طالبة الإعلام – ريما خالد آل رشيد: اجتاح العالم الطور الثالث من الأمراض على فترات زمنية متتالية، اولًا انفلونزا الخنازير وثانيًا كورونا والآن الطاعون الدبلي أو الدملي مفاجأة لم تكن بالحسبان في منطقة منغوليا الداخلية شمال البلاد وبحسب موقع روسيا اليوم، تم رصد مريض أصيب بالعدوى (الأحد) بعد تواجده في بؤرة تفشٍّ محتملة وأضافت اللجنة أن المريض يخضع الآن للعلاج والعزل، وتم تقييم حالته على أنها مستقرة فيما نقل رجل مشتبه بإصابته بالطاعون الدبلي (السبت) إلى المستشفى وبعد ذلك تم الإعلان عن المستوى الثالث من التحذير الوبائي في هوشون (وحدة إدارية إقليمية في منغوليا الداخلية) في أوراد-تشونغكي في مدينة بيان نور. ووفقا للسلطات، هناك خطر من انتشار المرض بين سكان المدينة، وأعطيت توصيات بعدم اصطياد وتناول الحيوانات البرية «bubonic plague» وُيعد الطاعون الدبلي مرض حيواني المنشأ وينتشر بين القوارض الصغيرة الفئران والجرذان والبراغيث. يقضي هذا المرض على ثلثي المصابين في حالة عدم خضوعهم للعلاج اللازم الطاعون الأسود الوباء العظيم الذي أدى الى وفاة جزء كبير من سكان أوروبا خلال القرن الرابع عشر وهو مرض قديم معدي وكان يسمى بالموت الأسود نظراً لانتشار بقع نزفية منتشرة تحت الجلد من ضمن ما يحدثه من أعراض، وسبب الطاعون نوع من أنواع البكتيريا يريسينا طاعونية نسبة الى اسم مكتشفها الأول الطبيب ألكسيندر يرسن البكتيريا تحتفظ بها القوارض مثل الفئران، وتتكاثر بداخلها وتنمو، وتنتقل عدواها إلى الإنسان عن طريق البراغيث التي تلدغ الفأر المعدي ثم تلدغ الإنسان، أو نتيجة عض الفئران المعدية للإنسان بشكل مباشر، أو من إنسان إلى آخر بشكل مباشر عن طريق الرذاذ والكحة والعطس في حالة الطاعون الرئوي ما أسباب تفشي مرض الطاعون الدبلي من نفس المنطقة التي انتشر منها كورونا المستجد COVID19؟ بوجهه نظري السبب يرجع الى كون التجارب تتم على الحيوانات وتهمل في طريقة التخلص منها فيتم تغذي حيوانات أخرى على الحيوانات المصابة والتي اجري عليها التجارب. مع ذكر نقطة شعب الصين محب لأكل الحيوانات المختلفة بأنواعها دون التأكد من سلامتها وهناك ثلاث أنواع معروفة عن الطاعون 1- طاعون الغدد اللمفاوية: مثل طاعون الغدد الليمفاوية (الطاعون الدبلِيّ) حوالي 84% من الإصابات بالطاعون، ويحدث عندما يلدغ البرغوث المعدي الإنسان بعد أن يلدغ الفأر المصاب بالعدوى فينقل إليه عدوى بكتيريا الطاعون، التي تتكاثر وتنتشر في مكان اللدغة، ثم تنتشر عن طريق السائل الليمفاوي إلى الغدد الليمفاوية (الحيل) الموجودة في هذه المنطقة، ثم الموجودة في الجسم كله، مما يسبب تضخمها في الحجم، وارتفاعاً في درجة الحرارة، وحدوث آلام شديدة بها، وأحياناً تقرحات ونزفاً، وفي هذه الأثناء تفرز بكتيريا الطاعون سموماً خطيرة تسبب مضاعفات قد تنتهي بالموت. وهذا النوع يمكن علاجه إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة، ويوجد له تطعيم ولقاح واق 2- طاعون إنتان الدم: يحدث طاعون إنتان الدم (طاعون تلوث الدم) في 13% من حالات العدوى، نتيجة المضاعفات التي تحدث من النوعين الآخرين من الطاعون، حيث تسبب العدوى البكتيرية تلوثا في الدم وتبدأ السموم الداخلية (اندوتوكسين) للبكتيريا تنتشر في الدم، وتحدث حالة متناقضة من التجلطات في الدم داخل الأوعية الدموية، والنزيف DIC الذي قد يظهر على شكل بقع نزفية غامقة تحت الجلد (وهو ما أعطاه اسم الموت الأسود) أو من أماكن مختلفة من الجسم داخلياً وخارجياً، و كحة أو قيئاً مصحوباً بدم، مع حدوث أعراض التسمم، واستخدام المضادات الحيوية مثل: ستريبتومايسين، جنتامايسين، كينولونز، دوكسى سيللين في مرحلة مبكرة يقلل من نسبة حدوث الوفيات لتصل إلى 4 – 15%، والأشخاص الذين يموتون من هذا النوع يموتون في نفس يوم ظهور الأعراض المرضية عليهم 3- الطاعون الرئوي: يعد الطاعون الرئوي أخطر أنواع الطاعون، وتنتقل عدواه عن طريق استنشاق الرذاذ المعدي أثناء العطس والكحة من انسان صاب بالعدوى إلى إنسان آخر بشكل مباشر، ويمثل حوالي 3% من حالات العدوى، وتتراوح فترة الحضانة لهذا النوع ما بين يوم وأربعة أيام، وهو أخطر أنواع الطاعون، ولا يوجد لهُ تطعيم، وهذا النوع هو الذي يستخدم سلاحا بيولوجيًا وأعراضه تتمثل في ارتفاع في درجة الحرارة – الصداع – إحساس بالضعف والهزال – كحة – ضيق تنفس -سعال – أو قيء مصحوب بدم. ونسبة الوفيات من هذا النوع من الطاعون تتراوح ما بين 50% – 90% ويتم تشخيص مرض الطاعون عن طريق تحليل PCR أجل اكتشاف الحامض النووي للبكتيريا المسببة للطاعون، كما يمكن فحص البكتيريا وعزلها وصباغتها بصبغة «رايت جيمسا» ورؤيتها تحت الميكروسكوب كيف تتم معالجة كل نوع من أنواع الطاعون؟ عدوى الطاعون لها شكلان رئيسيان، يعتمدان على مسار العدوى: الشكل الدبلي والشكل الرئوي. وجميع الأشكال قابلة للعلاج والشفاء إذا ما اكتُشِفت في وقت مبكر بما فيه الكفاية. الطاعون الدبلي: هو أكثر أشكال الطاعون شيوعاً على الصعيد العالمي، وهو ينجم عن لدغة برغوث حامل للعدوى. وتخترق عصوية الطاعون، أي اليرسنية الطاعونية، الجسم في موضع اللدغة وتعبر الجهاز الليمفاوي لتصل إلى أقرب عقدة ليمفاوية وتتكاثر فيها. ثم تلتهب العقدة الليمفاوية وتتوتر وتصبح مؤلمة ويُطلق عليها اسم “الدبل”. وفي مراحل العدوى المتقدمة، يمكن أن تتحول العقد الليمفاوية الملتهبة إلى قرحات مفتوحة مليئة بالقيح. ويُعتبر انتقال الطاعون الدبلي بين البشر أمراً نادر الحدوث. ومن الممكن أن يتطور الطاعون الدبلي وينتشر إلى الرئتين، فيما يُعرف باسم الطاعون الرئوي والذي يُعتبر من أنواع الطاعون الأكثر وخامة. الطاعون الرئوي أو طاعون ذات الرئة – هو أشد أشكال الطاعون فتكاً. وقد لا تزيد فترة حضانته على 24 ساعة. وأي شخص مصاب بالطاعون الرئوي قد ينقل المرض عن طريق الرذاذ إلى البشر الآخرين. والطاعون الرئوي غير المعالج يكون مميتاً، ما لم يتم تشخيصه وعلاجه في وقت مبكر. ومع ذلك، فإن معدلات التعافي تكون مرتفعة إذا تم اكتشاف المرض وعلاجه في الوقت المناسب (في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض) ما هو الفرق في اكتشاف الامراض في قديما وحديثا؟ يمكن استخدام مرض الطاعون ” الموت الأسود” كمثال ملهم للتعامل مع التحديات التي يسببها تفشي الأوبئة في عالمنا المعاصر. على عكس القرن الرابع عشر، يمكننا اليوم تحديد الفيروسات الجديدة، وتسلسل الجينوم الخاص بها، وتطوير اختبار موثوق للتعرف على المرض في غضون أسابيع قليلة فقط. قد يكون من المغري في أوقات صعبة، كتلك التي يواجها العالم حاليا في الانتشار السريع لكوفيد-19، الاستنتاج أن الطريقة الوحيدة لمنع تلك المخاطر مثل انتشار الأمراض المعدية هي تقييد الحركة والتبادل التجارية، والتراجع بطريقة ما إلى الخلف فيما يخص العولمة وترابط الثقافات والشعوب المختلفة. ومع ذلك، فإن انتشار الطاعون في عالم بدون وجود وسائل النقل الحديثة مثل الطائرات والقطارات والسفن السياحية ماهي الا بمثابة تذكير بأن الأمراض يمكن أن تتحرك بسرعة حتى بدون وجود هذه التكنلوجيا السؤال الأخير والأصعب هل سينتشر ويتم عزل الجميع والتوقف عن ممارسة الأنشطة اليومية دون وجود لقاح؟كتب في التصنيف: بلادي المحلية تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :