آسيويات يواجهن «هوس» تفتيح البشرة ومستحضرات التجميل

  • 7/18/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما سئمت من نصائح الآخرين لها بتبييض بشرتها خلال الصغر، تكافح الطالبة الهندية تشاندرانا هيران حالياً ضد الهوس السائد لدى الآسيويات بتفتيح البشرة، وهي باتت أكثر تصميماً على موقفها بعد التظاهرات العالمية المناهضة للعنصرية. وأطلقت هذه الشابة عريضة إلكترونية ضد مستحضر تفتيح البشرة «فير آند لفلي» من مجموعة «يونيليفر»، جمعت عشرات آلاف التواقيع. وسجلت الطالبة نصراً أول الشهر الفائت إثر قرار المجموعة المتخصصة في صناعة مستحضرات التجميل تغيير أسماء منتجاتها التي تحمل عبارات «فاتح» و«أبيض». وبضغط من حركة «حياة السود مهمة»، اتخذت مجموعات عملاقة في القطاع بينها «لوريال» و«جونسون آند جونسون» تدابير مشابهة، غير أن معارضات التمييز على أساس درجة بياض البشرة في آسيا يرين أن هذه المبادرات تقضي على جذور المشكلة المتمثلة بالأحكام النمطية المتجذرة في النفوس. وفي الهند بشكل خاص يربط لون البشرة الفاتح بالثراء والجمال خصوصاً لدى النساء. وتقول تشاندانا هيران (22 عاماً): «الناس يؤمنون بأن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة لن ينجحوا في الحياة». وأسهمت أفلام بوليوود في ترسيخ هذه الأفكار النمطية، إذ إن الممثلات غالباً ما يكنّ من أصحاب البشرة الفاتحة، كذلك الأمر في الإعلانات، وتنتشر في الصحف الهندية إعلانات لزيجات مدبرة تطلب فتيات ببشرة «ناصعة البياض». تضع سيما وهي عاملة منزلية في سن 29 عاماً في نيودلهي، مستحضر «فير آند لفلي» منذ 14 سنة، شأنها في ذلك شأن جميع النسوة في عائلتها وحتى ابنتها البالغة 12 عاماً. وهي تقول «عندما أشاهد الإعلانات لمستحضرات تبييض البشرة، يبدو لي أنها منتجات جيدة إذ إنها تظهر أن الناس يجدون وظائف ويتلقون طلبات زواج عندما تصبح بشرتهم أكثر بياضاً». وتعزز هذا المنحى بفعل الاستعمار البريطاني في الهند، لكن أساتذة جامعيين يرون أنه يرتبط بصورة قوية بالنظام الطبقي التقليدي الذي يحكم المجتمع في هذا البلد العملاق الذي يعد 1.3 مليار نسمة. ويوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة كرايست في بنغالور سوبارنا كار، أن «الفكرة السائدة هي أن أفراد الطبقات العليا لديهم بشرة بلون أفتح من أولئك المنتمين إلى الطبقات الدنيا». تمييز تفضيل البشرة البيضاء ليس حكراً على الهند بل ينتشر على نطاق واسع في آسيا، أكثر قارات العالم تعداداً بالسكان. وتشكل شركات منتجات تفتيح البشرة أحد أكثر الأسواق دينامية في قطاع مستحضرات التجميل، ومن المتوقع أن تبلغ قيمتها نحو 30 مليار دولار في العالم بحلول 2024، وفق منظمة الصحة العالمية، فيما قد يسبب بعضها مشكلات صحية خطيرة. تايلاند والفلبين في تايلاند تنتشر إعلانات مستحضرات تفتيح البشرة على لوحات عملاقة في سائر أنحاء بانكوك، وهذه المنتجات هي من الأكثر مبيعاً في سوق مستحضرات التجميل التي تمثل محليا نحو ستة مليارات دولار. وتندد المدونة ناتاوادي «سوزي» وايكالو التي تحظى بمتابعة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهذا المنحى الذي يمجد البشرة الفاتحة في المجتمع التايلاندي. وفي الفلبين أيضاً يستخدم الكثير من الرجال والنساء مستحضرات لتفتيح البشرة بغية التمايز في بلد أكثرية سكانه لديهم بشرة قاتمة بنسبة كبيرة. أسهمت أفلام بوليوود في ترسيخ أفكار النمطية حول أصحاب البشرة الفاتحة. الفكرة السائدة أن الطبقات العليا لديهم بشرة أفتح من المنتمين إلى الطبقات الدنيا. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :