واشنطن - شكل قرار بريطانيا استبعاد شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي من المشاركة في البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس للاتصالات (جي 5)، بعدا إضافيا لزيادة الضغوط الأميركية على دول أوروبية تسعى لاستخدام هذه التقنية. وتريد إدارة الرئيس دونالد ترامب أن يفرض الاتحاد الأوروبي قيودا أكثر صرامة على كبرى الشركات المصنعة لمعدات الاتصالات في العالم، في الوقت الذي توسع فيه هواوي تواجدها في جميع أنحاء أوروبا. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء الماضي حظر هواوي، في قرار يحبط بكين لكنه يسعد واشنطن، التي دفعت لندن إلى إلغاء القرار الصادر في يناير الماضي بمنح هواوي دورا محدودا في إطلاق الجيل الخامس. ويأتي هذا التحول بعد الغضب في بريطانيا من حملة الصين على هونغ كونغ والاتهامات الأميركية بأن الصين لم تقل الحقيقة الكاملة حول أسباب تفشي فايروس كورونا في العالم. وأظهر ترامب نرجسية خلال تعليقه على القرار البريطاني، حيث قال “أقنعنا الكثير من الدول، فعلت معظم ذلك بنفسي، لا تستخدموا هواوي لأننا نعتقد أنها غير آمنة وتشكل خطرا أمنيا، إنها خطر أمني كبير”. وانتقدت بكين هذا الأمر، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينغ الأربعاء إن “القرار ينتهك مبادئ التجارة الحرة والسوق ويضر بالثقة المتبادلة والتعاون البريطاني – الصيني”. وأضافت أن “القرار يمثل تهديدا كبيرا لسلامة الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة. الأمر يتعلق بثقتنا في ما إذا كان يمكن أن تستمر السوق البريطانية مفتوحة وعادلة وغير تمييزية”. ويقول محللون إن الخطوة تعكس تأثير العقوبات الأميركية الجديدة على تكنولوجيا الرقاقات، والتي ترى لندن أنها تؤثر على قدرة هواوي على أن تظل موردا موثوقا به. وفي ضوء هذه المعطيات تجد دول الاتحاد الأوروبي نفسها في قلب حملة الولايات المتحدة لانتزاع هواوي من شبكات الجيل التالي للهاتف المحمول. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين قد وصل إلى باريس في زيارة تمتد لثلاثة أيام لإجراء محادثات مع نظرائه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا. وأوضحت واشنطن أن شبكات الجيل الخامس مدرجة على جدول الأعمال، مما يعني تصاعد الضغط الأميركي على الدول الأوروبية. ونشر الاتحاد الأوروبي في يناير الماضي مجموعة من التوصيات للدول الأعضاء توضح إمكانية تقييد أو استبعاد تقنية جي 5 عالية الخطورة، مثل هواوي، من الأجزاء الأساسية لشبكات الاتصالات. لكن التوصيات لم تصل إلى مستوى الحظر الذي سعت إليه الولايات المتحدة، ولا تزال هواوي تشارك بشكل وثيق في شبكات الجيلين الرابع والخامس المخطط لها في العديد من دول الاتحاد، من ضمنها السويد وإسبانيا والنمسا والمجر. واستبعد رئيس هيئة الأمن السيبراني في فرنسا فرض حظر كامل على شركة هواوي، فيما عارضت شركة دويتشه تليكوم الألمانية، أكبر زبائن هواوي في أوروبا، بحزم أي حظر شامل على البائعين الأفراد.
مشاركة :