كان حب جمل وحنينه إلى صاحبه أقوى من كل شيء، حتى قام الجمل برحلة شاقة دون ماء أو طعام، لمدة 7 أيام في صحراء منغوليا، قطع خلالها 100 كم، حتى عاد لوطنه الحبيب. وتحت عنوان "متعطش للحب"، قالت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، حدثت الواقعة في مدينة بايانور التابعة لمنطقة منغوليا الداخلية بالصين، حين قام زوجان من الرعاة ببيع جمل مسن لراعي إبل في شهر أكتوبر الماضي، وأخذ راعي الإبل الجمل إلى بلدته التي تبعد حوالي 62 ميلاً ( 100 كم ). ويبدو أن الجمل المخلص ظل يشعر بالحنين إلى صاحبه الذي عاش في كنفه سنوات عمر حتى أصبح مسنًا، وفي 27 يونيو الماضي، أي بعد 8 أشهر من الغربة، فر الجمل من الراعي وقطع الصحراء بحثًا عن صاحبه القديم. ونقلت "الديلي ميل" عن صحيفة "بيان نور ديلي" المحلية، أن الحيوان المخلص سافر وحيدًا لمدة 7 أيام قطع خلالها 100 كم، مر خلالها عبر مناطق وعرة قاحلة، وعبر أسوارًا، كما استنفد قواه بسبب الرحلة والجوع والعطش، حتى فقد سناميه وغطته في الجروح. لكن جهود الجمل تكللت بالنجاح، حين لاحظه أحد الرعاة، وأخذه إلى منزله واتصل بأصحابه السابقين، والذين تعرفوا عليه واستقبلوه بحب وعطف. وحسب وسائل إعلام محلية، عندما علم راعي الإبل بعودة الجمل لأصحابه، ذهب إليهم لاستعادة الجمل، لكن الزوجين اللذين تأثرا بما فعله الجمل ليعود إليهما، قررا شراءه من الراعي وتبديله بجمل آخر، ووافق الراعي على الصفقة. وحسب "الديلي ميل"، بثت صحيفة "بيان نور ديلي" المحلية، مقطع فيديو مؤثرًا يظهر فيه الزوجان وهما يستقبلان الجمل، والزوجة تلتف وشاح "هادا" حول عنق الجمل، وهو وشاح احتفالي منغولي تقليدي، يعني أن الحيوان أصبح جزءًا من الأسرة. وقال الزوجان لوسائل الإعلام الصينية إنهما يعتزمان الاحتفاظ بالجمال والسماح له بالتجول بحرية في الهواء الطلق. وقال الزوج: "لن نفعل أي شيء يغضبه، لن أبيعه لأي شخص بعد الآن". وقد لامست القصة قلوب عشرات الملايين من مستخدمي الإنترنت الصينيين بعد مشاركة اللقطات على وسائل التواصل الاجتماعي، فكتب أحد المعلقين: "الحيوانات تفهم، ولها طريقة للتواصل مع البشر، إذا عاملتهم بشكل جيد، سوف يحبونك ولن يفارقوك". وقال آخر: "جعلني هذا المشهد وهذه القصة أبكي، الحيوانات نقية جدًا، من فضلك يا صاحب الجمل اعتن به جيدًا من الآن فصاعدًا".
مشاركة :