لماذا قررت التخلي عن ساعة «آبل»؟

  • 7/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أردتها أن تعمل، وأردت أن أحبها، مثل كثير من أصدقائي. وكانوا يقولون: «يستغرق الأمر وقتا.. لا تتوقعي صاعقة من البرق تهبط من السماء.. امنحيها وقتها». وكذلك فعلت.. أعرف أن أناسا آخرين ينظرون لما أحمله في يدي بعين الحسد، ولكن بعد شهر ونصف من وجودها معي، قررت أنه قد حان الوقت! حسنا، لقد انتهى وقتها معي.. لسوف أتخلى عن ساعة «آبل» التي بحوزتي. لقد كانت علاقتي بها، رغم كل التوقعات، على عكس ما أريد. وكل ذلك التركيز والدعاية حول وابتكار «آبل» الكبير الجديد جعلني أدرك (أو لا يزال!) أن تلك الساعة فعلا لا تناسبني! * دروس ساعة «آبل» * ومع ذلك، فلن أندم أبدا على الأسابيع التي قضيناها سويا. فلقد تعلمت خلالها دروسا قيمة للغاية حول نفسي. منها، على سبيل المثال، أنه لا يمكن لحياتي أن تتحدد من خلال ساعة تستقر على معصمي. هناك سبب وراء حملي المستمر لذات حقيبة اليد (بلا ماركة) في كل مكان أذهب إليه، وهناك سبب أن ساعتي القديمة (قبل ساعة آبل) لم تكن ذات أجراس أو صافرات، وسبب آخر لانجذابي إلى الملابس التي لا علاقة لها بالموسم أو بالمصمم ولا تظهر في أي إعلانات رأيتها في حياتي. قضيت أوقاتا طويلة في عالم تعتبر فيه المنتجات اختزالا لحياة البشر، كما أنني أدرك جيدا مخاطر وجود مثل تلك الرمزيات في محيط حياتي (على الرغم من أنني أقر تماما باستعدادي لربط ذاتي بالآخرين). ولكن حينما بدأت ارتداء ساعة «آبل» (بحجم 38 مليمترا ذات الشريط المعدني الأنيق، وهي الأصغر حجما، ذات سوار فولاذي غير قابل للصدأ)، تحولت هذه الساعة إلى موضوع للحوار أينما أوجد بصرف النظر عن المكان: في اجتماعات العمل، وفي المخبز وفي النادي برفقة ولدي. لقد كانت كذلك في كل مكان، حيث يعرفها كل الناس وليس من أحد يخطئها. في البداية كان الناس يرغبون في معرفة المزيد عنها. ثم يريدون تجربتها. ثم يخرجون بافتراضات شخصية حولها. وبصرف النظر تماما عن مدى جاذبية ساعة «آبل» بين غيرها من الساعات الذكية أو المنتجات الذكية، وبصرف النظر كذلك عن اللمسة الجمالية التي توفرها أركانها المستديرة والشاشة المستطيلة، فإنها تبدو تماما كجهاز. وخصوصا بالنسبة لامرأة مثلي ذات معصمين صغيرين للغاية. وليس فقط لأن شاشتها تمتد على نحو فعلي فوق ساعدي، ولكنها شاشة التوقف الرائعة التي أشاد بها الكثير من النقاد - فموديل ميكي أو الفراشة أو المجرة (تلك التي لدي) أو الأيدي الوهمية للساعة (وهي الموجودة في كل صورة من صور الساعة، وهي ما تجعلها تبدو كساعة حقيقية) - كما أنها تفي بحاجة وظائف الساعة من السبات الوظيفي العميق. * شعور غريب * الكتابة لا توقظ الشاشة. حتى عندما أحرك ذراعي أماما وخلفا بعصبية، عادة ما يستغرق الأمر عدة محاولات قبل أن تعمل الشاشة. والوضع الطبيعي، صامت. تماما مثل وضعي الافتراضي عند محاولة قراءة رسالة بالبريد الإلكتروني أو نص خبري على الشاشة الصغيرة مما يتطلب رفعي معصمي إلى مستوى العين - أو، إذا جاءتني مكالمة هاتفية وهاتفي الجوال ليس بجواري، فيتعين علي التحدث عبر الساعة في الهواء الطلق. وإذا ما هوجمت بأطفالك أو معارفك وقتها، فلن تكون أنت إلا مدعاة لسخرية كبيرة. يقول لي أصدقائي عندما سمعوا شكواي «لما تشعرين بالحرج البالغ منها أكثر مما تشعرين بالحملقة المستمرة في هاتفك الجوال؟». إنه سؤال وجيه، ولكن بعد قدر من التأمل، أعتقد أن الإجابة بسيطة: إن الهاتف محمول في اليد، ولقد اعتدنا رؤية الناس وهم يقرأون من أشياء يحملونها بأيديهم مثلا بالكتب، ولكن النظر إلى شخص ما يحملق في ساعده (أو تراه يخطف نظرات خفية إلى ساعده)، يرسل إلينا برسائل مختلفة تماما: (1) الوقاحة أو (2) الهوس. لا يبدو أن ذلك سبب إزعاجا لكتاب التكنولوجيا، والذين يكتب معظمهم مراجعات إيجابية مقنعة حول الجهاز، تستند في معظمها حول فوائد الجهاز وما يمكن القيام به بالنسبة إليك. وإنها أكثر ذكاء بكل تأكيد من نظارة «غوغل»، على الرغم أنني لست متأكدة من ذلك تماما. بكل تأكيد، فإن كل تلك المعلومات تتلاشى أهميتها إذا كانت الساعة تغير من حياتي بالفعل، كما صنع هاتفي الآيفون فعلا. ولكنني لم تكن لدي مشكلة قط في الابتعاد عن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بي حينما أريد التركيز على أمر آخر - لذلك أود وجود تنبيهات معينة للرسائل المهمة فقط. وشاشة الساعة الصغيرة، هي صغيرة بحق للقراءة عليها، مما أصابني بالمزيد من الضيق أكثر من السعادة حينما تنبهني الساعة إلى وصول رسائل نصية من أحبائي، وعندما أقرأ عنوان الرسالة، كان كل ما أريده هو معرفة بقية نص الرسالة. إلى جانب ذلك، فإن الأعمال الكثيرة التي يمكن لتطبيقات الساعة أن تحل محلها - مثلا بتسليم بطاقات الصعود إلى الطائرات، أو فتح غرف الفنادق - لا تبدو لي كإنجاز أكثر من كونها حالة فقدان للسيطرة على الأمور. يمكنكم أن تعتبروني من أعضاء جمعية تحطيم الآلات، ولكن بمنتهى الصراحة، أنا لا أمانع قط في فتح باب الغرفة باستخدام يدي وليس بالساعة. ولكن الساعات المعلن عنها هذا الأسبوع قد تغير من الموقف قليلا، ولكنني لست متأكدة أنني أتحلى بالصبر الكافي لمعرفة الجديد. * أعباء الساعة * وعلى نحو مماثل (وأعلم أنه نوع من الهرطقة بالنسبة لأي شخص مهووس بتقنيات مثل العرض الأول لمنتجات شركة Fitbit)، من ناحية تطبيقات اللياقة البدنية - إن تتبع خطواتي، وقياس معدل ضربات قلبي، وإخباري بحتمية الوقوف وأنا غارقة في كتابة إحدى مقالاتي - يبدو كعبء مضاف على حياتي لا علاقة له بالحرية قط. لقد عملت بجد لابتعد بنفسي عن الاعتماد على آلات التدريب المنزلية والتي تخبرني عن مقدار التدريبات التي أجريتها - وكم عدد السعرات التي أحرقتها، وكم عدد درجات السلم التي صعدتها - وجزء من ذلك يعود إلى معرفتي بأنني كنت أغش كثيرا طوال الوقت على أي حال وبالتالي فلا يمكنني الوثوق في النتائج، وفي جزء آخر يعود السبب إلى أنه صار عذرا للتملص من تعديل، أو عدم تعديل، سلوكياتي الناتجة عن ذلك. ولكن الحقيقة هي، أنني أعلم متى أكون في كامل لياقتي، وأستطيع تمييز الاختلافات في جسمي وأشعر بها عندما امتطي دراجتي في الحديقة. إن تلك الساعة تهدد بسحبي مجددا إلى حالة عصبية مفعمة بالأرقام من كل جانب، وإنه لإغراء لا أود الانجذاب إليه أبدا. (أيضا، لدي الكثير من الأصدقاء الذي ينظرون إلى أجهزة تتبع اللياقة البدنية لديهم في وسط محادثاتنا، ثم ينطلقون فورا للبدء في المشي حولنا بكل نشاط، مما يشعرني بأنها أجهزة لا تضيف لحياتي جديدا). أحب حقيقة تمكني من إغلاق صوت هاتفي الجوال. ويعمل هزاز الساعة عندما، لنقل، يكون أطفالي على الخط وأريد أن أتحدث معهم. ولكن في نهاية الأمر لم يكن ذلك كافيا. عندما أخبرت أحد زملائي بقرار التخلي عن الساعة، لاحظ أنه ربما، أنني لم أكن من بين العملاء المقصودين لساعة «آبل». وإنني يتعين عليّ التأكد أن أخبر تطبيق (سيري) على معصمي: «لا أقصدك أنت، بل أقصد نفسي». قد يكون زميلي على صواب. وباستثناء أنني لا اعتقد ذلك، وليس لمجرد أن الأضداد دائما ما تجذبك إليها، ولكن بسبب أنني فعليا أعتقد أنني فعلا المقصودة: شخصية ليست تقنية بحال والتي لا تعبأ بالكثير من الأجهزة حولها (مجرد هاتف، وآيباد مع حاسوب محمول وكفى)، ولكنها شخصية يمكن إغراؤها لشراء جهاز آخر بسبب مجرد الرغبة في ذلك. وهي الطريقة التي تزيد «آبل» من خلالها مبيعاتها في الأسواق وتحتل فئة خاصة بين المشترين، بعد كل شيء: من خلال استهداف أولئك غير المهووسين أو المدمنين لمنتجات الشركة. وهو السبب وراء عمل الشركة بجد للاقتراب من مجالات الموضة. ولكنّ هناك أمرا ما: لا تعتبر تلك الساعة من ملحقات الموضة أو الزينة في شيء بالنسبة لمحبي التقنيات الحديثة. إنها ملحق من ملحقات التكنولوجيا تحاول التظاهر بالتبعية لفن من فنون الموضة. إنني لا أحبها، فحسب. * خدمة «نيويورك تايمز»

مشاركة :