نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في أقل من نصف قرن في التحول من دولة تعتمد على الصحراء والرعي والصيد البحري التقليدي إلى دولة تستوعب كل الطموحات وتصنع المعجزات عبر الاستثمار في ثروتها البشرية «الإنسان» والذي تعتبره أثمن ما لديها إلى جانب قطاع الخدمات والموارد الطبيعية - التي وهبها الله إياها - ولتصبح على موعد مع الصدارة والريادة. ولأن دولة الإمارات ارتقت وصنعت لنفسها ولأبنائها حاضراً باهراً ومستقبلاً مشرقاً أصبح تطورها يثير انتباه الجميع بعدما حققت في عدة عقود منذ قيامها على يد مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما عجزت عنه بلدان كثيرة خلال قرون. وخلال نصف قرن تحولت الإمارات إلى استثناء يشار إليه بالبنان في منطقتها والعالم وصار اتحادها درع الوطن الحافظ لكيانها ومواردها بإخلاص أبناء الإمارات وجهدهم. وما تحقق على امتداد العقود الماضية من مسيرة النهضة الإماراتية الحديثة يعبر عن نفسه بوضوح ويكفي الإطلاع على التقارير والمؤشرات الدولية التي تصدرها مؤسسات ومراكز بحوث ومنظمات دولية مرموقة في مجالات عدة منها التنافسية والشفافية والابتكار والتسامح والتعايش والسلام والاستقرار والأمن والأمان وغيرها الكثير من المجالات التي للإمارات بصمة واضحة فيها. فالإمارات التي انطلقت من رحم الصحراء أصبحت دولة قوية تحتل المراكز المتقدمة في مجالات حيوية عدة وعززت مكانتها العالمية.. وعلى سبيل المثال «لا الحصر» تصدرت الإمارات للعام الرابع على التوالي بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية، والذي صنف الدولة في المرتبة التاسعة عالمياً بين الدول الأكثر تنافسية في العالم، وهو ما يعكس حجم الجهود المبذولة اليوم بسواعد أبنائها في مختلف المجالات. وأصبح التحول الاستثنائي عنواناً بارزاً في نجاح الإمارات واسمها بات مقترناً بالإنجازات الاقتصادية الكبرى التي وضعتها في صدارة المؤشرات العالمية بعدما حقق الناتج المحلي الإجمالي للدولة بالأسعار الجارية نمواً بنسبة 45 بالمئة خلال السنوات العشر الماضية ليرتفع إلى تريليون و546 مليار درهم في نهاية العام الماضي. وبفضل التجربة التنموية المتميزة والمجتمع المستقر والمتسامح والمنفتح على العالم والبنية التحتية العصرية استطاعت الإمارات أن تتحول إلى وجهة عالمية جاذبة للاستثمارات والأعمال في ظل وجود 40 منطقة حرة تسمح بالتملك بنسبة 100 بالمئة للاستثمار الأجنبي. فيما احتلت دولة الإمارات المرتبة 19 عالمياً في مؤشر الثقة في الاستثمار الأجنبي المباشر 2020 الصادر عن شركة كيرني الأمريكية للاستشارات صعوداً من المركز 21 الذي حققته في آخر إصدار من المؤشر عام 2017. ريادة ودولة الإمارات اليوم رائدة في البحث العلمي واستشراف المستقبل والاستعداد له من خلال رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى التعرف على أهم التوجهات العالمية الكبرى التي تشكل مستقبل العالم، وتحديد آثار هذه التوجهات على مستقبل الدولة وتكوين فهم مشترك حول التحديات والفرص المتاحة خلال العقود القادمة. وفي هذا الإطار كانت الإمارات خلال عام 2019 على موعد مع إنجاز غير مسبوق بعدما خطا مشروع الفضاء الإماراتي خطوة كبيرة إلى الأمام بصعود أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية خلال شهر سبتمبر من عام 2019 في رحلة سجلت اسم الإمارات في تاريخ استكشاف الفضاء على المستوى العالمي. وها هي دولة الإمارات على موعد مع إطلاق أول مسبار عربي لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» والذي ستصبح من خلاله أول دولة عربية تضع مسباراً غير مأهول في المدار لاستكشاف الكوكب الأحمر، وذلك في إطار «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» الذي يعكس سعي الدولة إلى إثبات مكانتها العلمية والفضائية، وستحتفل الإمارات بوصول المسبار إلى المريخ في فبراير 2021 بالتزامن مع مرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد المجيد عام 1971. وفي إطار النهضة الشاملة للإمارات تتواصل مسيرة التنوع الاقتصادي بنجاح فيما تزداد المقومات الاقتصادية قوة بعدما حققت السياحة في الإمارات بدورها أرقاماً متقدمة مقارنة بباقي دول المنطقة والعالم إذ تجاوزت مساهمة القطاع السياحي بالناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى ما يزيد على 161 مليار درهم العام الماضي.. وقدر عدد النزلاء الذين استضافتهم فنادق الإمارات خلال العام الماضي بأكثر من 26 مليون زائر. إلى جانب المسيرة التنموية غير المسبوقة التي عرفتها الإمارات تتبنى الدولة التسامح خياراً استراتيجياً كونه مساراً لبناء الحياة وبث الأمل والطريق المناسب لكي تعيش البشرية حياة الأمن والاستقرار والسلام، مستفيدة مما أنتجه الفكر الإنساني في مجالات العلم والتقنية والثقافة والاقتصاد والأمن وعلوم الاجتماع وغيرها. ولعل أبرز مثال في هذا الشأن «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تم توقيعها أثناء زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للدولة خلال شهر فبراير من العام 2019، وكانت بمثابة رسالة حضارية خرجت من أرض الإمارات إلى العالم داعية إلى التسامح والتعايش والتآلف بين الجميع. إن تطور الإمارات اللافت ونهضتها غير المسبوقة وأخذها بأسباب التقدم يقابله حفاظها على هويتها وثقافتها وتاريخها، وهو ما يفسر حرص الدولة قيادة وشعباً على التنمية والتطور على امتداد هذه الأرض الطيبة في تجربة تستند في جوهرها إلى واقع الدولة وتاريخها وامتدادها وإرثها الحضاري الثري لتحقق بامتياز معادلة التوافق بين الأصالة والمعاصرة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :