تحقيق: منى البدوي غيّر «كورونا» مسار وخطط مواصلة التعليم لدى بعض طلبة الصف الثاني عشر من الجاليات العربية المقيمة بالدولة، الذين كان يستعد بعضهم للدراسة في الخارج، حيث بات التوجه نحو الدراسة في الجامعات المحلية بسبب الظروف التي فرضها وباء كورونا وما صاحبه من إغلاق المطارات وصعوبة التنقل من دولة لأخرى، وما يصاحب ذلك من تأخر في الالتحاق بالفصل الدراسي الأول أو عدم التمكن من العودة في حالة ظهور موجات أخرى للمرض وغيرها من الأسباب المتعلقة بآليات التعليم والابتعاد عن الأهل في ظل هذه الظروف. غيّر كوفيد-19 بوصلة الوجهات للدراسة في الجامعات ليجبر بعض الطلبة على التوجه للدراسة في الجامعات المحلية الخاصة والتي ترتفع فيها تكاليف الدراسة مقارنة بغيرها من الجامعات في بعض الدول الأخرى، حيث أشاروا إلى أن الوباء ساهم في إعادة بلورة طريقة التفكير إلى جانب أنه بسبب القيود التي فرضها خاصة على السفر والتنقل وما تشهده بعض الدول في العالم من عدم قدرتها على السيطرة على الوباء وتفشي الحالات فيها إلى جانب التعود على أساليب التعليم الحديث والذي بات يعتمد على التكنولوجيا التي من الصعب أن تتوفر في جميع الدول وغيرها من الأسباب التي تناولها الطلبة والتي تسببت في اتخاذ قرار الدراسة داخل الدولة. المسيرة التعليمية والمعوقات قالت الطالبة سارة سمير، من إيجابيات كورونا أنه جعلنا ننظر للمستقبل بمنظار أكثر واقعية والتخطيط الجيد، بحيث نضمن خلو المسيرة التعليمية الجامعية من أي معوقات، وكان لنا في ما اتخذته الحكومة الرشيدة حفظها الله من إجراءات سريعة لمواصلة التعليم بالرغم من انتشار الوباء ونجاحها في تمكين الطلبة من الدراسة دون عقبات، درس كبير في اختيار دولة متقدمة قادرة على مواجهة التحديات ولن أجد ذلك سوى في الإمارات خاصة أن الكثير من الدول توقف فيها التعليم بسبب الوباء.وأضافت: أن معايشتي للواقع جعلني وأسرتي نرفض تماماً فكرة الدراسة في الخارج والتوجه نحو اختيار جامعة داخل الدولة بحيث أتمكن من مواصلة تعليمي دون إعاقة حتى في حال وجود الوباء.وأشارت إلى أن التخصص الذي ترغب في دراسته هو علم الجينات وهو ما يعتبر من التخصصات المتوفرة في الدولة ويتم تدريسه في أرقى الجامعات التي تعتمد على التقنيات الحديثة التي هي الأخرى اعتدنا على استخدامها في جميع المجالات بالدولة ومنها التعليم. الاستمرارية وذكر أحمد فؤاد خالد: كان من المفترض أن أتوجه لدراسة الهندسة في الخارج إلاّ أن كورونا جعلني أغيّر الوجهة لتستقر في الجامعات المحلية، حيث إن بعض الطلبة مضطرين للتوقف عن الدراسة خلال الفترة المقبلة بسبب وجود الجامعات التي من سيواصلون دراستهم فيها بدول ما زالت غير مسيطرة على الوباء وهو ما يمكن تفاديه بالدراسة داخل الدولة التي تمكنت من مواجهة هذا التحدي والعمل على استمرارية التعليم فيها بمختلف مستوياته.وأشار إلى أن اختيار الجامعات المحلية بالرغم من ارتفاع التكاليف، يعود لعدة أسباب أهمها أساليب التعليم الحديثة التي اعتدنا عليها وأيضا الوجود بالقرب من الأهل وعدم اضطراري مستقبلا للوجود بعيداً عنهم بسبب ظروف المطارات في بعض الدول الأخرى والتي نتجت عن انتشار الوباء فيها.وقالت ديما خالد: الجامعات المحلية هي الحل الأنسب في ظل الظروف الوبائية التي يشهدها العالم والتي تسببت بإغلاق المطارات وتعطل التعليم في بعض الدول وعدم قدرة بعضها على السيطرة على انتشاره، حيث إن الوجود في بيئة غير آمنة يعتبر من الأسباب التي تزيد من معدلات القلق والتوتر وبالتالي عدم القدرة على الدراسة في ظل الخوف من الإغلاق المفاجئ للمطارات أو التوقف المفاجئ للتعليم وعدم القدرة على إيجاد حلول للطلبة وهو ما قد يجعلنا نخسر سنوات من أعمارنا في انتظار بدء التعليم في حين أن دولة الإمارات قادرة على مواجهة هذه النوعية من التحديات. الاختيار وأشار معاذ محمد: لم يعد قرار الدراسة خارج الدولة أمراً سهلا في ظل الظروف الحالية، حيث بات الاختيار لا يقوم فقط بناء على أساس التكلفة المادية فقط وإنما أمور أخرى كثيرة لم نكن نأخذها في الحسبان قبل كورونا ومن أهمها مقومات الرعاية الصحية في الدول ومدى تمكنها من السيطرة على الأوبئة وحماية المقيمين فيها من حيث الإجراءات الوقائية والاحترازية المتبعة وهو ما يتوفر في دولة الإمارات لذلك اتخذت قراراً بالدراسة في إحدى جامعاتها. البيئة التعليمية الآمنة وقالت لجين بكرو: إن كورونا جعلني أفكر كثيراً بموقع الجامعة التي سأواصل فيها الدراسة، حيث إنني لم أتقبل فكرة الوجود بعيداً عن الأهل في ظل صعوبات التنقل من دولة إلى أخرى أو في حالة إغلاق المطارات في بعض الدول التي لا تستطيع توفير كافة الإجراءات الاحترازية، كما أن البيئة التعليمية الآمنة صحياً ونفسياً واجتماعياً باتت عنصراً أساسياً في الاختيار وهو ما يتوفر في الدولة، وبالرغم من ارتفاع تكاليف الدراسة إلا أنني سأعمل وأقوم بمساعدة الأسرة في توفير الأقساط.سارة سمير: ضمان خلو المسيرة التعليمية من المعوقات
مشاركة :