متحف الرياضيين.. مبادرة قيمة لتوثيق التاريخ الرياضي

  • 7/17/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

جاءت موافقة مجلس الوزراء الموقر في جلسته العادية التي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد العام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء التي عقدت يوم الاثنين الماضي عن بعد عبر تقنية الاتصال المرئي، بإنشاء متحف متخصص للرياضيين في الوقت المناسب فهي ضرورة ملحة في إنشاء مثل هذا المتحف الذي سوف تكون مهمته توثيق التاريخ الرياضي البحريني العريق والذي مضى على بداية مزاولته المائة عام. حيث كانت بداية انطلاق ممارسة لعبة كرة القدم (اللعبة الشعبية الأولى في العالم) في العام 1919 مع افتتاح أول مدرسة نظامية في البحرين وهي مدرسة الهداية الخليفية. ومن هذا المنطلق، جاءت التوجيهات السامية من القيادة الحكيمة الى وزارة شؤون الشباب والرياضة الأخذ بتشكيل اللجنة الخاصة بجمع وتوثيق التاريخ الرياضي البحريني، والتي تضم نخبة من الشخصيات والإعلاميين الرياضيين المخضرمين والذين نكن لهم كل التقدير والاحترام، ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في مهمتهم الكبيرة والتي يأمل معها الشارع الرياضي الخروج بمحصلات ثمينة وقيمة في مجال التوثيق الرياضي. وكما نعلم جميعًا بأنه إذا أردنا التعرف على ثقافة الشعوب حول العالم، فما علينا إلا أن نبحث ونطلع على اهتمام تلك الشعوب بموروثاتها الشعبية في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، وحجم التمسك بعاداتها الأصيلة التي توارثتها من الأجداد، فهي ركيزة أساسية للهوية الوطنية في كل دول العالم. فهناك دول ضاعت حضارتها مع مرور الأزمنة، لأنها أهملت توثيق التاريخ والحقب الزمنية التاريخية السابقة بإيجابياتها وسلبياتها. وموضوع الحفاظ على تاريخنا الرياضي، فهو مهم وحساس ومتشعب وشيق في نفس الوقت. لأنه يعبِّر عن هويتنا الرياضية، والذي بدون توثيق التاريخ الرياضي لن يكون عندنا حاضر مضيء ولا مستقبل مشرق، وسوف يصبح حالنا حال التائهين الذين يبحثون عن أصلهم وفصلهم. وقد يتفق معي الكثير من الرياضيين في أهمية توثيق الإنجازات الرياضية للأبطال كافة بمختلف الألعاب الرياضية سواء كان توثيقًا مرئيًا أم صحفيًا أم إذاعيًا فالتوثيق أيا كان نوعه يعتبر من أهم الأمور التي تحفظ إنجاز أي لاعب وبطل رياضي على المدى البعيد فهو أرشيف وتاريخ اللاعب ومن دونه يصبح تاريخ اللاعب هباءً منثورا وكأنه لم يكن، ويذهب كل ما أنجزه الأبطال خلال السنوات الماضية أدراج الرياح. وكما يقال: (كأنك يا بوزيد ما غزيت!!) وأعتقد إن الكثير من الرياضيين البحرينيين سبق وأن زاروا الأندية العالمية وبالذات الأوربية وشاهدوا كيفية اهتمام تلك الأندية بالجانب التوثيقي من خلال المتاحف الرياضية الموجوده في مباني أنديتهم والتي أصبحت مشروعًا تجاريًا يدر الأموال بالملايين الى خزائن تلك الأندية، حتى أضحت تلك المتاحف تساهم في زيادة الدخل القومي من خلال الضرائب التي تفرض على الأندية. وعلى الجانب الآخر تساهم في تنشيط الحركة السياحية والتي تعتبر إحدى ركائز الاقتصاد الوطني لتلك الدول.   خلاصة الهجمة المرتدة: نحن في البحرين نتباهى ونتفاخر بأن مجالات عدة انطلقت من على تراب هذا البلد الطيب وقبل دول الخليج العربي والبعض من الدول العربية، وهذا شيء جيد ومفخرة لنا جميعًا، ولكننا للأسف في المجال الرياضي لانملك التوثيق المطلوب والذي سيكون قاموسا مشعا بالنور للأجيال القادمة ومرجعا ثمين لهم. فيكفينا زيارة واحدة فقط الى أنديتنا واتحاداتنا لنرى بأم أعيننا الأهمال ونسيان هذا الجانب التوثيقي الهام. بل ستجد بعض الصور المعلقة هنا وهناك على الجدران والتي لا تغني ولاتسمن من جوع. وللأسف.. البعض من يدير أنديتنا يعتقد بأن تلك الصور المعلقة والتي لا تزيد في عددها عن أصابع اليدين يعتبرها توثيق لتاريخ النادي أو الاتحاد الرياضي. وكلنا كرياضيين في شوق ولهفة الى ذلك اليوم المنتظر الذي سيتم فيه افتتاح متحف الرياضيين البحرينيين.

مشاركة :