تحقيق: يمامة بدوان تشكيل وزاري جديد رأى النور، حاملاً معه طموحات جديدة، لمسيرة عمل أكثر تكاملاً، تواكب المتغيرات وتبتكر الحلول لمواجهة التحديات المستقبلية، سعياً لإسعاد الموطنين، عبر خدمات وزارية يتساءل بعضهم إن كانت قد وصلت إلى ذروة العطاء، أم أن في الجعبة المزيد ليقدم. الوزارات والهيئات الاتحادية، وتحديداً الخدمية منها، دائماً ما يكون عملها محفوفاً بالرضا أو عدمه من وجهة نظر المواطنين، فهي على قدر «عزم» القائمين عليها تقدم كل ما باستطاعتها ضمن منظومة التشريعات والاختصاصات، ولكن هل هناك ما يمكن أن تقدمه أكثر من ذلك مع ما يطرأ من تغيرات ومستجدات محلية وعالمية؟ وما مدى رضا المواطنين على ما تقدمه؟ «الخليج» تسلط الضوء في هذا الملف، على عمل الوزارات والهيئات الاتحادية؛ في محاولة منا للإضاءة على أوجه النقص إن وجدت، عبر استطلاع آراء مجموعة غير منتقاة من المواطنين؛ يقدمون ما في جعبتهم ليكون عمل هذه الوزارة أو الهيئة الاتحادية أفضل مما هو عليه، وقد تكون ضمنها اقتراحات لعل صاحب القرار يلتقطها فيحولها إلى واقع ملموس.في كل حلقة نستطلع آراء مجموعة من أبناء الوطن تحت بند أو سؤال واحد: ماذا تريد من الوزارة/ الهيئة ليكون عملها على أكمل وجه؟ وتركنا لهم الإجابة.آمال وطموحات كثيرة، يطمح إلى تحقيقها شباب الإمارات، كي يواصلوا مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها الدولة، في ظل استراتيجية بعيدة المدى تصل إى عام 2071، إلا أن هناك بعض المطالب التي من شأنها تذليل العقبات أمام قادة المستقبل، تتمثل في توسعة هامش إشراكهم في البرامج التدريبية، والتي من شأنها صقل شخصياتهم، وجعلهم قادرين على اتخاذ القرارات فيما بعد.كما أن البعض منهم أوضح أن إيجاد آلية لتحفيز العمل التطوعي، يجعل الشباب على قدر تحمّل المسؤولية والتعامل مع الآخرين، في ظل الوباء المتفشي حالياً، وتوجيهه في كيفية صناعة المحتوى التوعوي الصحيح وصياغة الرسائل المؤثرة في المجتمع، وهناك شريحة تدرك أهمية تفعيل دور المراكز الشبابية في العطلة الصيفية بشكل خاص.وقال آخرون أن هناك ضعفا في التواصل بين الشباب ووزارة شؤون الشباب، ما يجعلهم غير مطلعين على أهم البرامج والمبادرات التي تهم شريحتهم، كما أكد البعض ضرورة عقد جلسات خاصة بتعزيز الروح الإيجابية والتحدي لدى الشباب. مشاركة قال عبدالله عبدالعزيز البلوشي، إن قيادة الإمارات استثمرت بشكل مكثف، وعلى المستويات كافة، في تمكين الشباب، حيث إنهم يرون في الشباب طاقات واعدة، تشكّل المحرك الرئيسي لمسيرة الدولة نحو المستقبل، إلا أننا نأمل إشراكنا بشكل أكثر في مسيرة التنمية، ونريد البدء برسم طريقنا منذ الآن، كي نكون على وعي تام حين نصل لمراكز عليا في أماكن عملنا. تحديات طالبت اليازية الشامسي بتكثيف البرامج والدورات التوعوية والقيادية الخاصة بفئة الشباب، حيث إن البعض يسمع عنها من وسائل الإعلام، من دون أن يكون له دور فاعل فيها.وأوضحت، أن هناك تحديات تواجه الشباب، ولإيجاد حلول أكثر فاعلية، لا بد من الاستماع لهذه الشريحة، التي تشكل الأغلبية في المجتمع، في ظل وجود الكثير من الكفاءات والمهارات والإبداعات. تطوع أكد حمد الكعبي، أهمية المشاركة في العمل التطوعي، لكونه يبرز الجانب العملي للشاب، ويجعله يعرف الوجهة التي تناسبه في المستقبل، كما أنه يعزز من ثقته بنفسه، ويجعله قادراً على اتخاذ قرار حاسم في القضايا المجتمعية.والشباب لديهم مهارات كثيرة، يجب تنميتها وتطويرها بما يتناسب مع البرامج والمبادرات التي تطلقها وزارة الشباب. تجربة قال أحمد علي الحساني، أن تجربة الإمارات في تمكين الشباب باتت نموذجاً يحتذى به، ومثالاً لتعزز دور الشباب في صناعة المستقبل، ومن هنا، فإن المشاركة في الفعاليات التي تنظمها الوزارة مطلب شبابي، لكونه يتيح للمشاركين الاستفادة من تجارب الآخرين الأكبر سناً، والأكثر خبرة في العمل على تهيئة بيئة مثالية تُمكن الشباب من العمل والمشاركة في مسيرة التنمية المستدامة والشاملة. تمكين طالب خليفة صابر البلوشي بزيادة حضور الشباب في البرامج التي تنفذها الوزارة بشكل دائم، كي يكون لهم دور في الانتقال إلى مصاف الدول المتقدمة، مؤكداً حرص القيادة على تمكين هذه الفئة التي تقع على عاتقها مسؤولية مواصلة مسيرة التقدم التي تشهدها الدولة.وتابع: هناك ضعف في التواصل بين الوزارة وهذه الفئة، باستثناء شريحة محدودة، تنشط في كل الأحداث محلياً، ودولياً. تفعيل شدد خالد راشد عنبر، على أهمية تفعيل دور المراكز الشبابية طوال العام، خاصة في العطلة الصيفية، التي يمكن استغلالها بطريقة عملية وتنموية، لتحقيق أهداف عدة.وذكر أن تمكين الشباب قابل للتحقيق من خلال تنمية مهاراتهم القيادية، أو المتعلقة بتوفير الإمكانات التي تتيح لهم الانضمام إلى سوق العمل، أو الانخراط في الأنشطة الاقتصادية المختلفة. إيجابية قال خالد راشد علي، إن تمكين الشباب، وتحصينهم بالعلم والقيم الإماراتية الأصيلة، وفتح أبواب تطوير الذات والنجاح والتميز كافة، أمامهم، وتوفير بيئة قوامها العيش الكريم، والإيجابية، تضمن رخاءهم، وسعادتهم، هي ثوابت تتمسك بها قيادتنا الرشيدة، وتترجمها في صورة رعاية كريمة، وتوجيهات سديدة، وخطط وبرامج ومبادرات ثمينة ومتواصلة تتبناها حكومة الدولة، تسهم في تأهيل الشباب. طاقات طالب سالم احمد آل سودين، بزيادة مراكز الشباب على مستوى الدولة، كونها تلعب دوراً في تأهيلهم، كما أنها تقوم بدور حيوي في حفظهم، وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، والعادات والتقاليد الدخيلة، ما يجعل الاستفادة المثلى من طاقاتهم، عامل تحصين للمجتمع ضد مخاطر عدم الاستقرار.وأشار إلى ضرورة ابتكار برامج جديدة، تعزز من قيم التسامح والتعايش مع الآخرين. توجيه ناشد راشد علي المنصوري، بأهمية توجيه الشباب نحو الحصول على خبرات احترافية تساعدهم على المضي قدماً في أعمالهم، ومشاريعهم، بنجاح منقطع النظير، من خلال منظومة برامج تحددها الوزارة.وأضاف أنه يطمح إلى ترجمة أحلامه من خلال المساهمة في توعية الشباب، خاصة الفئات الأقل من 16 عاماً، لكونهم أكثر قابلية لتلقي المفاهيم الصحيحة للابتكار والإبداع. قدرات طالب راشد خلفان الحساني، بتكثيف البرامج التثقيفية لتطوير قدرات التواصل مع الآخرين وفهم سلوكاتهم، لما له من دور بارز في تنشئة جيل قيادي، يعتمد على أفضل وأحدث التجارب العالمية في مجال وأساليب القيادة التي ستعود بالنفع على المصلحة العامة، ويسهم في مساعدة الشباب على استشراف المستقبل، وفهم المتغيرات المستقبلية. مسرعات أكد صالح العامري، أن وزارة الشباب تبذل جهداً كبيراً في إشراك الشباب في مشاريعها، وبرامجها، وحلقاتها النقاشية، إلا أنه يتوجب على هذه الفئة تعزيز قدراتها في مجال الابتكار، والذكاء الاصطناعي، كونها من متطلبات العصر ومسرعاته، ومواكبة تكنولوجيا الاتصال بشكل دائم، لافتاً إلى ضرورة عدم انتظار الفرصة كي تأتي إليهم، بل السعي إليها. شغف طالب سهيل راشد مبارك، بعقد جلسات خاصة بتعزيز الروح الإيجابية والتحدي لدى الشباب، وتنمية الشغف بحب الإنجازات، خاصة أن هناك فئة منهم ليس لديها النفَس الطويل في العمل من أجل تطوير الذات، حيث بات من الأهمية إيجاد وسيلة لتقريب وجهات النظر، والتحدث بلغة موحدة تجاه الشباب، بعيداً عن التعقيدات في الحياة. خطوات قال فيصل الزعابي، إن تجاربه في ورش العمل الشبابية التي خاضها في الفترة السابقة، قدمت له رؤية في متطلبات الشباب، خاصة الخريجين الجدد، الذين يطمحون إلى تحقيق أحلامهم فور التخرج، وهذا ما يقوده لحث الوزارة على تخصيص برامج تدريبية، كي تتضح الصورة الواقعية أمامهم، وإعطاؤهم أملاً بالمستقبل، وكيفية متابعة تحقيق أحلامهم بخطوات مدروسة. عقبات طالب مبارك خليفة الكتبي، الوزارة بنشر الصورة الواقعية حول العقبات والتحديات التي تواجه الشباب كي لا يتعرضوا للصدمة الأولى، ويتجنبوا تكرار المحاولة، كونهم يعتقدون أن طريق النجاح لا تحده العقبات، حيث يمكن تطوير العنصر البشري من خلال صقل المهارات والخبرات القادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية ذكية وفعالة تصنع الإنجاز والتأثير على المدى البعيد. استحداث أوضحت عليا عبيد الشامسي، أن الدولة استثمرت في الشباب منذ تأسيسها، حيث توليهم اهتماماً خاصاً كي يكونوا قادرين على تحمّل المسؤولية، ولا يمكن مطالبة الوزارة بالمستحيل طالما الشباب لم يبادروا للمشاركة في ندواتها المفتوحة المتواصلة دائماً، وهذا ما يقود إلى استحداث وسائل جديدة لجذب الشاب للعمل التطوعي، الذي هو أساس قصص النجاح، ويمكن من خلاله نشر السعادة والتفاؤل. عقول طالب منصور أحمد سالم، بوضع آلية لاكتشاف العقول الشابة الموهوبة في العديد من التخصصات والمجالات التي من شأنها تعزز دور الشباب في النهوض بالوطن، وتحقيق الاستفادة من تلك الكوادر في مختلف المؤسسات الوطنية.وتابع أن الوزارة أصبحت مقصداً للشباب الباحثين عن الفرص الواعدة، لكن هناك فئة منهم لديها مواهب كامنة، يمكن استثمارها من خلال توظيف الإمكانات. مهارات ناشد مروان عثمان الدابي، الوزارة بتوسعة نطاق برامجها التوعوية، بهدف شحذ همم الشباب الذين قد يصابون بفقدان الثقة بعد أول محاولة للنجاح، والعمل على استغلال الطاقات والقدرات لديهم، من خلال مبادرات مهنية يتم إطلاقها في فصل الصيف، خاصة أن الظروف الحالية جعلت من البقاء في المنازل أكثر أماناً، حيث يمكن مشاركة أكبر شريحة من الشباب. معرفة قال محمد ادام، إن توسعة نطاق المدرسة المهنية لشباب الإمارات، ستسهم في إحداث نقلة نوعية، من خلال تبادل المعرفة، ونقل أفضل الممارسات والتجارب بين الشباب، وبين أصحاب الخبرات، كما أنها ستكون بمثابة حلقة وصل تربطهم مع شباب العالم الخارجي، ما يفسح المجال لهم بالمشاركة في تعزيز مكانة وسمعة الإمارات عالمياً، وتجربتها في بناء الإنسان. تدريب طالب يوسف إسماعيل البلوشي، بإيجاد آلية تجعل الشباب لا يتوقفون عن العمل التطوعي في جميع القطاعات، لكونه يسهم في رفع جاهزيتهم للمرحلة المقبلة في الحياة العملية، ويعزز من دورهم الفعال في التعامل مع الأوبئة والحد من تأثيرها المجتمعية، كذلك تدريب الشباب على طرق الوقاية من الأوبئة والمشاركة في الاعتناء بكبار المواطنين، واستثمار روح المشاركة للحد من آثار تلك الأوبئة. ترسيخ قال هزاع أحمد آل سودين، إن الفترة الحالية تتطلب توجيه الشباب إلى كيفية صناعة المحتوى التوعوي الصحيح، وصياغة الرسائل المؤثرة والموجهة للمجتمع، في ظل اعتماد الأغلبية على مواقع التواصل، وهذا يتطلب من الوزارة إيجاد قناة تلائم تفكير الشباب في طرح القضية الأكثر اهتماماً في العالم، مع أهمية ترسيخ القيم الإماراتية في التعامل مع الأوبئة في مخيلة وثقافة الشباب.
مشاركة :