” الركض ضد عقارب الساعة “بقلم/ د. عزة الرحيلي – مدربة معتمده

  • 7/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

” الركض ضد عقارب الساعة “ بقلم/ د. عزة الرحيلي – مدربة معتمده في عالم السرعة وفي مجتمع بأسره ، يجري ….يركض ….يلهث…. ولاندري وراء ماذا يجري؟ كل شئ أصبح سريعاً ، لدرجة أن الواحد منا ، يقود سيارته بسرعة …ويمشي بسرعة …ويتكلم بسرعة ….ويأكل بسرعة. هل تركض كامل اليوم وأنت دائماً على عجل؟ عندما تسأل أحداً: ماهي أحوالك؟ هل تتخذ حقاً الوقت من داخلك لتصغي إلى جوابه بجوارح القلب وليس فقط بالأذنين؟ عندما يأتي آخر النهار هل تستلقي على سريرك ، وتزدحم الآف الأشياء التي يجب عليك القيام بها؟ هل تركت صداقة تموت لأنه لم يكن لديك الوقت أبداً للاتصال هاتفياً لكي تبادر بالسلام وتسأل عن الأحوال؟ فلماذا لاتتمهل قليلاً ؟ إن الحياة قصيرة وكلما ركضنا أكثر، كلماكانت أقصر . عندما تجري بهذه الدرجة من السرعة للذهاب إلى مكانٍ ما، فإنك تفقد متعة تواجدك فيه. وعندما تنزعج وتنشغل بالغد كامل اليوم فإنك تفقد المتعة باللحظة الآنية التي أنت فيها الآن. إذا لم تعش اللحظة الراهنة فإنك لن تعيش أيامك لأنّ كل لحظة حاليّة ستمر عليك دون الاستمتاع بها ستصبح ماضي وأنت لازلت تنتظر الغد في كل مرة. إنّ الأمس والغد ليسا إلا بناءً ذهنياً صرفاً ولا وجود سوى للحظة الراهنة هل يستطيع أحد أن يعيش في الماضي والحاضر والمستقبل معاً ؟. طبعاً لا. لذلك خفض وتيرتك. عش يومك باستمتاع….تأمل غروب الشمس وجماله وأنت في قمة انشغالك…. اصغ إلى صوت أمواج البحر ….تأمل القمر في السماء. لاتفرط في سرعة الركض إذ أنّ الحياة قصيرة لمن يعيشها أسيراً للوقت . تمعّن جيداً في هذا اليوم، إذ أنه هو الحياة. إنّ الأمس ليس سوى ذكرى اجعل منها ذكرى جميلة في كل الأحوال. والغد ليس سوى نظرة تصور اجعلها نظرة أمل وتفاؤل . ولكن اليوم هو الحياة كل الحياة.كتب في التصنيف: مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :