القاهرة: فاطمة علي الشروع في كتابة «مسلسل أحمد زكي»، يتناول حياة الفنان الراحل، كان مفاجأة كبيرة للجميع، خاصة أن زكي تركيبة فنية وإنسانية نادرة، عشق الجمهور فنه، ولم يعرف الكثير عن حياته الخاصة، وهو ما ينتظره الجمهور في المسلسل الذي سيتناول حياته حتى رحيله. رغم أن صناع العمل لم يستقروا على الاسم النهائي للمسلسل الذي يحمل مبدئياً اسم «الإمبراطور» و«الأسطورة». فكان لا بد أن نلتقي الكاتب والسيناريست بشير الديك، القائم على كتابة المسلسل، لنسأله العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان عشاق النجم الأسمر، وينتظرون خروج العمل للنور، وما أثير من نقاط اختلاف حول أهم المحطات في حياته، وأهم الشخصيات التي تعاملت مع زكي، وغيرها العديد من الأسئلة.. ما الذي ستقدمه من خلال المسلسل؟- أولاً لا بد أن نعرف أن المسلسل ليس سيرة ذاتية للفنان الراحل أحمد زكي، لكنه سيركز على الجانب الإنساني للشخصية، وأبدأ من وقت مجيء زكي إلى القاهرة قادماً من الزقازيق، فهو خريج مدرسة الصنايع، وجاء ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية، وكان عمره 17 عاماً، لتبدأ بعدها رحلة هذا الفتى الأسمر. و«الأسطورة» أو «الإمبراطور» اسمان مؤقتان للعمل وسيتم تغييرهما بعد الانتهاء من كتابة المعالجة الدرامية أو الملخص الخاص بالمسلسل. وأبحث خلال هذه الأيام عن كل ما كتب عن زكي من مقالات وأخبار، حيث سيتناول العمل ما لا يعرفه الكثيرون عن حياته، فكان رحمه الله شخصية تتسم بالغموض إلى حد كبير، وربطتني به صداقة كبيرة، وقدمنا معاً أكثر من فيلم من أهم أفلامه، منها «ضد الحكومة، طائر على الطريق، موعد على العشاء»، وحريص على أن أقدم الإنسان الذي بدأ من الصفر، وكيف أنه كان قادراً على المقاومة وما مر في حياته من ظروف قاسية وتغلب عليها، حتى إنه كان يمثل وهو يموت في أيامه الأخيرة. هل هناك شخصيات محددة من أقاربه أو أصدقائه ستستعين بهم في كتابة المسلسل؟- أحمد زكي كان صديقي، ولن أقدم في المسلسل أي شيء يضر سمعته أو تاريخه، ولم يكن رحمه الله لديه ما يسيء لسمعته، كما سأستعين بأصدقائه المقربين ومساعديه والكوافير الخاص به، فهم لديهم بعض المعلومات عن حياة زكي بحكم وجودهم معه لفترات طويلة بجانب بعض الأطباء الذين كانوا يوجدون معه في أماكن التصوير. حب حياته هل كانت له قصص حب أو زواج غير معلنة؟- أحمد زكي لم يكن له سوى قصة حب واحدة، زوجته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، ولم يكن يحب أحداً غيرها، فهي كانت زوجته وأم ابنه هيثم رحمهم الله جميعاً، ولا بد أن يكون لها وجود في المسلسل، كما سأقدم في المسلسل علاقته بابنه هيثم، فهو كان يحبه حباً جماً، وأعرف تفاصيل كثيرة عن علاقتهما، فلم تكن مجرد علاقة أب بابنه، بل كان يعتبر هيثم صديقه وكل ما له في هذه الحياة. هل حددت الممثلين الذين سيقدمون الأدوار الأخرى؟- كل الشخصيات التي ستظهر في المسلسل من جيل الشباب، وعلى رأسهم الفنان محمد رمضان، وعدد من الفنانين الشباب سيتم اختيارهم بعد كتابة عدد من الحلقات.هل محمد رمضان الأنسب لتقديم الشخصية؟- بالفعل، فهو فنان شاطر وقوي، واختياره لم يكن على أساس التشابه، لكن رمضان لديه القدرة على استحضار روح الشخصية التي يقدمها، وهذا هو المطلوب، لأن أحمد زكي نفسه كان لديه نفس القدرة، فعندما قدم شخصية جمال عبدالناصر استحضر روحه ولم يقلده، وحقق نجاحاً كبيراً، وأنا أرى أن هذا العمل سيكون مميزاً وسيجني نجاحاً كبيراً لأنه يقدم شخصية مليئة بالتفاصيل التي يريد أن يعرفها الجمهور عن النجم الراحل. ما حقيقة وجود مشاكل مع شقيقة زكي؟- ليس لي علاقة بورثة أحمد زكي، ولا يوجد أي خلاف معهم، أنا أقدم مسلسلًا عن بطل أعتبره إمبراطور الفن، وأشعر بأن موضوع أحمد زكي فيه سحر كبير، ومشاكل ورثته مع منتج العمل، وأعتقد أنها متعلقة بالأمور المادية. كيف بدأت علاقتك بالفنان أحمد زكي؟- كنت مع صديقي المخرج الراحل محمد خان، واقترحت عليه أن يكون زكي بطل فيلم «موعد على العشاء» عام 1980، وكان لا يزال في بداية مشواره الفني، وقتها كان يقدم مسلسل «الأيام» الذي قدم فيه شخصية عميد الأدب العربي طه حسين، وتحمس خان للترشيح جداً، والتقيناه، ومن وقتها صارت بيننا صداقة كبيرة جداً، استمرت حتى رحيله، وخلال هذه الفترة قدمنا معاً عدداً من الأفلام المهمة في مشواره. بعض أعمال السير الذاتية لم تحقق النجاح المطلوب، فهل هذا يقلقك؟- لست قلقاً بشأن تقديم الشخصية، خاصة أن تناولها سيكون من جانب إنساني، وهذا العمل هو تحدٍ بالنسبة لي، وأريد أن يكون العمل جاذباً وشخصية زكي لديها ذلك، سأقدم أيضاً علاقته بصلاح جاهين وأهم الأحداث السياسية التي حدثت في سنوات عمله كممثل. الأعمال الدرامية ما رأيك في نوعية الأعمال الدرامية التي قدمت في السنوات الأخيرة؟- أصبحت مختلفة كثيراً عن الماضي، وأقرب إلى السينما، عكس ما كنا نقدمها في الماضي، الدراما قديماً كانت تقدم الأسرة المصرية، الزوجة والأم والجدة والأطفال، جمهور التلفزيون الموجود في البيت، أما الآن فالدراما سينمائية تقدم حركات وعنفاً، حتى التاريخ مختلف والعالم كله أصبح يستخدم لغة سهله وسريعة. وما سبب غيابك عن الكتابة كل هذه السنوات؟- عرض عليّ كتابة أكثر من عمل درامي، منها مسلسل عن حياة الفنان الراحل فريد شوقي بعنوان «الرقصة الأخيرة»، لكنني كنت اتخذت قراراً بالابتعاد عن الساحة، لم يكن لدي الرغبة في الكتابة، بجانب أن كثيراً من أصدقائي توفاهم الله، ولم أكن على معرفة جيدة بالجيل الجديد من الكتاب والمخرجين، لكن تقديم عمل عن حياة أحمد زكي كان مفاجأة بالنسبة لي ولم أتردد لحظة في كتابته خاصة أنني سأقدم حياة إنسان.
مشاركة :