العين: منى البدوي جهز الشاب المواطن عبد الله النيادي البالغ من العمر 23 سنة، أوراقه متوجهاً مع صديقه، علي النيادي، الذي قدم من إمارة أبوظبي لمرافقته للتقديم على منحة دراسية، عام 2017، وخلال توجههما إلى إمارة دبي انحرفت المركبة التي يستقلانها عن مسارها لتصطدم بالحاجز، ما أدى إلى تدهورها الذي نتج عنه تعرضهما لإصابات بليغة، ودخل عبدالله في غيبوبة طويلة، ظل خلالها يتلقى العلاج سنوات، حتى وافته المنية يوم أمس الأربعاء، وسبقه صديقه بنحو العامين.تفاصيل عدة رواها شقيقه سلطان النيادي.. الوقائع تجمع ما بين القضاء والقدر والأمل والإيمان، والثقة بالله عز وجل، والصبر، إضافة إلى تفاصيل أخرى متعلقة بملابسات الحادث، ورحلة العلاج الطويلة، حيث قال: كان من المفترض أن أتوجه مع أخي الأكبر «عبد الله» إلى إمارة دبي لنقدم معاً على المنحة، وقمت بتجهيز الأوراق، إلا أن شقيقي أخذ الطلب وتركني نائماً في فراشي ليتوجه مع صديقه (علي) الذي هو الآخر قدم من إمارة أبوظبي لمرافقته.وخلال سيرهما تعرضت المركبة لحادث في منطقة الهير، نتج عنه تعرض عبد الله لإصابة بالغة في المخ، وتأثر المنطقة المسؤولة عن الوعي بشكل كبير، ما أدخله في غيبوبة، وبعد مرور ستة أشهر فوجئنا بتحسن عام يطرأ على صحته، وخلال عام بدأت نسبة الوعي ترتفع لديه، وهذا ما لاحظناه من خلال استجابته للحديث معه بالحركة، مشيراً إلى أن استجابته بثت الأمل في نفوس الأسرة بعودته مجدداً للحياة.. وقد تم تخصيص مستشفى العين لاستقبال حالات (كوفيد-19)، ما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة، وخلال تواجده تعرض للإصابة بالتهابات عدة، ما أدى إلى تراجع وضعه الصحي.. وفي النهاية توفي، أمس الأربعاء، ليسترد الله وديعته.وأشار إلى جملة من الأحداث والمواقف التي سبقت وقوع الحادث الذي راح ضحيته شاب في مقتبل العمر شهد له جميع من يعرفه بأخلاقه العالية، وبشاشته، ورقّته في التعامل مع الآخرين ،ومنها أنه قام قبل أسبوع من وقوع الحادث بتصوير فيديو ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه عن الابتلاء، كما وجه خلاله مجموعة من النصائح المتعلقة بأهمية المحافظة على الأخلاق، والسمعة، وسعة القبور، بالأعمال الحسنة، وأيضاً ذكر أبيات شعرية للإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه «النفس تبكي على الدنيا وقد علمت... أن السعادة فيها ترك ما فيها، لا دار للمرء بعد الموت يسكنها... إلا التي كان قبل الموت بانيها».
مشاركة :