مدريد – ربما يعتقد البعض أن المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان خاطر عندما عاد إلى تدريب ريال مدريد بعد 10 أشهر من استقالته، لكن بضمان لقب الليغا في أول موسم كامل له بعد العودة أثبت المدرب الفرنسي أنه لا يوجد من هو أفضل منه لهذا المنصب بعدما أعاد هيبة الفريق التي تراجعت في السنيتين الماضيتين محليا وقاريا. ونال زيدان لقبه الثاني في الدوري الإسباني كمدرب بعد 2017 عقب الفوز 2-1 على فياريال الخميس. وقال سيرجيو راموس قائد الملكي عن مدربه “إنه العامل الحاسم، إنه ربان هذه السفينة. أتمنى استمراره لأطول فترة في النادي، وهو يحظى بمكانة رائعة لأنه فريد”. ورغم سجله في موسمين ونصف مع ريال مدريد قبل استقالته في 2018، والفوز باللقب الثالث على التوالي في دوري الأبطال، استمر البعض في وصف زيدان بأنه ليس أكثر من محفز مبتسم. ثقة الجميع بعد فترة أولى على رأس الطاقم التدريبي لنادي العاصمة بين يناير 2016 ومايو 2018، حقق خلالها إنجازا تاريخا بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، فاجأ “زيزو” عالم كرة القدم بإعلانه الرحيل عن النادي. وقال يومها “حان الوقت للمضي قدما نحو تحد جديد”، متابعا “لا أرى أنني سأواصل الفوز في السنة المقبلة، وأنا شخص فائز ولا أحب أن أخسر.. أعتقد أنه الوقت المناسب بالنسبة للجميع، لي، وللفريق”. وبدا الأمر غريبا بعدما قاد ريال في موسمين ونصف موسم إلى تسعة ألقاب بينها دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات تواليا، والدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية مرتين. وكانت وسائل الإعلام تصفه آنذاك بأنه لا يفعل أكثر من اختيار 11 لاعبا أساسيا من بين واحدة من أكثر التشكيلات موهبة في العالم، بينما انتقص البعض من نجاحه ووصفوه بـ”المحظوظ”. لكن زيدان أثبت هذا الموسم أنه مدرب مذهل في كل شيء. وكان السبب في نجاح الفريق هو التحسن المذهل في الدفاع الذي استقبل 46 هدفا تحت قيادة غولين لوبيتيغي وسانتياغو سولاري، قبل أن يعود زيدان فجأة في مارس 2019. واستمرت مشاكل ريال مدريد الدفاعية، واستقبل 6 أهداف في أول 4 مباريات هذا الموسم، لكن رد فعله كان جيدا وحافظ على شباكه نظيفة، 10 مرات في 15 مباراة تالية. وتحسن أداء دفاع ريال مدريد بشكل أكبر منذ عودة المسابقة بعد توقفها بسبب جائحة كورونا، واهتزت شباكه 3 مرات في 9 مباريات، وخرج بشباك نظيفة 5 مرات متتالية لأول مرة منذ 2008. وقال فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد “زيدان نعمة من السماء، أتمنى استمراره معنا لفترة طويلة جدا. يمكن للبعض أن ينتقدوه كما يريدون وسنواصل حصد الألقاب معه”. تجاوز العاصفة وتكهنت وسائل إعلام إسبانية حينها برحيل الفرنسي على أن يحل مكانه جوزيه مورينيو الذي كان عاطلا عن العمل في ذلك الوقت. لكن زيدان تجاوز العاصفة وقاد ريال مدريد إلى مسيرة خالية من الخسارة في 15 مباراة بالدوري الإسباني. كما تعامل زيدان مع سلسلة من الإصابات الخطيرة مثل فقدان ماركو أسينسيو لمدة 11 شهرا بسبب جراحة في الركبة بينما ابتلي موسم هازارد الوافد الجديد بسلسلة من الإصابات في الكاحل. وفي إثبات على استغلال زيدان تشكيلة الفريق كاملة سجل 21 لاعبا مختلفا أهدافا في الدوري، فيما أعاد الحيوية للاعبيه الكبار الذين تم وصفهم بأنهم تجاوزوا أفضل أوقاتهم ومن بينهم مودريتش ومارسيلو وإيسكو. اختصر زيدان لقب 2019-2020 بعبارة “هو الأفضل في مسيرتي الاحترافية”. وتابع “أنا الشخص الأكثر سعادة هذا المساء. لا أعبّر كثيرا، لكن في داخلي أنا سعيد جدا.. الفوز بالليغا صعب جدا، ودائما ما كنت أقول إننا لم نفز بأي أمر بعد”. وأضاف “لكن اليوم نعم، لقد فزنا، ويمكنني أن أرسم أجمل ابتسامة لي”.
مشاركة :