ندد الفلسطينيون اليوم (الثلاثاء) بقرار قضائي إسرائيلي بإغلاق مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى في شرق القدس، محذرين من الأمر "خطير وينذر بإشعال حرب دينية في المنطقة". وقال مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عبد العظيم سلهب، لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إن السلطات الإسرائيلية وجهت كتابا قبل أيام إلى دائرة الأوقاف يفيد بإصدار قرار من محكمة إسرائيلية يقضي بإغلاق مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى. وأكد سلهب رفض القرار الإسرائيلي، قائلا "نؤكد أنه لن تستطيع أي قوة إغلاق مصلى باب الرحمة، ونحذر من الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى باعتبار ذلك أمرا خطيرا وينذر بإشعال فتيل حرب دينية في المنطقة". وشدد على أن المسجد الأقصى "هو مسجد إسلامي بكل مصلياته وساحاته وكل مساحته البالغة 144 دونما، وللمسلمين الحق في الصلاة في كل جزء من المسجد دون أن يخضع للمحاكم والقرارات الإسرائيلية". واتهم سلهب إسرائيل بأنها تحاول فرض سيطرتها وقوانينها على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا، مؤكدا أن ذلك "أمر مرفوض فلسطينيا وإسلاميا، ويجب وقف العبث بالمسجد كونه قضية دينية تمس عقيدة المسلمين جميعا". ولم يكن هذا القرار هو الأول من نوعه بخصوص مصلى باب الرحمة. ففي 17 مارس من العام 2019 أصدرت محكمة إسرائيلية قرارا بإغلاق المصلى الواقع في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، بعد نحو شهر من فتحه بقرار من دائرة الأوقاف الإسلامية بعدما ظل مغلقا بقرار إسرائيلي منذ عام 2003. وكانت المرجعيات والهيئات الإسلامية في القدس أصدرت بيانا أمس الإثنين أكدت فيه أن مصلى باب الرحمة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى وأن المحاكم الإسرائيلية "ليست ذات صلاحية للبت في قضايا المسجد". من جهتها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القرار الإسرائيلي بإغلاق مصلى باب الرحمة بأنه "قرار أحمق يهدف للسطو على المصلي وتهويده وتحويله إلى كنيس يهودي". وقالت الحركة في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه إن "هذا المخطط الخطير لن يمر ولن يمرره المقدسيون"، داعية إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه. وحثت الحركة منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية على "التحرك سريعا لوقف الخطر الذي بات يتجول في جنبات الأقصى، واستخدام كل السبل للضرب على يد الاحتلال ومنعه من تحقيق مآربه". وختمت حماس بيانها قائلة إن المسجد الأقصى "دونه الأرواح والرقاب، وإن أي مساس به يعني إشعال الحرب، وإذا كانت الظروف اليوم مواتية للاحتلال فإن هذا الحال لن يدوم، وسيدفع الاحتلال ثمن تعدياته على مسجدنا المبارك من دمه وروحه". والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم، ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية، التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
مشاركة :