فضل الصدقة في رمضان

  • 7/14/2015
  • 00:00
  • 45
  • 0
  • 0
news-picture

عادل العبدالقادر قال تعالى في كتابه الكريم {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}، لقد دخل شهر رمضان حاملاً بين أيامه كثيراً من الفضائل، فرمضان شهر الصوم، وشهر الصبر، وشهر القيام، وشهر تلاوة القرآن، وشهر العطاء والبذل فينبغي على المسلم استغلاله بما يعود عليه بالنفع في العاجل والآجل. وها هو يودع. فالفرص التي تأتي وتذهب لا تعوض، فاليوم يكون الإنسان غنياً، وقوياً، ومستطيعاً لعمل الخير، وغداً لا يدري ما يطرأ عليه من فقر، وضعف، وقلة استطاعة، فالذي يبادر ببذل الخير والإكثار من العمل الصالح قبل أن ترحل أيامه هو الإنسان العاقل. قال تعالى {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً}، (المزمل)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) رواه الترمذي وابن ماجة. ولقد كان نبينا وحبيبنا وقدوتنا -صلى الله عليه وسلم- من أكثر الناس بذلاً في حياته، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، أي الفقر. وكان أجود ما يكون في رمضان حينما يدارسه جبريل القرآن، فكان يطبق كل ما يأمره به ربه رجاء الحصول على رضاه ومغفرته. روى البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان يعرض عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة. وإن من أفضل وجوه البذل والعطاء في رمضان إخراج الزكاة، وهي تشمل جميع الأصناف التي وجهت بها النصوص الشرعية. والزكاة واجبة على كل مسلم يملك نصاباً، وحال عليه الحول، فيخرج ربع العشر عن ماله، وعروض تجارته، وغير ذلك مما تجب فيه الزكاة في نهاية كل حول. قال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} البينة. وفي هذا الشهر المبارك يحرص كثير من المسلمين على إخراج زكاتهم، وهذا عمل طيب. {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة. كل تاجر من وراء تجارته يربح، والتجارة مع الله من أربح التجارات، فينبغي على المسلم الحرص على إخراج زكاته في هذه الأيام طيبة بها نفسه لكي يضاعف له بها الأجر وينال الثواب العظيم عند لقائه بربه. وإن من المسائل المهمة المرتبطة بالزكاة أنه يشترط لمن أراد أن يخرج زكاته أن ينوي: لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى} متفق عليه. والأفضل في زكاة الراتب وما في حكمه: أن يجعل المسلم له يوماً محدداً في السنة، مثل هذا اليوم (الخامس من رمضان) أو غيره. والذي عنده بقالة أو محل تجاري لبيع أي شيء: يقيِّمه في يوم زكاته بسعر البيع الحالي، ويزكيه (2.5%)، أي ربع العشر، فيقسّم المال كله على (أربعين) وما خرج هو الواجب عليه. هذا فيما هو معروض للبيع، أما المكائن، والثلاجات، والأشياء الثابتة فلا زكاة فيها. أما المساهمات: فعلى المسلم أن يسأل عن سعرها، فإن عرف زكَّاها (رأس المال والربح) وإن لم يعرف فيزكي رأس ماله، وإذا قبض الربح يزكيه مرة واحدة فقط. أما المساهمات المتعثرة فتزكى إذا قبضت، والشركات التي تزكي عن المساهم يكتفى بزكاتها، وهي تجزئ عنه إن شاء الله. ومصرف الزكاة لابد من العناية والاهتمام به: فالله تعالى قد حدد في كتابه تلك الأصناف التي تجب لها الزكاة، قال تعالى: [إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] (التوبة:60)، فلا يجوز إخراجها لغير هذه الأصناف المذكورة، ومن أخرجها لأقربائه أو غيرهم وهم لا يستحقونها فلا تجزئ عنه. فيا أيها الصائمون والصائمات: احرصوا على إخراج زكاة مالكم، وأدخلوا بها السرور والفرح على الفقراء والمحتاجين. وعليكم بالحرص في إخراجها لكي لا تستغل فيما لا يرضي الله.

مشاركة :