المحيط الهندي.. صراع على الهيمنة بين أمريكا والصين

  • 7/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستمر الملاحقة الأمريكية لصعود نجم الصين كقوة عالمية جديدة تنافس على زعامة العالم، من بحر الصين الجنوبي، إلى الحزام البحري لأفريقيا، وأخيراً المحيط الهندي الذي كان حتى وقت قريب عصياً على أي وجود استراتيجي للصين، عدا محطة ميناء هامبانتوتا في سريلانكا التي اضطرت لتسليم الميناء إلى الصين سنة 2017 في إطار عقد إيجار لمدة 99 عاماً بعدما أخفقت الحكومة في تسديد الديون التي راكمتها لبنائه. نهاية العام 2019، وقف الرئيس السريلانكي الجديد غوتابايا راجاباكسا، يخاطب الدول الصديقة، بلهجة فيها الكثير من الرجاء والأمل بإنقاذ سريلانكا. اقترح راجاباكسا على الهند والدول الغربية أن تستثمر في بلاده، لأن خلاف ذلك سيجبره على السعي للحصول على تمويل من الصين مجدداً، حيث ترزح سريلانكا تحت ديون طائلة مستحقة الدفع. خلال زيارته للهند، قال الرئيس السريلانكي: «سيهيمن الصينيون بمبادرتهم الحزام والطريق، ما لم تقدم الدول الأخرى بديلاً». لكن أحداً لم يتحرك ليساند سريلانكا من الاحتياج للصين، وباعتبار أن المحيط الهندي، من الناحية الاستراتيجية، منطقة نفوذ أمريكية تقليدياً، فإن العاصفة الصينية تقترب من إيجاد موطئ قدم لها على سواحل الدول المحيطة والقريبة. وكما كل مرة، تبدو الولايات المتحدة متأخرة في خطواتها في مجاراة السرعة الصينية المعتمدة على التسلل لسنوات قبل إعلان الصفقات العملاقة.قاعدة صينية في هذا الإطار، تنبهت الولايات المتحدة إلى خطورة الاتفاق المرتقب بين الصين وإيران. فقد اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن الاتفاق سبب آخر لأهمية تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران. ويتضمن الاتفاق توقيع تفاهم تجاري مع الصين بقيمة 400 مليار دولار، سوف يشمل تعاوناً عسكرياً أوثق بين الدولتين في المنطقة. ويقضي الاتفاق الذي نشرت صحيفة نيويورك تايمز تفاصيله بأنه من الممكن أن تتلقى إيران حوالي 400 مليار دولار كاستثمارات صينية خلال الـ25 عاماً المقبلة. كما يشمل الاتفاق أيضاً تطوير الأسلحة، إلى جانب التدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والسماح لبكين بالوصول إلى عدد من الموانئ الإيرانية، بما في ذلك ميناء شاباهار، حيث تردد أن الصينيين يخططون لبناء قاعدة عسكرية جديدة قرب الميناء. وبناء مثل هذه القاعدة سوف يمكن البحرية الصينية من مراقبة أنشطة البحرية الأمريكية في المنطقة. وفي تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، قال كون كوفلين أحد كبار الزملاء بمعهد جيتستون الأمريكى، أنه كجزء من العهد الجديد للتعاون بين طهران وبكين، أثار مسؤولو الأمن الغربيون المخاوف من إمكانية أن يؤدي هذا إلى أن تشكل الدولتان تحالفاً لتعزيز تواجدهما في المحيط الهندي، وبالتالي يتحديان هيمنة أمريكا القائمة منذ وقت طويل في المنطقة.خيارات محدودة وبعيداً عن الضغوط الأمريكية المباشرة على إيران، وحملة الضغط القصوى، إلا أن خيارات أقل تصعيداً قد يتم طرحها، خصوصاً مع صعوبة تمديد حظر الأسلحة على إيران، المقرر التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي في أكتوبر المقبل. ومن هذه الخيارات المحتملة، قد تخفف واشنطن الضغوط على طهران والإبقاء على ثغرات تجارية لها مقابل أن لا تتحول إلى محطة تجارية وعسكرية للصين على المدى الطويل. وقد يكون من بوادر ذلك عدم اهتمام واشنطن بعارضة مشروع إيراني لنقل البضائع من الهند إلى ميناء تشابهار، ومن ثم شحن البضائع بواسطة البر إلى ساحل بحر قزوين، وأخيراً نقل البضائع عن طريق البحر إلى روسيا، ومنها إلى أوروبا بالسكك الحديدية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :