تعود للقرن الأول قبل الميلاد..اكتشف أطلال مدينة سمهرم الضائعة بسلطنة عُمان

  • 7/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بموقعها التجاري الاستراتيجي، من الصعب تصور أن هذه المدينة هجرها سكانها قديماً، وتكشف مدونة رحلات السفر بعض الحقائق عن مدينة "سمهرم" الضائعة، والتي تُعرف اليوم بـ"خور روري" بمحافظة ظفار بسلطنة عُمان. وتُعد محمية خور روري أكبر محميات الأخوار بمحافظة ظفار، حيث يقع ميناء خور روري الشهير والمعروف باسم "سمهرم"، بحسب موقع وزارة السياحة العمانية. خارج أسوار مدينة سمهرم القديمة وقد ذُكر ميناء خور روري في المصادر التاريخية باعتباره الميناء الرئيسي لتصدير اللبان في ظفار، ويكتسب الخور أهميته كمحمية تراثية وطبيعية، وقد أدرج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي، وفقاً لموقع وزارة السياحة العمانية. ويحكي الموقع عن تاريخ الحضارة في ظفار، ومدينة سمهرم والميناء الشهير التابع لها، الذي يقع شرق مدينة صلالة، ويربط ظفار بالعالم الخارجي. ومن خلال التنقيبات الأثرية لمدينة سمهرم، والتي تسمى محلياً بخور روري، عثر على عدد من المخطوطات، ومعبد قديم، وقطع أثرية تشير جميعها إلى أن المدينة كانت على صلة تاريخية بالهند، وبلاد ما بين النهرين، وبلاد النيل. أطلال المنطقة السكنية بمدينة سمهرم القديمة وأوضحت مدونة رحلات السفر الأمريكية ماري غرينبرغ، لموقع CNN بالعربية، أنها عندما قرأت لأول مرة عن موقع خور روري الأثري في صلالة، أدهشتها فكرة "المدينة الضائعة" القديمة على بحر العرب. وبعد زيارتها للأقصر بمصر والبتراء بالأردن، شعرت غرينبرغ، التي تقيم بولاية كاليفورنيا، بالفضول لمعرفة كيف يتناسب ماضي سلطنة عُمان القديم مع عجائب الشرق الأوسط، خاصةً مع تاريخ صلالة كمركز لتجارة نبات اللبان، وفقاً لما قالته مدونة رحلات السفر. ووفرت السفينة السياحية التي كانت غرينبرغ على متنها، خلال رحلاتها عبر البحر الأحمر في نوفبمر/تشرين الثاني العام الماضي، فرصةً لجولة بالموقع الأثري مع مرشد محلي، حيث توجهت من الميناء إلى خور روري بواسطة حافلة سياحية.  منطقة تسمى المبنى التذكاري، يعتقد أنها تحتوي على خزان المياه العذبة في المدينة ووصفت غرينبرغ الموقع الأثري "سمهرم" بأنه أشبه بـ"الغرف القديمة التي توفر إطلالة"، إذ يقع على قمة تلةٍ تطل على مدخل بحر العرب، ما يوفر إطلالة جميلة على الأفق، ويجعله موقع تجاري تاريخي استراتيجي، على حد وصفها. وقالت غرينبرغ خلال وصفها للموقع: "توفر جبال ظفار المحيطة خلفية هادئة، ويحيط بالمدينة القديمة جدار حجري بلونٍ ذهبي". وأشارت غرينبرغ إلى أن الغرف المحفورة بحالاتها المختلفة في الموقع الأثري تكشف عن الجدران الحجرية والمباني المكدسة التي صُممت في الأصل كمباني من طابقين. Ruins of the ancient city of Sumhuram are scattered along an inlet to the Arabian Sea at Oman&##x27;s Khor Rorī Archaeological...Posted by The Modern Postcard on Tuesday, February 11, 2020 وقد تعرّفت غرينبرغ خلال جولتها على تاريخ آثار مدينة "سمهرم"، العاصمة القديمة لتجارة اللبان في شبه الجزيرة العربية. وقالت غرينبرغ إن الموقع، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن الأول قبل الميلاد، اكتشف على يد عالم الآثار والمستكشف الإنجليزي، جيمس ثيودور بنت، في أواخر القرن التاسع عشر. وقد تطور الموقع ليصبح مدينة تأوي نحو 300 إلى 500 نسمة. وتضم "سمهرم" 3 مناطق، وهي منطقة للسكن، ومنطقة لتخزين نبات اللبان، ومعبد مكرس لعبادة إله القمر "سين"، بحسب ما قالته غرينبرغ. كانت مجموعة من إيطاليا تقوم بأعمال التنقيب عندما زارت غرينبرغ الموقع وكانت هذه المدينة القديمة بمثابة ميناء رئيسي في جنوب شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى مركز تجاري رئيسي على طول طريق اللبان. ومع موقعها الرئيسي على مدخل بحر العرب، قالت غرينبرغ إن مرشد الجولة أشار إلى احتمالية عمل العديد من سكان سمهرم في الصيد وكذلك في تجارة اللبان. إطلالة المدينة على مدخل بحر العرب، الذي كان يعد بمثابة المركز التجاري لسمهرم وتشير الأقاويل المحلية إلى أنه يعتقد أن ملكة سبأ، بلقيس، زارت هذا الموقع ذات مرة، بحسب ما ورد بشرح المرشد المحلي خلال جولة غرينبرغ. ويروى عن الميناء منذ القدم بأن جرار اللبان العُماني المتجهة إلى ملكة سبأ كان يتم تحميلها من ميناء سمهرم، وفقاً لموقع وزراة السياحة العمانية. شجرة اللبان في محمية خور روري بمحافظة ظفار ولعل أبرز ما أثار فضول غرينبرغ خلال سيرها عبر الغرف المختلفة بالموقع هو سبب اختفاء هذه المدينة التي كانت نابضة بالحياة في يومٍ من الأيام، وجعل سكانها يتخلون عن المكان الذي استقروا فيه. وتقول إحدى النظريات إن طريق التجارة تم إغلاقه لأسباب طبيعية، ولكن لا يمكن لأحد أن يعرف على وجه اليقين سر هذه المدينة الضائعة، بحسب ما قالته غرينبرغ. وعلى الرغم من أن أطلال خور روري ليست واسعة النطاق، إلا أن غرينبرغ تقول إن الزائر سيحتاج لقضاء ساعة على الأقل للتجول في الموقع. كما تنصح مدونة رحلات السفر بالتوقف عند مركز الزوار لمشاهدة مقطع فيديو قصير يقدم لمحة عامة عن تاريخ المدينة القديمة. مركز الزوار بمحمية خور روري وأضافت غرينبرغ أن الموقع يوفر القليل من الظل، لذا سيحتاج الزائر لإحضار قبعة ونظارة شمسية بالإضافة إلى عبوات المياه، كما أكدت على أن الاستعانة بمرشد سياحي يعد أمراً مفيداً لفهم تاريخ الموقع بشكل أعمق. وفي النهاية، تنصح غرينبرغ بالتوقف لبعض اللحظات وتأمل الموقع بمحيطه، فهو يعد بقعة جميلة بإطلالة رائعة على طريق تجاري مهم للعالم القديم، عل حد تعبيرها.

مشاركة :