«ريتونا» أول مركز تجاري في العالم مكرس بالكامل للمنتجات المستعملة المعاد تدويرها

  • 7/18/2020
  • 23:50
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

في مدينة إسكليستونا الصناعية السويدية، التي تشهد تحولا بيئيا كبيرا يأخذ تدوير السلع المستخدمة بعدا آخر مع إقامة مركز تجاري يضم 13 متجرا مكرسا بالكامل لهذه البضائع المستعملة سابقا. ووفقا لـ"الفرنسية"، يعمل نحو عشرة أشخاص في فرز السلع من شاشات وكتب وألعاب وغيرها، ففي هذه المدينة الواقعة على بعد ساعة بالقطار من ستوكهولم يمتد مركز ريتونا، الذي تملكه البلدية على خمسة آلاف متر مربع ويوظف 50 إلى 65 شخصا، وهو يعكس صورة مدينة اعتمدت مراعاة البيئة نهجا منذ التسعينيات لتغيير صورتها. ويوضح جيمي يانسون، رئيس بلدية المدينة الاجتماعي- الديمقراطي "نحن مدينة صناعية تقليديا واجهنا صعوبات واضطررنا إلى إيجاد طريقة لتعزيز الثقة وتحمل مسؤولياتنا لجعل إسكليستونا مدينة صناعية حديثة". واختارت موسوعة جينيس للأرقام القياسية في 2020 "ريتونا"، أول مركز تجاري في العالم مكرسا بالكامل للمنتجات المصلحة والمرممة والمعاد تدويرها، وكان المركز قد فتح أبوابه قبل خمسة أعوام في 2015. وهو لا يزل بعيدا عن المراكز التجارية الضخمة إلا أنه يستقطب 250 إلى 300 ألف زائر سنويا، على ما تقول أنا بيرجستروم، مسؤولة المركز، حتى نهاية العام. وتتنشر على طابقين متاجر أجهزة المعلوماتية ومكتبة لبيع الكتب وألعاب الأطفال والأثاث، وتقول المسؤولة "يمكن القيام بكل المشتريات، التي يقوم بها المستهلك عادة في متجر عادي، حيث تنتشر في المركز محال تعلوها لافتات ملونة وتتصاعد منها رائحة تميز السلع المستخدمة. وإلى جانب التبضع، يوفر المركز تدريبا عاليا من عام حول تصميم السلع المعاد تدويرها. في بلد ما يعرف بـ"كوبسكام" (تنديد بشراء المنتجات الجديدة) و"فلايجسكام" (تنديد باستقلال الطائرة) أصبحت السلع المستخدمة سابقا منتشرة جدا، وللسويد تقليد طويل مع متاجر السلع المستعملة إلا أن "ريتونا" بات رمزا لهذا الميل. وللمفارقة، تشتهر السويد أيضا بسلاسل ضخمة للملابس الجاهزة المتدنية الثمن مثل "إتش آند إم" والأثاث "إيكيا"، إلا أنها تريد أن تكون قدوة في مجال مراعاة البيئة في العالم وتصبو إلى أن تكون من أولى الدول، التي تنجح في تحييد أثر الكربون بحلول 2045. وعند هذا الاستحقاق، تريد إسكليستونا أن تكون قادرة على حجز كميات من ثاني أكسيد الكربون تفوق انبعاثاتها منه، وأن تكون قد تخلت نهائيا عن مصادر الطاقة الأحفورية، وتتمتع المدينة بمركز فرز متطور جدا، فيما تعيد البلدية تدوير وتحويل كل النفايات إلى طاقة. لكن وراء هذه الواجهة المشرقة، تخفي المدينة الخضراء نقاط ضعف بدءا بانتشار السيارة بشكل واسع على الطرقات وفي مواقف السيارات، حتى ذلك العائدة لمركز "ريتونا". وباتت الحافلات في وسط المدينة تعمل على الغاز الحيوي "لكن تبقى المهمة طويلة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على ما يقول رئيس البلدية، الذي يشغل هذا المنصب منذ عشرة أعوام، أما البطالة المسجلة فيها وهي أعلى من المعدل الوطني فلم تتراجع بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة. واعتمدت المدينة، التي تضم فرع شركة فولفو لتجهيزات البناء وشركة أوتكومبو الفنلندية العملاقة للفولاذ المقاوم للصدأ، عام 2012 "خطة مناخية 2020" لتحقق الحياد على صعيد غازات الدفيئة، استكملتها في 2016 بقائمة من "50 وعدا بيئيا" يراوح بين تطوير مصادر الطاقة المتجددة وإقامة مسالك للدراجات الهوائية. إلا أن المدافعين عن البيئة وهم في صفوف المعارضة أكدوا في مقال نشر مطلع العام، أن "كثيرا من الأهداف لم تتحقق" وطالبوا البلدية بتسريع الوتيرة لتحقيق الهدف الوطني المتمثل في تحييد أثر الكربون.

مشاركة :