهم بالوعي والمعرفة التي تؤدي إلى صوابية اختيار الشريك وفهمه فهما صحيحاً وتلبية احتياجاته المختلفة، والقدرة على التخطيط والتنظيم للأسرة، وحل الخلافات بشكل منهجي وأيضا بالحفاظ على منظومة القيم. ] من وجهة نظركم ما أبرز أسباب المشاكل الزوجية؟ - حسب خبرتي في الاستشارات أود أن أقول إن أكثر المشكلات الزوجية سببها عدم فهم الرجل للمرأة والعكس، وعدم فهم الشريك يؤدي بدوره إلى عدم إشباع الحاجات المادية والمعنوية وكذلك الاختلال الذي يضرب المنظومة الأخلاقية وعدم وجود نظام أو دستور أسري يضع الضوابط والخطط في مختلف المجالات. أضافة الى الخطأ في اختيار شريك الحياة كما من الملاحظ أن كثيرا من الأزواج والزوجات مروا بظروف غير صحية أثناء الطفولة والمراهقة، عبر تعرضهم لأخطاء تربوية مورست عليهم أو ظروف صعبة واجهتهم في المراحل الأولى من أعمارهم. تدريب مسبق ] كلمة أخيرة تقولها ... هي كلمة موجهة للمتزوجين او المقبلين على الزواج خاصة وان الزواج مشروع كبير لا ينبغي الدخول فيه بتخبط وعشوائية ويتعين على المجتمع بكل أفراده ومؤسساته الدفع بهذا الاتجاه والتشجيع عليه، حتى لو تطلب الأمر إلزام المقبلين على الزواج بدخول برنامج تدريبي كمتطلب مسبق أو تشجيعهم عبر تخصيص جوائز ومكافآت للمتخرجين في الدورة لأن الأسس التي سينبني عليها الزواج حينئذ ستكون صحيحة وقويمة، بدءا بالاختيار المبني على قواعد سليمة وناهضة.

مشاركة :