العمل الخيري وصعوبات التعلم - راشد محمد الفوزان

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أستغرب حصر العمل الخيري بنطاق ضيق جداً جداً، ونحن نعرف جميعاً أن العمل الخيري لا يمكن حصره بدون أدنى مبالغة، ولكن ظللنا بنطاق محدد ولا تعرف له سبب، ولا أريد الدخول بقضية أنها تقليد وتشابه، بل هي عمل خير في النهاية، ولكن لماذا لا تتبنى كثير من الجهات الحكومية أو شبه الحكومية عمليات التوعية بمسارات العمل الخيري، وأنه لا يشترط التركيز على عمل واحد بذاته؟! فهناك المديونون، والمرضى، وكبار السن، ومن لا يملك قيمة دواء، أو أرملة عاجزة، أو من لا يملك القدرة على توفير جهاز طبي حتى وإن كان مستشفى، أو بناء مركز طبي بمدينة أو قرية، أو مدرسة أو كلية أو جامعة، وغيرها عشرات الأعمال الخيرية، لماذا لا نركز مثلاً على القرض للأسر المنتجة بصندوق مخصص إما عام يساهم به رجال أعمال وشركات أو خاص برجل أعمال لوحده إن رغب، أي العمل الخيري المنتج؟ أو تحلية مياه بمنطة بعيدة، أو تعبيد طريق أو غيرها. نحن بحاجة لنشر ثقافة ووعي بالعمل الخيري بشمولية أكبر وأوسع، ولا نحصرها بمجال واحد أو مجالين أصبحت متشبعة وقد تقوم الدولة بمقامها، وقد يكون هذا دور وزارة الشؤون الاجتماعية، أو الأوقاف ومن يقوم مقام مسؤولية الأوقاف بوزارة الشؤون الإسلامية، أو الجمعيات الخيرية، أو الصناديق الخيرية، يجب أن ننمي ثقافة العمل الخيري المنتج والمفيد والذي يستمر بتنوع وتعدد الأهداف والأغراض له، وننوع لكي تكون أكثر شمولية وقيمة مضافة حقيقية للمحتاجين وأيضا معرفة ووعي كل مقدم على العمل الخيري، ولا أريد مقارنة مع دول العالم أو رجال أعمال ماذا يفعلون، ولنا أن نتخيل عملاً خيرياً للأبحاث والتطوير مثلاً لمرضى السكر للبحث عن علاج؟ أو كيفية مساعدة أصحاب الاحتياجات الخاصة، وسأضرب مثالاً، لماذا لا يتبنى أحد رجال الأعمال او صندوق خيري بناء مدراس خاصة ب"ذوي صعوبات التعلم ومن في حكمهم" هناك معاناة بوجود مدراس متخصصة محترفة بهذا الجانب وهم بأعداد كبيرة جدا، ولأنني أعايش هذا الواقع ل"ابني" لم أجد له مدرسة محترفة متخصصة حقيقية، إلا مدرسة حكومية بقدر ما تستطيع وما يتاح تعمل ولكن ليست بدرجة كافية تلبي الاحتياج، رغم أن هناك الكثير لديه القدرة المالية ولكن أي المدراس الخاصة بهؤلاء مثلا؟! لماذا لا يتبنى صندوق خيري أو رجال أعمال أو وقف مثلا هذه المدراس؟! يجب توسعة آفاق العمل الخيري الذي لديه مسارات وأوجه كثيرة جدا، والبلاد والناس تحتاجها، مزيدا من الوعي والتوعية والتثقيف شرعا، سيعرف الكثير أن العمل الخيري بديننا الإسلامي ولله الحمد لا حدود له، فيجب أن لا نصبح نمارس التقليد والمجاراة فقط.

مشاركة :