القصة القصيرة تصنع الدهشة في اتحاد الكتاب

  • 7/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود ضمن فعاليات ملتقى القصة والرواية الافتراضي الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بعنوان «ما لم يقله الراوي»، شهد، أمس الأول، آخر جلسات الملتقى، على منصة «زووم»، بعنوان «كان يا ما كان الحكاية»، والتي شارك فيها كل من القاصات الإماراتيات: عفراء محمود، ومريم الرميثي، ومنى الحمودي، وهن كاتبات شابات يتلمسن طريقهن في عالم السرد من خلال خوضهن لتجربة القصة القصيرة، وأدارت الجلسة الروائية فتحية النمر. وفي مستهل الجلسة، قدمت فتحية النمر تعريفاً بالقاصات الثلاث، وأشادت بمواهبهن وتفوقهن في الكتابة، الأمر الذي مكنهن من الحصول على جوائز في مجال القصة القصيرة، وذكرت أن هذه الاستضافة للمواهب تأتي ضمن مناسبة عظيمة وهي الاحتفاء بالقاصة الراحلة مريم جمعة فرج، والتي كتبت القصة القصيرة بإحساس فني عال؛ لذا فإن هذه الجلسة تكتسب أهميتها من كونها وصل للماضي بالحاضر، ولقاء بين زمنين، زمن مريم فرج، وأجيال نسائية جديدة من كتاب القصة القصيرة التي من الجيد أن يتم الاحتفاء بها في زمن سيادة الرواية، حيث إن هناك مواهب جديدة من المبدعين الشباب تجد الدعم الكبير من الدولة.وأكدت مريم الرميثي، على جماليات القصة القصيرة، التي تختلف عن بقية الأنماط السردية الأخرى، فرغم المحدودية يستطيع القاص أن يوصل الرسالة والمعنى بأقل عدد من الكلمات وباختصار للحدث والزمن، فالتكثيف والاختزال هما أهم ما يميز هذا الفن السردي، بعكس الرواية فهي متشعبة من حيث الأحداث والخيوط والبناء الدرامي وصناعة الشخوص، وتحتاج إلى زمن في القراءة.وأوضحت مريم أنها تمارس الرسم إلى جانب كتابة القصة، ولفتت إلى أن الحقلين هما تجسيد لفكرة، بالتالي هي تجد نفسها في الفنين معاً، فالقضية المهمة هي الجمال بغض النظر عن المجال والأدوات، فكل من المجالين يعبران عن روح خلّاقة ومبدعة داخل الإنسان، وفي بعض الأحيان فإن كل من الرسم والكتابة يستطيعان التعبير عن ذات الموضوع.وذكرت مريم أنها قد قامت بكتابة رواية لم تنشر بعد، وأن من يستطيع أن يكتب قصة قصيرة فبإمكانه أن يكتب رواية، لأن الكاتب يكون قد اجتاز الصعب، وهناك العديد من القاصات والروائيات الإماراتيات يمثلن مصدر إلهام لجيل الشباب مثل: شيخة الناخي، ومريم جمعة فرج، وغيرهن ممن برزن في هذا المجال، وأمام اتحاد الكتاب مهمة كبيرة في استقطاب الكتاب الشباب والترويج لهم. اطلاع الكاتبة منى الحمودي، ذكرت أن بدايتها مع كتابة القصة القصيرة، جاءت من خلال اطلاعها على عمل سردي لشيخة الناخي بعنوان: «أنامل على الأسلاك»، حيث كان لهذا النص، أثر كبير في نفسها، الأمر الذي دفعها نحو خوض تجربة السرد، فالكاتب يحتاج إلى قراءة طويلة قبل أن يمارس الكتابة، خاصة في مجال الفلسفة والأبعاد النفسية وغير ذلك من عوالم المعرفة، حتى ينضج ويكون رصيداً من الثقافة ويطور أدواته من أجل النجاح في كتابة قصة مختزلة ومكثفة بأسلوب جزل حتى يصل إلى مرحلة التنوير؛ أي الفكرة.وذكرت الحمودي أنها تجمع بين كتابة القصة والمقال الصحفي، حيث إنها في الأساس قد درست الصحافة، لكن القصة هي الأقرب لنفسها، فبالمقارنة مع المقال، نجد أن القصة تمنح الكاتب فضاءات أكبر بلا سواحل ولا قاع، وأكدت الحمودي أهمية اتحاد الكتاب كمؤسسة ثقافية معنية برعاية المواهب الإبداعية.من جانبها، ذكرت عفراء محمود أن قوة القصة القصيرة تكمن في صناعة الدهشة، فهي أهم من الزمان والمكان، وتعتبر مسألة مهمة وحاسمة في الكتابة القصصية، فبدون المفارقة لا تصل القصة إلى غاياتها، فما يميز القصة القصيرة هو كتابة ما هو غير متوقع، بعكس الرواية التي تعتمد على مسار طويل منذ الحبكة وحتى الذروة والنهاية.ولفتت محمود إلى أنها قد جمعت بين النقد والكتابة، غير أن الإحساس النقدي هو سابق لعملية الكتابة، فهو يعبر عن القارئ الذي بداخلها، حيث تصف محمود، نفسها بالقارئة النهمة والمتعمقة، وقد اطلعت كثيراً على إبداعات سردية لكتاب إماراتيين وعرب وعالميين. تسليط الضوء في مداخلة له، ذكر محمد حمدان بن جرش، الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أنهم قد فضلوا أن تكون الأمسية الأخيرة مخصصة لأصوات سردية نسائية شابة، من أجل تسليط الضوء على إبداعهن، وتشير في ذات الوقت إلى دور اتحاد الكتاب في تمكين المبدعين الشباب والاهتمام بمواهبهم، حيث إن هناك تعاوناً مع جهات كثيرة تهدف إلى الترويج لأعمال المبدعين الشباب.

مشاركة :