ابتكرت شركات عاملة في قطاعات مختلفة أفكاراً جديدة لزيادة إيراداتها ومواجهة تأثيرات وتداعيات جائحة «كورونا» حيث حاولت الاستفادة وتطويع إمكانياتها لطرح حلول ومنتجات وخدمات تتناسب مع المرحلة الحالية، رافعة شعار إنه إذا كان للجائحة آثار سلبية على المبيعات والإيرادات، فإنها يمكن أن توجد في الوقت ذاته فرصاً لزيادة الإيرادات إذا ما تم استغلالها بشكل مناسب. فنادق للدراسة ووجدت مجموعة فندقية فكرة جديدة لزيادة إيراداتها خلال فترة توقف حركة السياحة العالمية وتدني الحجوزات بشكل هدد استمرارية العمل في محفظة الفنادق الخاصة بها في منطقة الشرق الأوسط، فأعلنت عن عرض للطلاب يتيح لهم الاستفادة من مرافق الفندق كقاعات للدراسة في بيئة هادئة ونظيفة من أجل «الدراسة عن بُعد» واستكمال دراستهم الأكاديمية والتخطيط لمشروعاتهم وفق نظام «العمل من المنزل» مع توفير وجبات ومشروبات مجانية وحجز الأماكن بصفة يومية أو شهرية. سينما خارجية وعلى النهج نفسه سارت شركات عقارية، حيث وجدت أنه يمكن الاستفادة من المراكز التجارية أو المساحات داخل التجمعات السكنية المملوكة لها، لإقامة فعاليات وعروض السينما الخارجية المخصصة للسيارات حيث يتاح للجمهور مشاهدة باقة من الأفلام العائلية وأفلام الحركة والأفلام الكوميدية الكلاسيكية العربية والإنجليزية، في الهواء الطلق ضمن مساحة تستوعب عدداً من السيارات وعلى أساس الحضور المبكر، مع التقيد بجميع التوجيهات الخاصة بإجراءات التباعد الجسدي لضمان سلامة الحاضرين. ومن خلال هذه العروض تحقق الشركات العقارية أكثر من مكسب، أهمها ترويج وتسويق الوحدات العقارية والتجارية في المشروع الذي تقام فيه العروض السينمائية من خلال مشاهدة العملاء ما تم إنجازه على أرض الواقع، إلى جانب تحقيق إيرادات عبر قيام مرتادي السينما بطلب الطعام ومتطلبات التسلية خلال متابعة العروض السينمائية. حساب الادخار ونظراً لأن الدراسات أظهرت أن هناك توجهاً ورغبة لدى المواطنين الإماراتيين في الادخار في مثل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم حيث أعربت نسبة 53% من الإماراتيين عن اعتقادهم بأن الوقت مناسب للادخار، وأكدت نسبة 57% أن استقرارهم المالي يسهم بدرجة كبيرة في سعادتهم، فقد كانت هذه المعطيات، فرصة للشركات المالية المحلية لتطوير وإطلاق برامج مخصصة أكثر للمواطنين، تحضهم على تبني الادخار. وفي هذا الإطار أعلنت شركة الصكوك الوطنية إطلاق حساب «تجوري»، الذي يعني الخزنة في اللهجة الإماراتية، حصرياً لمواطني الدولة ليمكّنهم من الحصول على «خزنة» افتراضية يمكنهم الادخار فيها، والحصول في الوقت نفسه على مزايا مجزية وعوائد تنافسية وفرص ادخارية واستثمارية مبتكرة ضمن محفظة الشركة التي وصل حجمها مؤخراً إلى أكثر من 7.5 مليار درهم، إضافة إلى تمكينهم من الدخول في برنامج المكافآت الأكبر في الدولة، والذي تزيد قيمته على 35 مليون درهم سنوياً. ختم السفر الآمن فرضت جائحة «كورونا» على المدن والوجهات السياحية والفنادق الحصول على شهادة الاعتماد كوجهة آمنة «ضمان الحماية» وختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة، وبالطبع فتح هذا الأمر مجالاً واسعاً للشركات المتخصصة في تحقيق مزيد من الإيرادات عبر الإعلان عن إمكانية المساعدة في استكمال كافة متطلبات «اعتماد الأمان» الذي يؤكد الالتزام بتطبيق جميع معايير السلامة وبروتوكولات التدريب والنظافة في كافة أنحاء الفنادق. وتساعد تلك الشركات عملاءها على تحسين أدائهم عبر توفير الخدمات والحلول المبتكرة لضمان التزام أصولهم ومنتجاتهم وبنيتهم التحتية وعملياتهم بالمعايير والضوابط المتعلقة بالجودة والصحة والسلامة وحماية البيئة والمسؤولية الاجتماعية كما تقوم تلك الشركات المتخصصة عالمياً في مجالات الاختبار والتفتيش وإصدار الشهادات بسلسلة من جولات التدقيق المستقلة، ضماناً لصحة الإجراءات والعمليات المطبقة، وبهدف تقليص احتمالات تعرض الموظفين والزوار لأية مخاطر وتعزيز مستويات الثقة بالوجهة السياحية. أنظمة مراقبة انعكست التداعيات الاقتصادية لانتشار جائحة «كوفيدـ 19» على نسبة من أفراد المجتمع في جميع الدول ممن فقدوا وظائفهم، ومن هذا المنطلق عادة ما يتسرب نوع من «القلق» لدى العائلات حول الحفاظ على المنازل والمجتمعات آمنة من الجرائم المحتملة، لاسيما الأطفال أو الآباء المسنين الذين يعيشون بعيداً عن الأبناء. وحاولت الشركات المتخصصة في أنظمة كاميرات المراقبة الذكيّة، استغلال تلك المخاوف لزيادة إيراداتها عبر الترويج لأنظمة للحماية الأمنية، لمساعدة الأسر على رصد ومشاهدة جميع الأنشطة والتحركات سواء داخل أو خارج المبنى، متضمنة كاميرات المراقبة الذكيّة وأنظمة أجراس الأبواب المزوّدة بالفيديو والتي تعمل بتقنية «تنبيهات أنشطة الحركة»، مؤكدة أن ميزة التنبيهات الفورية عبر الهاتف المحمول تتيح إمكانية التحدث إلى أي شخص يقترب من باب المنزل مع التحكم في عملية المراقبة التي تقوم بها، فضلاً عن إمكانية حفظ اللقطات المصورة في ذاكرة التخزين الداخلية دون تحمل أي رسوم شهرية. فرض الابتكار تعقيباً أكد محمد قاسم العلي، الرئيس التنفيذي لشركة «الصكوك الوطنية»، أن الأوضاع الحالية التي يعيشها العالم بأسره اليوم، تفرض على الشركات والمؤسسات الابتكار، إذ يجب أن نستخلص الدروس من وباء «كورونا». وقال إن علم البيانات أصبح يعتبر اليوم بمثابة (نفط) المستقبل، ما يعني ضرورة أن تلتزم الشركات الراغبة في الاستمرار والنمو بتطوير منتجاتها وتحسينها باستمرار، بما يتناسب مع حاجات الأفراد والعائلات في المجتمع الذي تعمل فيه، منبهاً أن فترة الطوارئ، التي يمر بها العالم حالياً أكدت على أهمية ثقافة الادخار ودوره في الحفاظ على شبكة الأمان المالي، لاسيما بعد أن أثبتت تلك الفترة أنه من المستحيل التنبؤ بالظروف الطارئة التي يمكن أن تحصل.
مشاركة :