اجتاح العالم فيروس كورونا والذي أصبح هاجسًا يؤرق شعوب العالم بأجمعها ولم تسلم منه بلادنا، ولقد اتخذت حكومتنا الرشيدة أيدها الله الاحتياطات اللازمة لوقاية شعبها والمقيمين من هذه الجائحة، وبفضل الله عز وجل استطاعت الحكومة أيدها الله بإجراءاتها الاحترازية من التقليل من الإصابات وحالات الوفاة التي يسببها هذا الفيروس. وحينما قررت الحكومة أيدها الله في فك الحجر الصحي الشامل والسماح للمواطنين والمقيمين بممارسة حياتهم الطبيعية أطلقت مبادرة لنعود بحذر؛ حيث وضعت بروتوكول صحي تلزم الأفراد في المؤسسات والشركات والمصلين في المساجد بوضع الكمامات واستخدام التعقيم وتنظيف الأسطح وغسل اليدين وإجراء الفرز الحراري للكشف المبكر عن الإصابات، وقد نجحت هذه الضوابط في الحد من انتشار هذا الفيروس. وإيمانًا من حكومتنا الرشيدة أيدها الله وحرصها في أن يؤدي الحجاج هذا العام شعيرة الحج في ظل هذه الأزمة قامت بوضع ضوابط وقائية جديدة لحماية الحجاج من الإصابة بهذا الفيروس بعد أن سمحت لعدد محدود جدًا للراغبين من المواطنين ومن شتى الجنسيات من الموجودين داخل المملكة بأداء الفريضة، ومن أبرز تلك الضوابط: منع لمس الكعبة والحجر الأسود وارتداء الكمامات وإلزام الحجاج باستخدام السجادات الشخصية، كما شددت الضوابط العامة على منع دخول مناطق (منى، مزدلفة، عرفات) بدون تصريح خلال فترة أشهر الحج؛ وضرورة أن يلبس الجميع الكمامات في جميع الأوقات، من القائمين على مسار الحج والحجاج وجميع العمال، والتخلص منها بالطريقة السليمة وفي المكان المخصص لذلك. كما ألزمت هذه الضوابط منع أي شخص من القائمين على مسار الحج، لديه أعراض مشابهة للإنفلونزا من العمل حتى زوال الأعراض والحصول على قرار التّعافي حسب تقرير الطّبيب المعالج. كما سمحت هذه الضوابط بصلاة الجماعة مع التشديد على ارتداء الكمامة القماشية خلال الصلاة، وإبقاء مسافة التباعد بين المصلين، والرجوع في ذلك للبروتوكولات الخاصة بالمساجد. كما أشارت الضوابط إلى أهمية الالتزام بتطهير الأسطح بشكل دوري، مع التركيز على الأماكن التي يكثر فيها احتمالية التلامس خاصة مثل نقاط الاستقبال، ومقاعد الجلوس، وأماكن الانتظار، ومقابض الأبواب وطاولات الطعام. ومن الضوابط التي اتخذتها الحكومة أيدها الله توزيع الحجاج على الخيام بحيث لا يزيد عددهم على 10 حجاج لكل 50 مترًا مربعًا من مساحة الخيام، والحفاظ على مسافة متر ونصف المتر على الأقل بين كل حاج من جميع الجهات. أما شعيرة “رمي الجمرات” فسوف يزود الحجاج بحصى جرى تعقيمها مسبقًا ووضعها أو تغليفها في أكياس من قبل الجهة المنظمة، مع وجود جدول لحركة الحجاج إلى منشأة رمي الجمرات، حتى لا يتجاوز عدد الحجاج الذين يرمون الجمرات في ذات الوقت 50 حاجًا، لكل دور من أدوار منشأة الجمرات. كما شددت الضوابط على الزائرين للحرم المكي ضرورة اتباع جدول لنقل الحجاج إلى صحن الطواف، بما يضمن مسافة متر ونصف المتر على الأقل بين كل شخص وآخر، وتقليل الازدحام. كما حثت الضوابط على منع لمس الكعبة المشرفة أو الحجر الأسود، أو تقبيلهما، مع وضع حواجز ومشرفين لمنع الاقتراب من هذه الحواجز؛ فضلًا عن منع التزاحم “عند برادات ماء زمزم، ووضع ملصقات أرضية لضمان التباعد الاجتماعي، ومنع الحجاج من استخدام أدوات تخزين المياه، والعلب المستخدمة لتخزين مياه زمزم. والسماح بصلاة الجماعة مع التشديد على ارتداء الكمامة القماشية خلال الصلاة وحددت الضوابط رفع السجاد الخاص بالحرم المكي واستخدام السجادات الشخصية للحجاج، على أن يجري تطهير منطقة الصحن ومنطقة المسعى بشكل دوري قبل وبعد كل طواف فوج الحجاج. ولنقل الركاب وحركتهم أوصت الضوابط بضرورة تخصيص حافلة لكل مجموعة، ورقم مقعد مخصص لذات الحاج خلال رحلة الحج كاملة، مع الالتزام بذات المقعد لجميع الحجاج طوال وقت الرحلة. كما لا يُسمح للحجاج بالوقوف داخل الحافلة خلال الرحلة، وتخصيص أبواب مختلفة للركوب والنزول، مع استثناء الأشخاص الذين يعانون من صعوبة الحركة ويحتاجون إلى المساعدة. وشددت الضوابط كذلك على ضرورة ارتداء السائقين وجميع الركاب الكمامات القماشية، أو ما يغطي الأنف والفم في جميع الأوقات أثناء وجودهم في الحافلة؛ حيث تقرر ألا يتجاوز عدد الركاب داخل الحافلة طوال مدة الرحلة 50 في المائة من إجمالي الطاقة الاستيعابية للحافلة، والمحافظة على التباعد الجسدي داخل الحافلة، وترك مقعد فارغ على الأقل بين كل راكب و آخر. أما في حال التأكد من إصابة أحد الركاب بمرض كوفيد-19، فتقرر إيقاف العمل بالحافلة لحين تطهيرها بالكامل، وفيما يتعلق بإجراءات الإبلاغ والمراقبة، نصت الضوابط على عمل نقطة فحص عند جميع المداخل (مدخل السكن، نقاط التجمع للحافلات، والحرم المكي وغيرها)، تتضمن قياس درجة الحرارة بجهاز معتمد من الهيئة العامة للغذاء والدواء، والكشف الطبي لمعرفة المرض وإحالة وفرز المصابين وتقديم العلاج اللازم لهم. وللتأكد من سلامة الحجاج بعد أداء الفريضة سوف تعمل الجهات المختصة بإجراءات متابعة لجميع الحجاج لمدة أسبوعين لرصد أي أعراض، مع استمرار استخدام تطبيقات الهواتف الذكية مثل “تطمن” و”توكلنا” و”تباعد”، والأساور الالكترونية، والالتزام بالحجر المنزلي لمدة أسبوعين بعد رحلة الحج. وهذه الخطوات تؤكد أن حكومة خادم الحرمين أيدها الله حريصة كل الحرص على أداء الحجاج لفريضة الحج في اطمئنان وهدوء وسلامة، والواجب على الحجاج الالتزام بالتعليمات والضوابط التي وضعتها الدولة أيدها الله لتعزيز صحة الحجاج والحفاظ على صحتهم وسلامتهم فيجب عليهم التحلي بالمسؤولية والرقابة الذاتية وأن يكونوا رجل الأمن الأول في التبليغ عن اي تجاوزات تسهم في الإخلال بالضوابط والإجراءات الوقائية التي تحمي الحجاج من هذا الفيروس اتباعًا لقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ). وإنا في ختام هذا المقال لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين محمد بن سلمان وحكومته الرشيدة على اهتمامهم بالحرمين الشريفين -عمارة وتوسعة-، وحرصهم على توفير البيئة الآمنة لحجاج بيت الله الحرام؛ سائلين العلي العظيم أن يحمي بلادنا من كل سوء وأن يمتعها بالصحة والعافية وأن يحفظ أمنها وسلامتها واستقرارها.
مشاركة :