الفصل الحادي عشر

  • 7/14/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هناك عبر المحيط الأطلسي، تقع الولايات المتحدة الأمريكية دولة الرأسمالية، أقوى بلاد العالم الحديث، بما فيها من مؤسسات تدر الملايين، بل المليارات كل عام، وشركات تصدرت كل القطاعات واحتكرت كل الاختراعات، فهي بالفعل ماكينة لا تكل ولا تهدأ على مدار اليوم والشهر والسنة. وفي خضم تخبطاتها المالية، أوجدت هذه البلاد نظاماً للشركات التي تأسست على أراضيها، يعتبر من أروع وأجمل الأنظمة، كما أنه يحميها من الإفلاس السريع والإغلاق، نظام يسمى بالفصل الحادي عشر أو ما يعرف بنظام الإفلاس المؤقت، ويسمح هذا النظام للشركات المتعثرة بالتقاط أنفاسها لفترة كافية، كما أنه يحميها من الدائنين حتى تتمكن من تصحيح أوضاعها وإعادة ترتيب أوراقها، والعودة في العادة إلى الربحية، وطبقاً لذلك، تستطيع تلك الشركات الوفاء بالتزاماتها وتسديد ديونها، وإلا ما الفائدة من تلك الشركات إذا ضغط عليها الدائنون وتمت تصفيتها ولم يحصل من يطالب على ما له من حقوق. عندنا، دخل هذا القانون في نظام الشركات التجارية منذ مدة قريبة، ولكن الطريف أنه مطبق لدى بعض أنديتنا الرياضية منذ عقود، سيناريو سنوي يبدأ مع بداية السنة المالية، والتي تكون بالنسبة لبعضها ناصعة الخضار كملعب استادهم الجبار، وجميلة متخمة بالمال، وينتهي مع نهايتها في آخر الموسم، طبعاً ناهيك عن نتائج فرق تلك الأندية، سواء حققت بطولة أم بطولات، نافست على الهبوط أم هبطت، حيث تغلق سنتها المالية فاقعة الإحمرار كالكرت الأحمر الذي يحمله حكام الملاعب، مثقلة بالديون والهموم والشجون. وتبقى تلك الإدارات تندب الحال والأحوال، والظروف التي تكالبت واجتمعت لكي تنهال عليها بالمشاكل والمصائب طوال الموسم، وإلا ما كانت تلك هي حالها في نهايته، أليس كذلك؟ فقد تبخرت ملايينها، وحل مكانها ديون من كل حدب وصوب، وبقيت أبواب أنديتها مغلقة، ومحصنة ضد الدائنين الذين ليس لهم دخل في سوء الإدارة المالية لتلك الأندية الموقرة، ولسان حالهم يقول متى تأتي يا شيك الفرج. وهنا تتدخل الأيادي البيضاء، أحياناً خلال الموسم وغالباً بعد نهايته، لتخط بالبنط العريض الفصل الحادي العشر لتلك الأندية. فتُسقط ديونها، وتُصحح أوضاعها، وتضعها للمرة الألف على الطريق السليم، طريق يخلو من أثقال وهموم الماضي بكل ما يحمله من ديون، لعل المستقبل هذه المرة، يعد بنهاية أفضل من أخواته السنوات السابقات المفلسات. الشركات في الولايات المتحدة تحسد نفسها على الفصل الحادي عشر. أما أنديتنا فهي تحمد الله على فصلها الحادي عشر، أو كما هو معروف لديها بفصل الأيادي البيضاء. Askmehala@gmail.com Twitter:@nomanhala

مشاركة :