يخطئ بعض المسلمين في التصور عن عالمية الإسلام ظنا منهم أنها تقتضي إكراه الآخر على الدخول فيه أو الانتقام من كل دين أو معتقد أو ملة تخالف ديننا، ويرى يوسف أبا الخيل أن من أبرز مظاهر عالمية الإسلام، كونه لم يكره أحدا على اعتناقه فمن شاء فليتبعه، ومن لا يريده فهو غني عنه بمبادئه وقيمه ومعاييره الإنسانية الرائعة، ويستعيد تفسير الإمام ابن كثير لقوله تعالى «لا إكراه في الدين»، إذ قال «أي لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام، فإنه بين واضح جلية دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا»، وأضاف لا أظن أننا نأتي بجديد إذا قلنا إن الأساس الذي تتكئ عليه اليوم الجماعات الجهادية المسيسة في ما تمارسه من قتل وترويع وتهجير وسبي للنساء، إنما يمتح من فهمهم المعوج بوجوب فرض الإسلام بالقوة على غير المسلمين، مشيرا إلى أن معظمها، إن لم يكن كلها، إنما تتذرع بهذا التأويل للوصول إلى مآربها السياسية، إلا أن قطع السرة مع هذا التأويل المجانب للصواب يجعلهم مكشوفين في العراء فلا يغتر بهم حدثاء الأسنان، ومن لم يؤتوا حظا من العلم، لافتا إلى أنه عندما يقدم الإسلام بصورته الإنسانية الرحيمة فإنه لا يلبث أن يؤثر سريعا على قلوب الناس، فإما أن يتبعوه، وإما أن يشيدوا بمبادئه العظيمة، ويرى أن الإسلام لو قدم إلى هؤلاء سواء منهم من اتبعه، ومن لم يتبعه واكتفى بذكر فضائله وقيمه، من خلال أفعال القاعدة والنصرة وداعش وحزب الله ولواء أبي الفضل العباس وفيلق بدر وجيش محمد، وغيرها من الفصائل الشيعية والسنية، ممن ارتضوا الفتنة، وابتغوا الإرهاب والعنف سبيلا لبلوغ مراميهم باسم «الإسلام».
مشاركة :