أكد الدكتور عادل الغامدي -أستاذ النقد بجامعة الإمام محمد بن سعود- أن مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" التي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخراً، ستساهم بدرجة كبيرة في ترميم العلاقة بين المثقف والمتلقي، اللذين اتسمت علاقتهما بالبرود والقطيعة أحياناً. مشيداً بالاستراتيجية التي تتبعها وزارة الثقافة في دعم كافة القطاعات، بما يحقق الفائدة لثقافتنا ووطننا والمبدع والمتلقي في آن واحد.وقال د. الغامدي إن التحفيز الثقافي همّ وجودي في جميع الحضارات الراقية "فالفعل الثقافي توجيه نحو الهوية وجهد نحو فهم خصائصنا الجمعية التي تربطنا في إطار أمة واحدة، وهذا البعد وإن غدا هامشياً في عوالم السوق ولغة الاقتصاد إلا أنه بالغ الأهمية في المحافظة على هوية وطن بحجم وطننا -المملكة العربية السعودية- الغنية بتنوعها وثقافاتها وأعلامها وقضاياها وتاريخها". مضيفاً بأن الممارسات الاقتصادية التي تستدعي الانخراط والمشاركة في الثقافات الأخرى والذهاب شرقاً وغرباً "تحتم علينا الالتفات نحو روابطنا والمباهاة بخصائصنا الثقافية، وفي هذا الإطار نتلقى ببالغ السرور خبر مبادرة وزارة الثقافة في مشروعها الوطني الذي يعد محفّز مهم لإثراء المشهد الثقافي، وستمده بكثير من الوجاهة لتدفع المنجز فيه نحو منطق تنافسي جديد، كما ستعيد مثل هذه الجوائز الوطنية، ترميم العلاقة مع المتلقي البسيط الذي انفصل في أحايين كثيرة عن المبدع النخبوي، ليصبح الطرفان في علاقة ضعيفة؛ المبدع الذي يعاني التهميش والإعراض والمتلقي الذي يجهل كثيراً من ثقافته ومثقفيه".وأوضح الغامدي أن دخول جهة بحجم وزارة الثقافة بعمل منظم سيخلق حراكاً كبيراً في ساحات ثقافية كاد الجمود يصيب بعض أجزائها. وقال: "المبدع في بداياته يحتاج لكثير من الجهد التسويقي لإيصال منجزه الثقافي إلى العامة، خصوصاً وأن المتلقي أصبح أسيراً لمشاريع ثقافية أجنبية تسدّ حاجاته الثقافية، جعلته يعلم عن دقائقها أضعاف ما يعرفه عن ثقافة وطنه ومنجزاته، وفي نفس الوقت عانت المؤسسات الثقافية الوطنية سابقاً من ضعف واضح جعل أثرها في المشهد الثقافي ضعيفاً إن لم يكن معدوماً، وهي ثغرات مرهقة، نتمنى جميعاً بأن تسدها مثل هذه المبادرات الطموحة بجهود مشكورة من وزارة الثقافة والقائمين عليها".
مشاركة :