منذ فترة طويلة والشركات العائلية البحرينية لها دور مميز في المجتمع من عدة نواحٍ، خاصة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، والشركات العائلية البحرينية قامت على أيادٍ ومجهود وعرق من الأجداد الكبار والآباء والأعمام، الذين سهروا الليالي وتحملوا الصعاب وقدموا التضحيات والصبر حتى يكسبوا لقمة العيش الحلال لهم ولأسرهم، وكذلك لكل مجتمع البحرين، وقائمة الأسماء من هؤلاء الرجال الأفذاذ طويلة ولا مجال لذكرها هنا خاصة وأن هؤلاء الرجال معروفون للجميع وما قاموا به من أعمال يفتخر بها الجميع في البحرين وخارجها.إن البحرين ومنذ العصور القديمة كانت منارة عالية في المنطقة، ويأتي لها الجميع من كل حدب وصوب ومن كل أطراف العالم للتجارة وخاصة في مجال اللؤلؤ وكنوز البحار المختلفة، ولهذا فإن أهل البحرين يعرفون التجارة ودهاليزها وأسرارها وفنونها، ولقد ورثت الأجيال الحديثة هذه الخبرات الطويلة وتلك السمعة الطيبة والأمانة في التعامل والصدق في الكلمة، وكل هذا خلق لبنة طيبة لنمو التجارة وتطويرها مع كل أطراف العالم. إن ما قامت به الشركات العائلية في البحرين، وما تقوم به حاليًا، من أعمال جليلة وعظيمة لا يخفى على أحد، وهذه الأعمال تقف خير شاهد على نفسها بنفسها ولا تحتاج لدليل لأن الجميع يشعر بها في حياته. وهذه الشركات العائلية منتشرة في كل ركن من أركان البحرين وفي كل شارع من شوارع البحرين وفي كل القرى والفرقان والأزقة، وهي تقدم كل أنواع الخدمات من تجارة وصناعة وزراعة وبناء وتشييد وتعليم وتقنية وتعليم وتدريب وتأهيل وملبوسات وسياحة وترفيه وفنادق وترحيل ومواصلات وأغذية ومأكولات ومطاعم وملبوسات وأحذية وإكسسوارات وإعلام ودعاية وتطوير ونشاط عقاري ورياضة وغيره. والشركات العائلية، وبمختلف تخصصاتها ونشاطاتها المتعددة، تغطي كل هذه المجالات وتعمل فيها جميعها ليلاً ونهارًا لخدمة المجتمع وكل البحرين في أي زمان ومكان. وهذا العمل الدؤوب يتواصل بدون كلل أو ملل لتقديم أفضل الخدمات لمن يرغب، ومن هذا العمل النشط المتواصل فإن المستهلك يجد ضالته وكل ما يبحث عنه، وكل هذا بفضل مجهودات وأفكار الشركات العائلية ومن يقف خلفها بالأفكار والأموال والجهود الجبارة.ولا ننسى أن الشركات العائلية في البحرين، وفي كل أنحاء العالم، تحتل نسبة عالية جدًا في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية التجارة. وبالإضافة لهذا، فإن الشركات العائلية البحرينية تقدم فرص العمل والتوظيف لآلاف الشباب والأيدي العاملة من الجنسين، وهذا يخدم البلد والمجتمع وكل الأسر البحرينية. وعبر الوظائف التي تقدمها الشركات العائلية، يقوم الشباب البحريني بالمشاركة الفاعلة في الإنتاج وتنمية الدخل القومي، وهناك أمثلة كثيرة أيضًا لا نستطيع حصرها، ولكن الفضل في هذا يعود للشركات العائلية البحرينية التي وفرت الفرص وقدمت التدريب وأتاحت الفرصة الجيدة لكل من يريد التفوق والبروز في العمل والإنتاج.إن المجالات التي تساهم فيها الشركات العائلية البحرينية عديدة ومتنوعة، وعلينا وعلى الجهات المختصة تقديم كل العون لهذه الشركات وتوفير الفرصة الملائمة لها للمنافسة في خدمة البحرين وشباب البحرين. ونأمل من الحكومة إتاحة الفرصة للشركات العائلية البحرينية للمنافسة في كل العطاءات والمزايدات الخاصة بالمشاريع الحكومية ومنحهم الأفضلية ليتمكنوا من المشاركة بفعالية في هذه النشاطات، وبالطبع فإن هذا سيساعد على تقويتهم وزيادة أعمالهم ومواردهم، ومن هذا يستفيد الجميع. وكذلك المساعدة في توفير التسهيلات المالية والقروض الميسرة للشركات العائلية البحرينية حتى تتوافر لها الموارد المالية الكافية التي تمكنها من الانطلاق في تنفيذ المشروعات الاقتصادية والخدمية التي تعود بالفائدة على الجميع. كما ويجب فتح المجال للشركات العائلية للإدلاء بآرائها وتقديم النصح للجهات التنفيذية والتشريعية في المسائل الخاصة بالتجارة والاستثمار والاقتصاد الوطني، وذلك للاستفادة من تجاربهم العملية المتراكمة وبهذا تكون النتائج أفضل وأعمق؛ لأنها أتت من مجرب وصاحب خبرة متواصلة. إن دعم الشركات العائلية البحرينية يعد مسؤولية وطنية وواجبًا قوميًا ويجب علينا جميعًا الحفاظ على هذه الشركات والوقوف خلفها كالبنيان صفًا واحدًا حتى تظل تعمل وتساهم في بناء المستقبل الأخضر للبحرين، وحتى يرتفع اسم الشركات العائلية البحرينية في كل أنحاء العالم ونعيد تاريخ الأجداد الذين سطروا اسم البحرين بعرقهم ومجهوداتهم ودمائهم.سميح حسين
مشاركة :