لا شك أن احترافية القائمين على خدمات ضيوف الرحمن، والنجاحات التي عهدناها في المواسم الماضية، التي شهد بتميزها العالم أجمع، ولاسيما الخبرات المتراكمة للمملكة في إدارة الحشود وسلامة تنقلهم، تجعلنا أمام تفاؤل كبير بنجاح موسم هذا الحج الاستثنائي في ظل أزمة كورونا. وعن الحديث عن توقف الحج خلال العصور الماضية، يقول المطوف عبدالرزاق حسنين لـ "سبق"، إن الحديث عن توقف الحج عبر الأزمنة القديمة، وحسب المصادر الموثوقة، يؤكد توقف أداء الفريضة الكلي أو الجزئي لأربعين مرة، لأسباب عديدة، منها: انتشار الأوبئة التي كانت تفتك بالشعوب لضعف الحياة الصحية في تلك الحقبة من الزمن، والحروب والخلافات السياسية، وكذلك الفقر الشديد الذي كان سائداً، في أزمنة تباعدت فيها المسافات بين الدول، مع ندرة وسائل النقل وانتشار السرقات والنهب التي كانت تتعرّض لها قوافل الحجيج في طريقها إلى مكة المكرّمة. وأضاف "حسنين"، الحج لم يتوقف خلال الـ 100 عام الماضية وفي العهد السعودي خاصة، رغم انتشار بعض الأوبئة، التي لم تصل إلى مستوى الجائحة التي يعيش أحداثها العالم أجمع في هذا العام 1441، لفيروس كورونا المستجد.. ولحرص حكومة المملكة العربية السعودية على سلامة الإنسان، وبعد دراسات واستشارات واجتماعات مكثفة مع ذوي الاختصاص، أعلنت وزارة الحج والعمرة تعليق الحج الخارجي، والاكتفاء بأداء الفريضة بعدد بسيط جداً يستند إلى بروتوكولات، ساهمت في إعداد بنودها مع الحج وزارة الداخلية ووزارة الصحة، متضامنة مع عديد من الجهات المعنية في الدولة. وتابع، لاقى القرار تأييد جميع دول العالم والهيئات والمنظمات الإسلامية.. ولتنظيم إجراءات التقديم لأداء الفريضة، أعلنت وزارة الحج والعمرة منصة تقنية تم من خلالها التقديم لطلبات الراغبين لأداء الحج لهذا الموسم، بعيداً عن مؤسسات أرباب الطوائف (مطوفون وأدلاء، زمازمة ووكلاء) وشركات حجاج الداخل وعديد من شركات النقل، وحظي بهذا الموسم 30 % من بعض منسوبي الصحة ورجال الأمن العسكريين السعوديين، و70 % من المقيمين داخل المملكة، الذين تنطبق عليهم الاشتراطات المعلنة، وسيخضعون للفحوصات الطبية والحجر اللازم لسلامتهم بعد أداء الفريضة، وفق شروط احترازية صحية فائقة ومشددة، في إسكان المشاعر المقدّسة والنقل والتغذية. وأشار حسنين، إلى تحدٍ كبير يؤكد احترافية القائمين على خدماتهم، في موسم حج استثنائي نتفاءل فيه بالنجاحات التي عهدناها في المواسم الماضية، التي شهد بتميزها العالم أجمع، ولا سيما الخبرات المتراكمة للمملكة في إدارة الحشود وسلامة تنقلهم. وأشاد "المطوف حسنين" بدور رئاسة شؤون الحرمين الشريفين في منظومة الحج، التي أعدت البروتوكولات الاحترازية اللازمة لأداء الصلوات والطواف والسعي، بما يضمن -بعون الله تعالى- سلامة المقدسات الشريفة والحجاج والقائمين على خدماتهم من جائحة كورونا، سائلاً الله -عزّ وجلّ- أن يجعله موسم خير وسلام على المملكة خاصة وجميع بلاد المسلمين.
مشاركة :