نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر فقه الطوارئ: معالم فقه ما بعد كورونا

  • 7/19/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت اليوم أعمال مؤتمر "فقه الطوارئ: معالم فقه ما بعد كورونا" الذي ينعقد عن بعد، بالتعاون بين رابطة العالم الإسلامي، ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بمشاركة عدد كبير من العلماء والباحثين والخبراء المختصين. وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، قال فيها " نحن ولله الحمد، وفي ظل القيادة الحكيمة، لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وبفضل الجهود المتواصلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أقول : نحن دولة -ولله الحمد - تعتز بالإسلام دينا، ويسعدها كثيرا في هذا السبيل دعم هذا المؤتمر، الذي يسعى إلى تقديم حلول ومقترحات تثري حياة الأمة وتجدد واقعها وترشد إلى مستقبلها، كخير أمة أُخرجت للناس، نحن ولله الحمد دولة يسعدها كثيرا الإسهام في تحقيق الترابط والتواصل الفكري والحقيقي بينكم، أنتم علماء الأمة، وبين جمهرة المسلمين في كل مكان". وأضاف معاليه إن هذا المؤتمر، الذي يضم نخبة من علماء المسلمين من كافة أنحاء العالم، إنما هو دعوة مهمة إلى التعاون الإقليمي والعالمي، من أجل التغلب على المشكلات، والحفاظ على الصحة العامة، في كل مكان. مشيدا بما يسعى إليه المؤتمر من تعميق الجوانب الإيجابية في العلاقات الواسعة والمتشعبة بين العالم كله، وتلك التي تتمثل في تأكيد أهمية مبادئ التعارف، والحوار، والتعاون، والعمل المشترك، بين البشر في كل مكان. من جانبه أكد معالي الشيخ نور الحق قادري وزير الشؤون الدينية في باكستان في كلمته أهمية هذا المؤتمر مشيرا إلى أن أول فتوى وصلتهم في هذه الجائحة هي الفتوى الشرعية الصادرة عن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي" التي وصفها بأنها كانت جامعة مانعة مقنعة وكان فيها جواب لكثير من المشاكل الواقعة في أذهان العلماء في بلاد المسلمين ومن جانبه أوضح معالي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري أن فقه التعامل مع جائحة "كورونا" بين مدى الحاجة الملحة إلى الخروج من الآفاق الضيقة التي تمثلت عند بعض المحسوبين على الخطاب الديني في حفظ أحكام بعض المسائل دون النظر بعين الاعتبار في فقه المقاصد، وفقه المآلات، ومراعاة ظروف الزمان والمكان وأحوال الناس ومستجدات العصر وطوارئه. وقال إن الفقهاء الآن أصبحوا في أمس الحاجة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص من خلال القواعد العلمية والمنطقية لفهمه؛ كما أكد أنه لا غنى لنا عن العودة إلى جذورنا العلمية في القواعد الفقهية والأصولية والاستفادة من العلوم العصرية على حد سواء. من جانبه نقل معالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، تحيات قيادة دولة الإمارات العرية المتحدة لجميع المشاركين؛ وقال في كلمته إن هذا المؤتمر يلتئم في ظرف يمرُّ فيه العالم بأزمة لا عهدَ له بمثيلاتها، جرّاء تفشّي وباء فيروس كورونا المستجدّ، الذي أصاب الملايينَ وحصد أرواح مئات الآلاف ولا يزال يتمدّد من بلد إلى بلد، بل ويهدّد دولا عُوفِيَتْ بالمعاودة والتّجدّد، فاستحق بسرعة فشوّه وشمول انتشاره، التصنيف والتوصيف بالجائحة من قبل مُنظمة الصّحة العالميّة. وأضاف معاليه إن نظرتنا لهذا المؤتمر الذي يلتئم اليوم تنطلق من الوعي بأنّ هناك جهة ينبغي ألا تَغفُل أو تُغفِل ما يجري. وهي جهة الفقه الذي هو عبارة عن صنوف وقوانين وفلسفة وروحانيات، فهذه الجهة يجب ألا تغفل التأثيرات الحاصلة في الواقع، فالواقع شريكٌ في تنزيل الأحكام وتطبيقها، كما دلت على ذلك النصوص والأصول وأبرزته ممارسات السلف الراشد الاجتهادية وتنزيلاتهم الوقتية، فقد لزم النظر في تأثير هذا الواقع الاستثنائي الجديد على الأحكام الشرعية، وفق المنهج السليم في تحقيق المناط بما يحقق غايتَيْ الاستنباط والانضباط. من جانبه القى معالي العلامة الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، رئيس رابطة العالم الإسلامي، رئيس الهيئة العالمية لعلماء المسلمين ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية كلمة الختام رحب فيها بالمشاركين، معبرا عن سعادة رابطة العالم الإسلامي بالشراكة مع مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في تنظيم هذا المؤتمر. ونوه بالدور البارز للمؤتمر والآمال المعلقة عليه، مؤكدا أن الباعث عليه هو الأسئلة الملحة والوقائع المستجدة. وأضاف أن الواقع حتم على حملة الشريعة الإسلامية المسؤولية الكبرى في الجواب على تلك الإشكالات حتى لا تظل عالقة بأذهان الناس منوها باجتماع علماء المسلمين ومؤسساتهم العلمية على صعيد واحد على كلمة سواء موضحا أن هذه الجائحة مع كبد معاناتها وشدتها تحمل منافع كثيرة للناس، فقد فتحت هذه الجائحة آفاقا وتدابير لم تخطر لهم على بال، قال تعالى: "فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا". وبعد رفع الجلسة الافتتاحية بدأت الجلسات العلمية لليوم الأول بجلسة "تأصيل فقه الطوار ئ" برئاسة معالي الدكتور فهد الماجد الأمين العام لهيئة كبار العلماء، السعودية الذي شكر رابطة العالم الإسلامي ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي مؤكدا أن الفقه الإسلامي وتراثه العريق قادر على معالجة ما استجد من مشكلات بما يكفل مصالح الناس ويرعى احتياجاتهم. وبدأت الجلسة بكلمة تأطيرية لمعالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، بسط فيها ما أجمله في كلمته الافتتاحية. أما المحاضرة الثانية في الجلسة فكانت لمعالي الدكتور عبدالسلام العبادي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي شكر دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة ، وخاطب في مستهل محاضرته معالي الشيخ عبد الله بن بيه قائلا " هذا التأصيل الذي تقدمتم به تأصيل عميق يدل على وعي كامل للمسألة من نواحيها المتعددة" ثم قدم دراسة علمية رصينة حول فقه الطوارئ ، ضاربا أمثلة تطبيقية على فقه الطوارئ والنوازل. وتوالت الجلسات العلمية لليوم الأول.. جلسة "مجال العبادات 1-2" واختمت فعاليات اليوم الأول بجلسة "الجهود المميزة للدول الإسلامية في التعامل مع جائحة كورونا" التي ترأسها معالي الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والذي أثنى على موضوع المؤتمر وراهنيته، وقيمة الجلسة التي ترأسها في إبراز جهود دولتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مواجهة نتائج كورونا. شارك في الجلسة سعادة الدكتور عبد الرحمن المطر وكيل الشؤون التنفيذية برابطة العالم الإسلامي، الذي تحدث بإسهاب عن جهود المملكة العربية السعودية الدينية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للتخفيف من آثار الجائحة، والدكتور حمدان بن مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي أبرز جهود دولة الإمارات على المستوى الداخلي والتي تميزت بالحرص الشديد على صحة وحياة كل من يعيش على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين دون اعتبار للدين أو اللون أو الجنسية، مذكرا بالأسس التي أنشأ عليها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" العمل الإنساني حتى أصبحت الإمارات عاصمة العطاء الإنساني والتعايش والتسامح. كما استعرض سعادة المزروعي جهود القيادة الرشيدة التي تسير على نهج زايد في التخفيف من معاناة الإنسانية من آثار الوباء في جميع أنحاء الأرض. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز كلمات دالة: مؤتمر "فقه الطوارئ: معالم فقه ما بعد كورونا"، العطاء، التعايش، التسامح طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :