لم أكن أعلم أن عملي على بحث عابر لمادة ” مبادئ الاستشعار عن بعد”، عن مخلفات الأقمار الصناعية في الفضاء، وبعض الأخطار والمشاكل التي قد تسببها، سيفتح لي نافذة على مجال واسع من التقنيات المتطورة، وسيغيّر كثيرا من المفاهيم والأفكار التي لديّ، فشركة (سبيس إكس) مثلاً تتبنى مشروع (ستار لينك) لإطلاق ما يقارب 12 ألف قمر صناعي تدور حول الأرض في مدارات قريبة؛ لتوفير خدمة الانترنت بأقل تكلفة وبأعلى جودة. صاحب هذه الشركة هو إيلون ماسك، وهو يعدّ من أساطين الذكاء الاصطناعي في العالم، فلديه عدة مشاريع وأفكار عظيمة في هذا المجال، منها مشروع ضخم لشركة (سولار سيتي)، وهي ثاني أكبر شركة لأنظمة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، وأيضا مشروع النقل بسرعة تفوق سرعة الصوت (هايبر لوب)، وليست أخبار (تسلا) عنا ببعيد، فقد زادت قيمة السهم حوالي 38 في المئة منذ إقفال يوم الأول من يوليو من هذا العام، مما جعل إيلون ماسك سابع أغنى رجل في العالم، وقد يصبح الأغنى على الإطلاق قريباً، وسيكون أيقونة الذكاء الاصطناعي والتطور التقني غير المسبوق في العالم. بعد هذه المقدمة عن أعمال إيلون ماسك أعود إلى الذكاء الاصطناعي، وهو كمفهوم ظهر في خمسينات القرن الماضي، وها نحن نراه في تفاصيل حياتنا اليومية، نراه في أجهزتنا الذكية من جوالات أو حواسيب أو أنظمة تشغيل، حتى طرق الدفع والشراء أصبحت تتم بنقرات بسيطة عن على جهاز كفي صغير، بل حتى قراءة الكتب فقد أصبحنا نحمل في جيوبنا مكتبات ضخمة من المجلدات دون عناء أو صعوبة. السؤال الذي يلح عليّ هنا، أين نحن من الذكاء الاصطناعي؟ وكيف لنا أن نساهم في تطوير هذا المجال، الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الخيال والابتكار والتفكير خارج المألوف ليصبح واقعاً ملموساً كما شاهدناه لدى شركات وأفكار إيلون ماسك!! الإجابة تأتي من رؤية 2030 التي تقودنا للمستقبل، ومن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي المعروفة باسم سدايا (SDAIA) تحديدا، تلك التي أنشأها أمير الرؤية ولي عهدنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله في نهاية 2019، وجميعنا رأى ما أنجزته هذه الهيئة من قفزات تقنية رهيبة خلال الأشهر الستة المنصرمة أثناء جائحة كورونا، خصوصاً في مجال الصحة حيث أطلقت عدة تطبيقات، أخرها تطبيق تباعد وهو يعتبر وسيلةً لإشعار المخالطين للمصابين بفيروس كورونا المستجد، بوجود مصاب على مقربة منه وبكل سرية تامة مما يساعد في عدم انتشار الفايروس والحد منه. وبالحديث عن سدايا لا بد من أن نذكر نيوم مدينة المستقبل، فهي سابقة لكل مدن العالم في استخدام الذكاء الاصطناعي، وفي الحفاظ على البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية وتجددها، وكما تعرف نيوم نفسها فإنها ستقود مسيرة التعليم المستقبلي العالمي، استناداً إلى ستة مبادئ أساسية، ألا وهي أن التعليم يجب أن يكون تجربة شخصية الطابع، وغامرة للحواس، ومتأصلة، ومندمجة مع التقنيات، وتطوريّة تدرجيّة، ومتنوعة. لم أشعر بالفخر والسعادة كشعوري الآن بما ينجز في السعودية فإن كان لديهم إيلون ماسك فنحن لدينا أمير الرؤية محمد بن سلمان. وسمية القحطاني – طالبة دراسات عليا
مشاركة :