أكدت نائب رئيس لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة امل الدوسري -اول بحرينية تشغل هذا المنصب - في حوار مع لـالأيام أن فوزها بمنصب نائب رئيس لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة وتجديد الثقة حتى عام 2017 هو نصر كبير للبحرين يضاف الى سلسلة انجازات جلالة الملك, وبينت ان انتخابها هو اعتراف دولي بدور البحرين في مجال حقوق الانسان عامة والطفل خاصة، ومشيرة الى ان المملكة تملك سياسة واضحة وخطة شاملة في مجال حقوق الطفل منذ سنوات طويلة, وشددت الدوسري على ان التحدي الكبير للاطفال في البحرين هو منع استغلالهم في التظاهرات واعمال العنف، مطالبة بضرورة محاكمة المتورطين في تحريض الاطفال على ارتكاب مثل هذه الممارسات الخطيرة. وقالت ان بلادها تمتلك سياسة واضحة وخطة شاملة في مجال حماية الطفل منذ سنوات طويلة، ومضيفة ان تصنيف وضع الطفل في البحرين يرقى الى مستوى الدول المتقدم, واكدت الدوسري ان مستوى الخدمات في الصحة والتعليم هما ابرز انجازين للطفل في البحرين، ولافتة الى ان الدولة تتكبد ميزانية كبيرة تخصص فقط لتطعيمات الأطفال للحفاظ على مستقبل الاجيال القادمة. ونفت تلقي المركز الوطني لحماية الطفل -التابع لوزارة التنمية الاجتماعية- بلاغات كثيرة عن تعرض اطفال لانتهاكات وممارسات عنف بكل اشكالها، غير انها ارجعت الامر الى العادات والتقاليد في المجتمع قد تمنع من قيام ذوي الطفل بالابلاغ. وقد تطرق الحوار حول عدد من القضايا التي تتعلق بمرحلة الطفولة ووضع الطفل البحريني وابرز التحديات التي تواجهه والسبيل للتغلب عليها واليكم نص الحوار : ] في مستهل الحوار.. ماهي قصة انتخابكم نائبة لرئيس لجنة الطفل في الامم المتحدة؟ وكيف حصدت البحرين هذا المقعد؟ وماذا يمثل لها على الصعيد الدولي؟ - جرت الانتخابات في عام 2012 لنحو 18 عضوا، وهم عدد اعضاء لجنة حقوق الطفل على مستوى العالم من خلال ترشيحات تقوم بها الدول وتتم الانتخابات في جلسة عامة للأمم المتحدة، وتم انتخابي من الجلسة العمومية للأمم المتحدة والتي يشارك فيها جميع الدول الاعضاء بالامم المتحدة وهم 198 دولة، والدول التي تشارك في هذه الإنتخابات هي الدول المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل وقد بلغ عدد الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل نحو 195 دولة وهي من اكثر الاتفاقيات مصادقة عليها من جانب الدول فتم انتخابي لمدة 4 سنوات بدءا من عام 2013 وحتى 2017، وداخل اللجنة تم انتخابي لمنصب نائب رئيس في الدورتين الاولى والثانية، وفي الحقيقة كان هناك اعضاء عرب في اللجنة ولكن لاشك ان منطقة الخليج العربي لا يكون فيها تواجد كبير في هذه المحافل وفوزي هو اعتراف بدور البحرين في مجال حقوق الانسان بشكل عام وحقوق الطفل خاصة وايضا شرف لي شخصيا ان يتم انتخابي نائب رئيس لجنة وانا اول بحرينية تتولى شغل هذا المنصب. ] وماذا عن اعمال ودور لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة؟ - هذه اللجنة قد انشئت بعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ عام 1989، وقامت البحرين بالتوقيع عليها عام 1992، ومهمة هذه اللجنة الدولية انه يجب متابعة تنفيذ الإتفاقية في الدول المصادقة عليها، وهذا يتأتى اذا انشأت الدولة العضو جهازا لمتابعة تنفيذ الاتفاقية بداخلها، وقامت البحرين بانشاء اللجنة الوطنية لحقوق الطفل وهي تعنى بتنفيذ هذه الاتفاقية في النواحي المختلفة سواء في التعليم او الصحة وفي كل المجالات، وبدورنا نتسلم تقارير الدول حسب المادة 44 من الاتفاقية، والتي تنص على انه يجب على الدول تقديم تقارير عن احوال حقوق الطفل، وتقوم اللجنة بتدقيق وفحص هذه التقارير في جميع المجالات التي تعنى بالطفل في هذه الدولة، ونفحص مدى التزام الدولة بتطبيق مثل هذه الاتفاقية، وهناك كثير من الناس يشككون في مصداقية بعض التقارير المقدمة من الدول المختلفة، لذلك نحن في اللجنة لا نكتفي بالتقارير المقدمة من الدول وانما في المقابل نتلقى تقارير من المنظمات غير الحكومية والتي تعمل داخل الدولة او من خلال منظمات الامم المتحدة المختلفة، فمثلا اتفاقية السيداو تتعلق ايضا بالطفل والام، وايضا نتفحص التقارير المقدمة الى السيداو ولجنة حقوق الانسان واللجان المختلفة ونقوم بمقابلة الوفد الرسمي ونحدد موعدا ويتم مناقشتهم فيها. ] بوصفكم خبيرة وناشطة في مجال حقوق الطفل. ماهي قراءتكم لواقع الطفل في البحرين حاليا؟ -البحرين ولله الحمد لم تبدأ الاهتمام بحقوق الطفل بعد التوقيع عليها وانما بدأت مبكرا منذ عدة عقود من السنين، والبحرين هي اول دولة خليجية يتم فيها وضع نظام تعليمي للطفل منذ سنوات طويلة، وهذا حق اصيل للطفل في التعليم، وايضا الصحة والبحرين رائدة في هذه المجالات، لكن بعد التوقيع على اتفاقية الطفل برزت جهود وانجازات المملكة في مجال حقوق الطفل، ومن هنا اصنف وضع الطفل في البحرين حاليا في مصاف الدول المتقدمة والراقية خاصة بعد تفحص ودراسة التقارير الواردة الى اللجنة عن حقوق الطفل في البحرين. ] واين يقع ترتيب البحرين في قائمة الدول المتقدمة في مجال حقوق الطفل وتطبيق قوانينه؟ - لا توجد مراتب هي ليست مثل الشفافية العالمية وانما هناك انجازات تشار من جانب لجنة حقوق الطفل الى البحرين، وقبل تواجدي بهذه اللجنة كنت ضمن الوفد المشارك للمملكة الذي يناقش تقرير حقوق الطفل في البحرين عام 2001 وايضا في تقريرعام 2011، وحاليا بعض الاعضاء الذين كانوا موجودين يتحدثون عن مناقشة تقرير مملكة البحرين آنذاك، وكيف ان بعضهم اول مرة يسمع عن البحرين للمرة الاولى اعجبوا بنموذج البحرين في كونها دولة صغيرة ولها كل هذا الاهتمام بمجال الطفولة. ] في منظوركم ما هو أبرز انجازات تحققت للطفل في مملكة البحرين حتى الآن؟ -الحقيقة هناك انجازات عديدة ومن ابرزها مجال الصحة ووقاية الاطفال من الامراض، وتتكبد الدولة اعباء ميزانية كبيرة مخصصة للحصول على تطعيمات جيدة للطفل في المملكة دون ان يشعر بها المواطن، لكن في مجال توفير الخدمات الصحة والرعاية للام والطفل منذ ان كان جنينا وولادته وحتى وصوله الى مرحلة الشباب ومستوى هذه الخدمات المقدمة للطفل لا يقل عن الدول المتقدمة، الى جانب الاهتمام بمرحلة التعليم الاساسي للطفل كإلزام، والبحرين لديها سياسة واضحة وخطة شاملة لحماية الطفل وتنتهجها منذ سنوات عديدة ومازالت، وايضا انشاء ديوان التظلمات وهو خاص بافراد وزارة الداخلية ايضا يمكن الاطفال الذين قد تعرضوا لانتهاكات يتقدمون بشكوى الى ديوان التظلمات للتحقيق فيها. ] كم يبلغ عدد جمعيات الطفولة العاملة في البحرين؟ وماذا عن دورها على الساحة؟ - يوجد 8 جمعيات للطفولة في البحرين تقريبا، وانا اكثر التصاقا بهذه الجمعيات وارى انها من الجمعيات الفاعلة جدا ومن ابرزها الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة برئاسة سعادة حسن فخرو، وايضا جمعية رعاية الطفل والامومة وهي من أولى الجمعيات الرائدة في مجال الطفولة . ] هل تتلقى لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة تقارير من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني؟ - تقارير الظل او الموازية لتقارير الحكومة عادة لا تكشف للدولة عن مصدرها بل تسلم مباشرة ولا نكشف عن اي مصدر نتلقى منه معلومة خاصة اذا كانت مصادر سرية. ] برأيكم ماهي ابرز التحديات التي تواجه الطفل البحريني في الوقت الراهن؟ - على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي هي سلاح ذو حدين بالنسبة للطفل يمكن ان تكون شأنها شأن اي وسيلة مفيدة، ويستفيد منها الطفل والانسان بشكل عام وايضا يمكن ان يكون لها انعكاسات سلبية، واليوم هناك في بعض الدول استغلال للاطفال في انتاج مواد اباحية، والبحرين مصادقة على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل الدولية بخصوص استخدام الاطفال في المواد الاباحية والدعارة وبيع الاطفال، وهذا الموضوع لا يكون بدرجة واضحة في البحرين ولكن حسب التقارير لبعض الدول شيء مخيف جدا ما يحدث للاطفال، وبالنسبة للشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، والبحرين الحمد لله تعمل على حماية الاطفال والبروتوكول الاختياري للاتفاقية ينص على ان كل من لديه مواد اباحية تستخدم الاطفال يقع تحت طائلة القانون وحتى الحيازة ومشاهدتها لهذه المواد بكل صورها، ولا يشترط ان يكون شريكا فيها، فالبحرين وضعت كثيرا من الضوابط لمنع مثل هذه الممارسات غير المشروعة التي تحدث باستغلال اطفال في هذه المواد. ] من المعروف ان البحرين مصادقة على البروتوكول الخاص باستخدام الاطفال في النزاعات المسلحة.. فماهو منظوركم لاستغلالهم في ذلك؟ - ارى ان مايحدث لاطفال البحرين من ناحية استغلالهم في الإشتراك بالمظاهرات والمسيرات يشكل خطرا كبيرا جدا على حياة وسلامة الاطفال، وفي نظري هي جريمة كبرى ترتكب بحق الاطفال في البحرين لم نشاهد مثل هذه الاعمال سابقا، ولو شاهدنا اعمار الاطفال المشاركين في مثل هذه الممارسات جميعهم دون الثامنة عشر، وذلك لان هناك حماية قانونية للاطفال وهذا مايتم استغلاله للأطفال وهذه الفئة العمرية والزج بهم في مثل هذه الممارسات مقابل اجر او نتيجة تحريض للهروب من عقوبة الكبار والمحرضين لارتكاب هذه الممارسات يجب محاكمتهم وليس الاطفال لانهم احداث، ولذلك الدولة توفر الحماية للطفل حتى سن الثامنة عشر. ] وما السبيل للتصدي لهذه الظاهرة؟ - عن طريق ان يكون لدى الطفل وعي والاسرة والمجتمع بشكل عام، ويجب توعيتهم بمدى خطورة امكانية تدمير حياة طفل وبفقدان حياته او تعرضه للخطر الجسيم جسديا وعقابيا باعتقاله ولو فترة بسيطة وفق قانون الاحداث تتسبب له في ازمة مستقبلية، وبالفعل التوعية لها دور كبير في الحد من هذه الانتهاكات، واتفاقية حماية حقوق الطفل لها ثلاثة بروتوكولات وهي بيع الاطفال واستخدامهم في المواد الاباحية والدعارة، والثاني استخدام الاطفال في النزاعات المسلحة سواء كانت حكومية او أطراف اخرى مثلما يحدث في افريقيا، والبروتوكول الثالث حول البلاغات الفردية هو ان الطفل او من ينوب عنه يتقدم ببلاغ مباشرة الى لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة وتصدق عليه 32 دولة فقط والبحرين لم تصدق عليه. ] هناك العديد من دول العالم تنتهك فيها حقوق الطفل، وعلى الصعيدين العربي والدولي هناك قائمة سوداء لهذه الدول. فماهي ابرز هذه الدول المنتهكة لحقوق الطفل؟ - من الصعب تصنيف الدول ووضعها على قائمة سوداء في مجال حقوق الطفل، فلا توجد دول تنتهك حقوق اطفالها، وهناك تجارة البشر وممارسات للعنف ضد الاطفال وهذا موجود في كل دولة سواء كان عن عمد أو من غير عمد في افريقيا مثلا وليس بالتحديد، وفي الدول النامية ذات الموارد الشحيحة تنعكس ازماتها الاقتصادية على حقوق الطفل سلبيا، والطفل هو المتأثر الاول في تقديم الدولة الخدمات المختلفة له حينئذ، ويجب الا تمس سياسة التقشف في الدول المختلفة حقوق الطفل في حصوله على الخدمات المختلفة. ] أسست وزارة التنمية الاجتماعية المركز الوطني لحماية الطفل. فماذا عن دوره في الحفاظ على حقوق الطفل؟ -هذه المراكز من المراكز الهامة جدا التي تم تأسيسها في البحرين ويتلقى بلاغات وشكاوى من اطفال وذويهم وقعت لهم انتهاكات ويتم تحويلها للجهات المعنية للتحقق منها، والحمد لله لا توجد بلاغات كثيرة جدا تصل الى المركز، ولكن في المقابل قد تكون هناك انتهاكات وقعت لاطفال ولكن مع الخوف من عادات وتقاليد المجتمع الى جانب عدم نضوج الوعي تمنع الطفل او من ينوب عنه التقدم بشكوى الى المركز، ولكن اصبح الآن هناك وعي اكثر من السابق ونأمل من الجهات المعنية التي تعمل مع الطفل ان تقوم بدورها في هذا الشأن، فمثلا اتفاقية حقوق الطفل يجب نشرها على نطاق واسع وبصيغة صديقة للطفل ليستوعبها، وهناك مجالات عديدة. ] وماذا عن واقع الطفل في بقية دول مجلس التعاون الخليجي حاليا؟ - الحمد لله في دول الخليج العربي حالة الطفل مثل البحرين وقد تتميز البحرين على كثير من الدول سواء خليجية او غيرها بتميز وريادة وتنوع مؤسسات المجتمع المدني بالنسبة لحقوق الطفل، وتقاس قوة الدول بوجود مجتمع مدني قوي فاعل وهو الذي يشكل نوعا من الضغط على الحكومة ان تقدم افضل الخدمات، وايضا عنصر داعم للخدمات التي تقدمها، فالبحرين ولله الحمد رغم صغر مساحتها وعدد سكانها الا انها فيها مجتمع جد فاعل، وبدون ذكر اسماء كنا نحاول في اللجنة الحصول على تقرير لجمعية أو منظمة غير حكومية لم نستطع الحصول على مصدر آخر غير التقرير الرسمي للدولة. ] فيم يتمثل دور وزارة التنمية الاجتماعية في تفعيل قانون حماية الطفل الصادر عام 2012؟ وبوصفكم نائب رئيس لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة هل تتم لقاءات بالمسؤولين عن الطفولة بالوزارة؟ -علاقتي بالتنمية الاجتماعية بحكم كوني عضوا في اللجنة الوطنية للطفولة سابقا، وعملت على استراتيجية حقوق الطفل، وهناك تعاون معهم، ومهام عمل لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة لا تتضمن تقديم نصائح او توجيهات للدول المصادقة على الاتفاقية، ولكن يمكن بطلب من الدولة نفسها فمثلا في شهر مايو الماضي كنت مدعوة بصفتي مقرر باللجنة تلقيت دعوة الى زيارة المغرب والاجتماع مع المسؤولين عن الطفولة وتقديم عرض مدعوين من جميع الجهات بكيفية تفعيل التوصيات التي قدمناها لهم بناء على طلبهم، وكانت هذه المبادرة فعلا تقدر في الامم المتحدة لانه بناء على دعوة الدولة. ] اخيرا. ماهي طموحاتكم للطفل في البحرين؟ - الطفل امل المستقبل ولكن ايضا يهمنا ان الطفل يعيش طفولته بكل ما فيها وما تحمل المرحلة، ولنربي الاطفال ونحميهم ونقدم لهم كل المساعدة حتى يعيشوا مرحلة الطفولة حتى سن 18، ليتمتع بالحماية والرفاهة وبكل الحقوق المنصوص عليها في مواثيق حقوق الانسان، لا شك اننا لو وفرنا كل هذه البيئة في كل النواحي حماية الازمة سيعيش الطفل بمرحلة بصورة ايجابية ولها انعكاسات مستقبلية.
مشاركة :