نؤمن أن الموت حق وأن هذه الدنيا فانية، ولن يبقى عليها إلا وجه الله سبحانه وتعالى: "كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".. لكن الحزن على فراق من نحب يدمي قلوبنا، نحن نعلم أن رحمة الله واسعة، وألا ملجأ لنا إلا الله، بالدعاء والصبر والاحتساب.. ونعلم أن الموت حق وهو الحقيقة الراسخة.. ونعلم كذلك أن الحروف تعجز عن وصف الفراق كعجزها عن وصف الحبّ، إلاّ أنها سبيلنا الوحيد للتعبير عن أحزاننا وآمالنا، عن الأمس واليوم والغد.. فبالحروف نحاول التعبير عن ألم من نفقدهم، وبها نسجل جزءاً من تاريخهم وعفويتهم وبساطتهم وطيبة قلوبهم.. فهد بن راشد العبدالكريم.. هذا الرجل الذي رحل عَن دنيانا يوم الجمعة الموافق 12 ذوالقعدة 1441.. وبوفاته فقدنا قلباً يطوّقه الحب والطيبة.. قلباً يغمره الأمل والتفاؤل ويسكنه الوفاء، قلباً لم يغيره المنصب بل ظل كما عرفناه. كان أبو يزيد رجلاً مخلصاً لوطنه ولرسالته، وقد تميز بالمعرفة والتواضع وحسن الخلق.. وكان مثالاً وقدوة يحتذى بهما، وسيظل نوراً يشع في سماء الصحافة.. وشعاعاً يضيء الطريق بصدقه ووفائه وأمانته ونزاهته واحترامه لنفسه وللآخرين. رحل أبو يزيد وكانت تلك الابتسامة المشرقة المعبرة تعلو محياه.. وكان الأمل والتفاؤل يملآن قلبه رغم كل ما عاناه أثناء مرضه.. رحل أبو يزيد ولم ترحل معه الضحكة والابتسامة الحية.. رحل أبو يزيد ولم يرحل معه تواضعه وإنسانيته وأخلاقه العالية ورحابة صدره التي كان يتمتع بها.. رحل أبو يزيد وكان فراقه صعباً جداً، لأن فقد الأحبة ليل حالك السواد.. ولكن حبه لم ولن يرحل عن قلوبنا، فذكره باقٍ في أذهاننا.. رحمك الله يا صاحب الابتسامة والطيبة والأخلاق والعفويّة.. وجعل الجنة داراً ومستقراً لك.. وهنيئاً لك هذا الكم الهائل من محبة الناس..
مشاركة :