يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال قراره بتحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، إستدراك شعبيته التي تتدهور يوماً بعد يوم بسبب سياساته الداخلية القمعية والخارجية التأمرية التي أضرت بالمصالح التركية . ويؤكد السياسيون الأتراك أن قرار أردوغان إستغل هذا المعلم لتحقيق أغراض سياسية بالتزامن مع قرب الإنتخابات الرئاسية التي يتوقع الكثير خسارته فيها . وقال زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، إن نظام الرئيس، أردوغان، جعل من قضية "آيا صوفيا" حلبة للصراع السياسي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، خلال مشاركته في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة. وشدد في تصريحاته على أنه "كان من الخطأ تحويل آيا صوفيا إلى حلبة صراع سياسي، إذ حاول النظام استعراض حقوق السيادة، والأمر كان في غاية البساطة إذا أرادوا أن يحولوا المتحف إلى المسجد فليحولوه، وإذا أرادوا أن يبقى مسجدًا فليبق". وأضاف "بغض النظر عن موضوع السيادة، فالمبنى على أراض تركية، فبالطبع ستكون تركيا هي الدولة صاحبة السيادة». وأردف أنه من الخطأ تحويل المتحف إلى ساحة وحلبة صراع سياسي". من جانبه قال تمل قره ملا أوغلو، زعيم حزب "السعادة" الإسلامي، إن "سعي النظام الحاكم لتحويل قرار آيا صوفيا إلى استعراض سياسي، أمر غير مقبول". بدوره قال علي باباجان، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض، نائب رئيس الوزراء الأسبق، معلقًا على القرار إن "النظام لما عجز عن إيجاد الحلول للمشاكل، اتجه لتأمين دعم سياسي له من خلال إثارة الحساسيات الدينية وإبرازها". وأضاف في بيان صادر عنه، السبت، أن "المسار الاقتصادي في تركيا بغاية السوء، والبلاد دخلت نفقًا مظلمًا لا نهاية له"، مشيرًا إلى أن "الأمور لا تسير بمثل هذه المساعي التي تعتمد على استغلال الدين، فالناس يريدون الرفاهية، والحرية، وبدونهما يكف عن دعم من يحجبهما مهما قدم من إنجازات". وأشار إلى أن "الأوضاع السيئة التي يعاني منها النظام الحاكم، وقلة الدعم له، وانهيار شعبيته يدفعاه لمثل هذه القرارات، وتسييسها كي يحقق من ورائها مكاسب سياسية قدر الإمكان، لكن الأوضاع ستسوء في الحزب بشكل أكبر، وهذا ما دفعنا لتأسيس حزب جديد".
مشاركة :