وصفت الدوائر السياسية في واشنطن، السيناريوهات المحتملة في نطاق المواجهة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بأنها «مواجهة القرن» نظرا بما يحيط بها من تصريحات رسمية لردع الاحتمالات القائمة برفع درجة حرارة التصادم «المستبعد» عسكريا، ومع توجه واشنطن لبناء شراكة مع حلفائها في منطقتي المحيط الهادئ والهندي كواحدة من الاستراتيجيات لمواجهة الصين وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين. «المواجهة» بالاحتمالات، بحسب تعبير المحلل السياسي الروسي، yدوراد فير »، هي التي ترسم سييناريوهات المستقبل بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي دفع البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية، تقديم تقرير «النهج الاستراتيجي للولايات المتحدة تجاه الصين»، إلى الكون[رس الأمريكي بموجب قانون إقرار الدفاع الوطني. ووصفت واشنطن عدة مرات في التقرير، «بكين» بأنها تمارس تصرفات ضارة، في إشارة إلى ما تعتبره تهديدات اقتصادية وأمنية صينية. تقرير«النهج الاستراتيجي الأمريكي» تجاه الصين. واقترح التقرير تعزيز الولايات المتحدة شراكتها مع المؤسسات والحلفاء والشركاء للتغلب على تحديات الصين، وجعل الصين توقف أو تقلل الإجراءات الضارة بالمصالح الوطنية للولايات والمتحدة وحلفائها وشركائها. وفيما يخص العلاقات الدبلوماسية، أشار التقرير إلى أن واشنطن تسعى لبناء شراكة تعاونية مع حلفائها وشركائها والمنظمات الدولية، ولتطوير طرق بديلة إيجابية من أجل دعم المبادئ المشتركة لنظام حر ومفتوح. وحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة تعمل على التعاون مع تنسيق الرؤى والأساليب لهذه الدول مثل استراتيجيات متعلقة بمنطقة المحيط الهادئ الهندي من قبل رابطة دول جنوب شرق آسيا واليابان والهند وأستراليا وكوريا الجنوبية وتايوان. كما قال التقرير إن الصين تستخدم نفوذها الاقتصادي لانتزاع تنازلات سياسية من دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وأستراليا وكندا واليابان، في إشارة إلى ما تصفه بأنها محاولات من بكين للتدخل في العمليات السياسية والتجارية لهذه الدول. العملاق الاقتصادي الصيني..انطلق بمباركة أمريكية المفارقة..أن التطور الاقتصادي الهائل للصين خلال العقود الثلاثة الماضية تم بمباركة أمريكية. فقد أيد الأمريكيون انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001، واستضافت جامعاتهم العديد من الباحثين الصينيين. كما وضعت الشركات الأمريكية الصين في قلب سلاسل انتاج الاقتصاد العالمي. وكانت واشنطن تراهن في ذلك على تقارب وتكامل النموذجين الاقتصاديين، إلا أن ذلك لم يتحقق بالشكل الذي كانت ترجوه. ثم حدث تحول استراتيجي في التصور الأمريكي، ظهر من خلال تراكم العقوبات التجارية والعقوبات المضادة في حرب تجارية بدأت في يناير/ كانون الثاني 2018..ومع تأثيرات هذه الحرب، تراجعت الصين من أول إلى ثالث أكبر مورد للولايات المتحدة، في العام 2019 ، بينما انخفضت الصادرات الأمريكية إلى الصين.تقرير سري يدق ناقوس الخطر سيناريو المواجهة العسكرية ـ وإن كان مستبعدا ـ إلا أنه بات يدخل في حسابات الصين أيضا، وكان موضوع تقرير سري صيني حذر من موجة عداء غير مسبوقة اتجاه العملاق الآسيوي في أعقاب جائحة كورونا، عداء من شأنه أن يؤسس إلى حرب باردة جديدة وربما مواجهة عسكرية في المستقبل. أسوأ سيناريو التقرير الذي أعدّته وزارة أمن الدولة، بداية شهر نيسان / أبريل 2020، يشير إلى أن «المشاعر العالمية المناهضة للصين وصلت أعلى مستوياتها منذ حملة ميدان تيانانمين عام 1989».. ونصح التقرير بضرورة الاستعداد «لمواجهة عسكريّة بين القوتين العالميتين في أسوأ سيناريو». وتعتقد سلطات بكين بأن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب باتت مصممة أكثر من أي وقت مضى، على احتواء صعود القوة الصينية بكل الوسائل. وأوضح التقرير السري الصيني، أن واشنطن تنظر للصعود المتنامي للصين باعتباره تهديدا لأمنها القومي وتحديا للديمقراطيات الغربية. وأكد أن واشنطن تسعى لإضعاف مكانة الحزب الشيوعي الحاكم من خلال تقويض ثقة الصينيين فيه. في أعقاب أحداث «ميدان تيانانمين» قبل ثلاثين عاما، فرض الغرب حزمة عقوبات على الصين، شملت حظرا على نقل التكنولوجيا وبيع الأسلحة. غير أن الصين اليوم باتت عملاقا اقتصاديا وطورت قدرات عسكرية هائلة؛ بحرية وجوية، قادرة على تحدي الهيمنة العسكرية الأمريكية في آسيا. وتعمل الصين على تطوير قوة قتالية مؤهلة للنصر في الحروب الحديثة في تحد واضح لأكثر من سبعين عاما من الهيمنة العسكرية الأمريكية على آسيا.
مشاركة :