توتّر الوضع بين أذربيجان وأرمينيا اللتين تخوضان صراعاً ضارياً على إقليم قره باغ المتنازع عليه منذ مطلع التسعينيات، وتبادلت الدولتان اتهامات بشن هجوم عسكري على الحدود المشتركة بين البلدين، في اشتباكات بدأت مساء الأحد وتوقفت فجر أمس، وأدّت إلى سقوط أربعة قتلى وخمسة جرحى في صفوف القوات الأذربيجانية. وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، إن «القوات المسلحة الأرمنية شنت هجوماً ظهر الأحد بدعم مدفعي. وبعد هجوم مضاد، تراجعت ومنيت بخسائر. سقط لنا قتل ثلاثة عسكريين وأصيب خمسة في منطقة تافوش» الحدودية في شمال شرقي أرمينيا. ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن قواتها دمرت خلال المعارك الليلية نقطة محصنة للجيش الأرمني في تافوش، مشيرة إلى أن «ضابطا أذربيجانياً قتل خلال معارك الليل»، متهمة في الوقت نفسه أرمينيا بإخفاء خسائرها. يريفان من جهتها، اتهمت يريفان باكو بشن «هجوم بالمدفعية بهدف الاستيلاء على مواقع أرمنية». وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأرمنية سوشان ستيبانيان، إن «عسكريين من أذربيجان تم صدّهم وتعرضوا لخسائر بشرية. وأصيب اثنان من جنودنا». وتخوض أرمينيا وأذربيجان نزاعاً منذ نحو 30 عاماً للسيطرة على إقليم ناغورني قره باخ. لكن مواجهات أمس الأول، بين البلدين وقعت بعيداً من هذه المنطقة المتنازع عليها. وجرت المواجهات بعد تصريحات أدلى بها رئيس أذربيحان إلهام علييف الثلاثاء الماضي، وهدّد فيها بالانسحاب من المفاوضات مع يريفان واللجوء إلى السلاح. وأي حرب بين البلدين يمكن أن تغرق كل منطقة القوقاز وتقحم روسيا، الحليفة العسكرية لأرمينيا، وتركيا الداعمة لباكو واللتين تتنافسان على النفوذ الجيوسياسي في هذه المنطقة الاستراتيجية. واستولى الأرمن على ناغورني قره باخ الجبلي الذي تسكنه أغلبية أرمنية وسبع مقاطعات مجاورة من أذربيجان في حرب اندلعت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق. وناغورني قره باخ، الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، أعلن استقلاله من جانب واحد عام 1991 بدعم من أرمينيا. وبعد ذلك، اندلعت حرب بين البلدين أوقعت نحو 30 ألف قتيل ثم تم التوصل إلى وقف النار في عام 1994 بوساطة روسية، لكن لم يتم التوقيع على أي اتفاق سلام بين البلدين. ومنذ ذلك الحين، تتولى مجموعة مينسك التي تضم وسطاء دوليين وتشارك في رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة رعاية مفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق سلام. علييف وعلق رئيس أذربيحان على مواجهات الأحد بالقول، إن «المغامرة العسكرية لأرمينيا تهدف إلى جر المنظومة السياسية العسكرية التي تنتمي إليها، إلى النزاع» في إشارة الى منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الحلف العسكري الذي تديره موسكو. واتهم علييف يريفان بتعزيز مواقعها العسكرية على الحدود المشتركة وقصف أهداف مدنية في أذربيجان «بانتظام». من ناحيته، دعا مستشار الرئيس الأذربيجاني حكمت حجييف، «المجتمع الدولي لإدانة السياسة العدوانية لأرمينيا». واعتبر حجييف الذي يرأس دائرة الشؤون الخارجية في الرئاسة، أن «الاعتداء الأرمني دليل آخر لاستهتار نظام يريفان تجاه حل المشاكل بين البلدين سلمياً، ويظهر نفاقها بعد تأييدها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، لوقف النار في كل أنحاء العالم بسبب مكافحة فيروس كورونا». أنقرة وفي أنقرة، علّق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على الاشتباكات الحدودية بالقول: «على أرمينيا أن ترجع إلى صوابها، فنحن نقف بجانب أذربيجان بكل إمكاناتنا». واعتبرت وزارة الخارجية التركية في بيان، أن «اعتداء الأحد، يعد مظهراً جديداً من مظاهر العدوانية القومية لأرمينيا». وأشارت إلى أن «أذربيجان صدّت الاعتداء وأظهرت أنها لن تترك الهجمات الأرمنية من دون رد». ولفتت إلى أن «أرمينيا تحاول من خلال اعتداءاتها على الأراضي الأذربيجانية، صرف انتباه المجتمع الدولي عن احتلالها لإقليم قرة باغ، وعرقلة حل الخلافات بالطرق السياسية».
مشاركة :