من المُرجَّح تأخر مُناورات الحرب في الشرق الأوسط المُخطط لها هذا العام حتى عام 2021م، بل ربما تتأخر المُناورات الحربية الأُخرى المُقررة للعام المُقبل حتَّى 2022م، حسبما كشف موقع «ألمونيتور» نقلا عن صحفية عاجل. وعلمت «ألمونيتور» أن البنتاجون يخطط لتأجيل أحدى أكبر تدريباته على المُناورات الحربية في الشرق الأوسط؛ بسبب جائحة فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19). وصرَّح مسؤول أمريكي لـ«ألمونيتور» بأن عملية «النَّجم الساطع» –وهي تمرين يجمع قوات من عدة دول للتدريب جنبًا إلى جنب، والتعرُّف على الجيش المصري– من المرجَّح تأجيلها حتى عام 2021م، وكان من المقرر عقدها في سبتمبر المقبل. وقال المسؤول إن وزارة الدفاع الأمريكية، تدرس عدة مسارات للعمل؛ لإعادة جدولة المناورات، على الرَّغم من أنَّه لم يتم تحديد الموعد الجديد بعد؛ حيث إنَّ هذا التأخير يأتي في وسط قلق مُتزايد في إدارة ترامب بشأن العلاقات العسكرية للكرملين مع مصر، التي سعت إلى شراء طائرات حربية روسية من طراز Su-35، على الرغم من التهديد بالعقوبات الأمريكية. وأضاف أن تبعات تأجيل تلك المُناورات –إن وُجدت– على العلاقات العسكرية الأمريكية مع غيرها من الدول غير معروفة حتَّى الآن. وأوضح الموقع الأمريكي، أن الولايات المُتَّحدة تبحث أيضًا إرجاء نسخة العام المقبل من مُناورات «الأسد المُتأهب Eager Lion» في الأردن، وهي أكبر مُناورات حربية في الشرق الأوسط؛ لتجنب تزامنها مع مُناورات «النجم السَّاطع Bright Star» التي تمت إعادة جدولتها، وفقًا للمسؤول؛ علمًا بأنه تُعقد مُناورات «الأسد المُتأهب» كل عامين، وتضم قوات من 30 دولة حول العام. وذكر «ألمونيتور» أن رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال (كينيث «فرانك» ماكنزي)، التقى كبار المسؤولين الأردنيين والمصريين في جولته في منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي. وبحسب بيان للجيش المصري، فإنَّ (ماكنزي) ناقش التدريبات المشتركة مع وزير الدفاع، والقائد الأعلى للقوات المُسلحة المصرية الفريق الأول (محمد زكي). ومن جانبه رفض مُتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية المعروفة اختصارًا بـ«سنتكوم CENTCOM» التَّعليق على العمليات المستقبلية. ونوهت «ألمونيتور» بأن تأجيل مُناورات «النَّجم السَّاطع» جاء عقب سلسلة من عمليات الإلغاء المماثلة في وقت سابق من هذا العام بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19). يُشار إلى أن الولايات المُتَّحدة، وحلفاءها علقت التدريبات التي كان من المقرر عقدها في السابق في كل من كوريا الجنوبية، والبحر الأبيض المتوسط، وإسرائيل، وشمال غرب إفريقيا، والقطب الشمالي؛ حيث تحول تفشي مرض (كوفيد-19) إلى أزمة عالمية. وتُعد مُناورات «النَّجم السَّاطع» و«الأسد المُتأهب» من الشراكات العسكرية الأمريكية الأساسية في منطقة الشَّرق الأوسط، وهي إحدى ركائز سياسة واشنطن الخارجية في المنطقة. وألمح الموقع الأمريكي إلى أنَّ الولايات المُتَّحدة ومصر تقومان بإجراء مُناورات «النَّجم السَّاطع» تقريبًا كل عامين مُنذ عام 1980م، عقب توقيع اتفاقية (كامب-ديفيد) في عام 1978م، وتأسيس الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر القيادة المركزية الأمريكية. وعلَّقت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما المُناورات مرتين عقب ثورة يناير 2011م في مصر، وقيام قوات الأمن المصرية بفض اعتصام «رابعة» عقب ثورة 30 يونيو عام 2013م التي أطاحت بحكم جماعة «الإخوان المُسلمين». واستأنفت إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد رامب» مُناورات «النَّجم الساطع» في عام 2017م؛ على الرغم من اعتراض بعض أعضاء الكونجرس على سجل الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. ودعا ترامب، في وقت لاحق، الرئيس المصري إلى زيارة البيت الأبيض مع تحرك البرلمان المصري لتعديل دستور البلاد لتمديد فترة ولاية السيسي الحالية حتى عام 2030م.
مشاركة :